ملخص لخطبة الجمعة بمسجد العصر بمدينة ( أنـطــونــي )
خطبة الجمعة 27 /1/ 1438 الموافق لـ 28/10/2016
من عوامل الإصلاح ، مقاومة الفساد
يقول الله تعالى : ( ولتكن منكم أمّة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و أولئك هم المفلحون)آل عمران / 104
Allah disait : ( Qu’à partir de vous se forme une nation appelant au bien , ordonnant les bons usages et en proscrivant les mauvais. Ceux – la sont les récolteurs du succès)
الإخوة الأفاضل ،المسلم الّذي يخالط النّاس و يخدمهم و يصبرهم على آذاهم، طاعة لله و حبا للنّاس، خير من المسلم المستقيل الذي لا يخدم الناس و لا يمشي في حاجاتهم و لا يخالطهم . و لعلّه فينا و معنا مَنْ يظّن أنه من الممكن للمسلم أن يعيش في جزيرة معزولا عن النّاس. ومَن يظنّ أنّ ذلك ممكن، و خاصة في عصرنا هذا، فهو مُخطيء واقعا و دينا و مصلحة. و المسلمون ، خاصة في أوروبا و أمريكا، يعيشون في مجتمعات متعددة الجنسيات و الديانات و الأعراق. والعيش المشترك مع بقية مكونات المجتمع الذي نعيش فيه و ننتمي إليه يفرض علينا واجبات أخلاقية و دينية واجتماعية ينبغي أن نؤديها على أحسن وجه ممكن. و هذا يعني أن للمجتمع علينا حقوقا. فالمسلم كفرد، و كجماعة أو جالية ، عليه أن يُحسن لهذه المجتمعات التي يعيش فيها سواء كان المجتمع ذا أغلبية مسلمة أو غير مسلمة، استجابة لتعاليم دينه و أخلاقه و مقتضيات العيش المشترك و المصلحة المشتركة.
فالعمل على إصلاح المجتمع الذي نعيش فيه ، و العمل على توفير أسباب قوّته و ازدهاره و تألقه، هو صلاح لنا جميعا ، و قوة لنا جميعا ، وازدهارا لنا جميعا و تألقا لنا جميعا. و من أجل أن يكون المسلم إيجابيا و عنصرا نافعا و بناء ومسؤولا يفرض علينا الدّين و المصلحة و العيش المشترك أن نعمل على ازدهار المجتمعات التي نعيش فيها ، و أن ننصح لها ، فذاك هو طريق الجنة ، و ذاك هو الجهاد الحقيقي الّذي ننادي به.
عن أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقول : ( من رأي منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم . و قال النّبيّ صلّى الله عليه و سلم ( الدّين النصيحة ). و قال صلّى الله عليه و سلّم : ( لا يؤمن أحدكم حتّى يحبّ لأخيه ما يحبّه لنفسه ) متفق عليه . فسعيك بالخير لصالح النّاس يعود عليك أنت قبل غيرك بالخير و إن لم تشعر بذلك. قال الله تعالى : ( كنتم خير أمّة أخرجت للنّاس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر ). و قال : ( و تعاونوا على البرّ و التّقوى و لا تعاونوا على الإثم و العدوان )المائدة /2. و قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : ( من دلّ على خير فله مثلُ أجر صاحبه ) رواه مسلم.
فالمسلم ، فردا كان أو جماعة أو أمة، عليه أن يهتم بأمر النّاس و يعمل قدر مستطاعه على صيانة المصلحة العامة و المشتركة بين النّاس، كما يهتم بمصلحته الشخصية ، فكما أنّ صلاح المجتمع يعود على المسلم ، فردا و جماعة ، بالصلاح و الأمن و الإزدهار، فإن فساد المجتمع يعود على الناس جميعا، بما فيهم الصالحين ،بالدّمار و الخراب و الفوضى . جاء في الحديث عن أمّ المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم دخل عليها يقول : ( ويل للعرب من شرّ قد اقترب، .......، فقلت : ( يا رسول الله أنهلك و فينا الصّالحون ؟) قال : ( نعم، إذا كثر الخبثُ )متفق عليه . و عن حذيفة رضي الله عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم قال: ( و الّذي نفسي بيده لتأمرنّ بالمعروف و لتنهونّ عن المنكر، أو ليوشكنّ الله أن يبعث عليكم عقابا منه، ثمّ تدعونه فلا يُستجاب لكم )رواه الترمذي . هذه سنه الله في كونه ، فالفساد يهلك الحرث و الزرع و النسل والضرع و لوكان عدد كبير من الصّائمين و القائمين لله سجدّا رُكعا، أناء اللّيل و اطراف النّهار. فالمسألة مسالة موازين قوى، فإمّا أن تكون الغلبة للحقّ و الصلاح ، فينعم النّاس بالأمن و الاستقرارمؤمنين كانوا أو غير مؤمنين، وإما أن تكون الغلبة للفساد فيجرف في طريقه الصالح و الطالح دون تمييز .
