Articles les plus consultés

mardi 3 septembre 2013

La vie politique en TUNISIE


03 2013 | 09:35

رغم نجاح العمليّة العسكريّة في الشعانبي:لماذا أعلن المرزوقي «الحرب على الجنرالات»؟!


ما يزال الغموض يلف قرار رئيس الجمهورية المؤقت المنصف المرزوقي إقالة كبار القادة العسكريين نهاية شهر أوت الجاري في الوقت الذي تتواصل فيه العمليّة العسكريّة ضد مجموعات ارهابيّة تتحصّن بجبل الشعانبي.

تونس ـ «الشروق»: أسماء سحبون
وقد شمل قرار الإقالة أمير اللواء محمد نجيب الجلاصي رئيس أركان جيش الطيران والمدير العام للاستخبارات العسكرية كمال العكروت والجنرال الطيب العجيمي المتفقد العام للقوات المسلحة. ووفقا لبلاغ رئاسة الجمهورية الصادر في 22 أوت الماضي فإنّه تمّ تكليف المقالين بمهام أخرى إذ تمّ تكليف أمير اللواء محمد نجيب الجلاصي مديرا عاما للعلاقات الخارجيّة والتعاون الدولي بوزارة الدفاع الوطني وتكليف الجنرال العكروت ملحقا عسكريا بالخارج.
قرار طرح أكثر من سؤال حول خلفيّة قرار الرئيس الإطاحة بالجنرالات فهل كان غير راض عن سير العمليّة العسكريّة بالشعانبي؟ وهل فشِلَ الفريق العسكري الذي قاد العمليّة في إقناع الرئيس إذ جرت العادة أن يتم تغيير كل فريق فاشل فالفريق الناجح، تماما كما في المجال الرياضي لا يتم استبداله طالما يحصد النجاحات!!!
نجاح العمليّة العسكرية
قالت مصادر موثوق بها لـ«الشروق» ان المخابرات العسكرية كانت لديها كل المعطيات حول تحركات المجموعات المتشدّدة منذ بداية تشكّلها في حي الزهور بولاية القصرين وتنظيمها لسلسلة من الاجتماعات في مسجد الحي وفي أماكن معروفة لدى المخابرات الى حين تغيّبها بشكل مفاجىء لمدة أسبوع اتضح بعدها انّ المجموعة صعدت للجبل للتدرّب على حمل السلاح.
واستمرت مراقبة المجموعة طيلة حوالي سنة في انتظار قرار حسم التدخّل ضدّها. هذا القرار السياسي الذي لم يأت لم ينتظره قادة الجيش حين تمّ استفزاز المؤسسة العسكريّة بجريمة شنيعة عشيّة 28 جويلية الماضي راح ضحيّتها ثمانية عناصر من فرقة الكومندوس بعد نصب كمين لهم وقتلهم رميا بالرصاص والتنكيل بهم ذبحاً.
مرّ الجيش الى عمليّة مباشرة ضدّ تلك المجموعة المتحصّنة في الجبل تمّ فيها استخدام الطيران العسكري لقصف مواقع الجهاديين والتي كانت معروفة بدقّة لدى الجيش واستعمال القصف المدفعي ليحرز الجيش الوطني تقدّما على حساب تلك المجموعات.
وبالرغم من عدم انتهاء العمليّة العسكريّة فاجأ الرئيس المنصف المرزوقي الجميع بقراره تغيير قيادات الجيش وأساسا الإطاحة بأمير اللواء الجنرال محمد نجيب الجلاصي رئيس أركان جيش الطيران والجنرال كمال العكروت مدير عام الاستخبارات العسكرية والطيب العجيمي المتفقد العام للقوّات المسلحة. فهل كان الرئيس فعلاً غير راض عن مدى تقدّم العمليّة العسكريّة في الشعانبي علما وأنّ مصادر موثوق منها أكّدت أن القصف الجوّي الذي استمرّ خلال الفترة من 10 إلى 20 أوت الماضي نجح في مهمّته القاضية بتدمير مخابئ ومواقع تواجد الجهاديين ومنها الأماكن الوعرة في الجبل؟
الجنرال الجلاصي يرفض لقاء مع المرزوقي
رفض أمير اللواء الجنرال محمد نجيب الجلاصي القبول بالمهمّة الجديدة التي تمّ تكليفه بها وفقا لمصادر «الشروق». وأوضحت مصادرنا ان الجنرال لم يقبل «الاهانة التي لحقت بالمؤسسة العسكريّة فالإطاحة بقائد عسكري في الصف الأول الى منصب إداري إهانة للمؤسسة العسكريّة» وفقا لمصادرنا هذا بالإضافة الى ضبابيّة الخلفيّة التي دفعت بالرئيس الى قرار إقالة الجنرالات في الوقت الذي تستمر فيه العملية العسكرية في الشعانبي ويحرز فيها جيش الطيران وجيش البر تقدّما على حساب الجماعات الارهابيّة المتحصنة في الجبل. رفضٌ تدعمه القيادات العسكرية على اعتبار ذلك سابقة في تاريخ المؤسسة العسكريّة.
كما علمنا ان الجنرال الجلاصي رفض دعوة لمقابلة الرئيس المنصف المرزوقي. في المقابل رفض الجنرال العكروت مهمة تكليفه كملحق عسكري في السفارة التونسية بطرابلس.
ويهمّنا ان نذكر أنّ الجنرال الجلاصي -المختص في الدفاع الجوّي الملحق العسكري السابق بالسفارة التونسية بواشنطن من 2009 الى غاية 2012 - والذي شغل عديد المناصب منها ملحقا بديوان وزير الدفاع الوطني طيلة عشر سنوات كما أسهم في تركيز منظومة الدفاع الجوّي خاصة وأنّ هذه المنظومة كانت مفقودة حين شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على حمّام الشط يوم غرة أكتوبر 1985- عُيّن بعد عودته من واشنطن في سبتمبر 2012 رئيسا لأركان جيش الطيران وتحصّل يوم 7 أوت الماضي على ترقية تمثّلت في حصوله على رتبة أمير لواء.
فهل كان الرئيس فعلا غير مقتنع بأداء الفريق العسكري وهو يباشر أول عمليّة ميدانيّة ضدّ الإرهابيين ويحرز تقدّما بحسب مصادر متابعة للعمليّة؟