المسلم بحكم أنه عبد الله و خليفته في أدارة شؤون حياته ، هو مسؤول عن مصيره، و مسؤول إلى حدّ بعيد عن مصير أسرته، و هو أيضا مسؤول إلى حدّ عن مصير المجتمع الّذي يعيش فيه ، إن خيرا فخير و إن شرّا فشرٌّ. يقول رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : ( كلّكم راع و كلّم مسؤول عن رعيته ). و لقد صوّر النّبيّ صلّى الله عليه و سلم في حديث السّفينة الفرق الشّاسع للانسان المسؤول الذي يخدم النّاس و يساهم في إصلاحهم وبين الانسان المستقيل من كلّ شأن عام، لا يفكر إلا في مصالحه القريبة و الضيقة التي لن تفيده على المدى البعيد و المتوسط، كما أنها لن تفيد المجتمع و الناس .
عن النّعمان بن بشير – رضي الله عنهما - ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه و سلم قال: ( مثل القائم في حدود الله، و الواقع فيها كمثل قوم استهموا سفينة ، فصار بعضهم أعلاها و بعضهم أسفلها، و كان الذّين في أسفلها ، إذا استَقَوا م\نَ الْمَاءِ مرُّوا على مَنْ فَوءقِهِمْ فقالوا: لَوْ أنّا خرقنا في نصيبنا خرقا و لَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوقنا، فإن تركوهم و ما أرادوا هلكوا جميعا ، وإن أخذوا على أيديهم نَجَوْا و نجَوْا جميعا ) رواه البخاري .
فإصلاح الشّأن العام ، القاسم المشترك بين كلّ المواطنين، يمرّ حتما عبر مقاومة الفساد الذي استشرى في البرّ و البحر بما كسبت أيدي النّاس. فلا رفاهية للمجتمع و لا ازدهار ولا سيادة ولا مستقبل دون مقاومة لا هوادة فيها للفساد و المفسدين.
قال الله تعالى : ( و المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر ) التوبة / 71
من عوامل الإصلاح ، مقاومة الفساد
يقول الله تعالى : ( ولتكن منكم أمّة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و أولئك هم المفلحون)آل عمران / 104
Allah disait : ( Qu’à partir de vous se forme une nation appelant au bien , ordonnant les bons usages et en proscrivant les mauvais. Ceux – la sont les récolteurs du succès)
الإخوة الأفاضل ،المسلم الّذي يخالط النّاس و يخدمهم و يصبرهم على آذاهم، طاعة لله و حبا للنّاس، خير من المسلم المستقيل الذي لا يخدم الناس و لا يمشي في حاجاتهم و لا يخالطهم . و لعلّه فينا و معنا مَنْ يظّن أنه من الممكن للمسلم أن يعيش في جزيرة معزولا عن النّاس. ومَن يظنّ أنّ ذلك ممكن، و خاصة في عصرنا هذا، فهو مُخطيء واقعا و دينا و مصلحة. و المسلمون ، خاصة في أوروبا و أمريكا، يعيشون في مجتمعات متعددة الجنسيات و الديانات و الأعراق. والعيش المشترك مع بقية مكونات المجتمع الذي نعيش فيه و ننتمي إليه يفرض علينا واجبات أخلاقية و دينية واجتماعية ينبغي أن نؤديها على أحسن وجه ممكن. و هذا يعني أن للمجتمع علينا حقوقا. فالمسلم كفرد، و كجماعة أو جالية ، عليه أن يُحسن لهذه المجتمعات التي يعيش فيها سواء كان المجتمع ذا أغلبية مسلمة أو غير مسلمة، استجابة لتعاليم دينه و أخلاقه و مقتضيات العيش المشترك و المصلحة المشتركة.
فالعمل على إصلاح المجتمع الذي نعيش فيه ، و العمل على توفير أسباب قوّته و ازدهاره و تألقه، هو صلاح لنا جميعا ، و قوة لنا جميعا ، وازدهارا لنا جميعا و تألقا لنا جميعا. و من أجل أن يكون المسلم إيجابيا و عنصرا نافعا و بناء ومسؤولا يفرض علينا الدّين و المصلحة و العيش المشترك أن نعمل على ازدهار المجتمعات التي نعيش فيها ، و أن ننصح لها ، فذاك هو طريق الجنة ، و ذاك هو الجهاد الحقيقي الّذي ننادي به.
عن أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقول : ( من رأي منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم . و قال النّبيّ صلّى الله عليه و سلم ( الدّين النصيحة ). و قال صلّى الله عليه و سلّم : ( لا يؤمن أحدكم حتّى يحبّ لأخيه ما يحبّه لنفسه ) متفق عليه . فسعيك بالخير لصالح النّاس يعود عليك أنت قبل غيرك بالخير و إن لم تشعر بذلك. قال الله تعالى : ( كنتم خير أمّة أخرجت للنّاس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر ). و قال : ( و تعاونوا على البرّ و التّقوى و لا تعاونوا على الإثم و العدوان )المائدة /2. و قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : ( من دلّ على خير فله مثلُ أجر صاحبه ) رواه مسلم.
فالمسلم ، فردا كان أو جماعة أو أمة، عليه أن يهتم بأمر النّاس و يعمل قدر مستطاعه على صيانة المصلحة العامة و المشتركة بين النّاس، كما يهتم بمصلحته الشخصية ، فكما أنّ صلاح المجتمع يعود على المسلم ، فردا و جماعة ، بالصلاح و الأمن و الإزدهار، فإن فساد المجتمع يعود على الناس جميعا، بما فيهم الصالحين ،بالدّمار و الخراب و الفوضى . جاء في الحديث عن أمّ المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم دخل عليها يقول : ( ويل للعرب من شرّ قد اقترب، .......، فقلت : ( يا رسول الله أنهلك و فينا الصّالحون ؟) قال : ( نعم، إذا كثر الخبثُ )متفق عليه . و عن حذيفة رضي الله عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم قال: ( و الّذي نفسي بيده لتأمرنّ بالمعروف و لتنهونّ عن المنكر، أو ليوشكنّ الله أن يبعث عليكم عقابا منه، ثمّ تدعونه فلا يُستجاب لكم )رواه الترمذي . هذه سنه الله في كونه ، فالفساد يهلك الحرث و الزرع و النسل والضرع و لوكان عدد كبير من الصّائمين و القائمين لله سجدّا رُكعا، أناء اللّيل و اطراف النّهار. فالمسألة مسالة موازين قوى، فإمّا أن تكون الغلبة للحقّ و الصلاح ، فينعم النّاس بالأمن و الاستقرارمؤمنين كانوا أو غير مؤمنين، وإما أن تكون الغلبة للفساد فيجرف في طريقه الصالح و الطالح دون تمييز .
المسلم بحكم أنه عبد الله و خليفته في أدارة شؤون حياته ، هو مسؤول عن مصيره، و مسؤول إلى حدّ بعيد عن مصير أسرته، و هو أيضا مسؤول إلى حدّ عن مصير المجتمع الّذي يعيش فيه ، إن خيرا فخير و إن شرّا فشرٌّ. يقول رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : ( كلّكم راع و كلّم مسؤول عن رعيته ). و لقد صوّر النّبيّ صلّى الله عليه و سلم في حديث السّفينة الفرق الشّاسع للانسان المسؤول الذي يخدم النّاس و يساهم في إصلاحهم وبين الانسان المستقيل من كلّ شأن عام، لا يفكر إلا في مصالحه القريبة و الضيقة التي لن تفيده على المدى البعيد و المتوسط، كما أنها لن تفيد المجتمع و الناس .
عن النّعمان بن بشير – رضي الله عنهما - ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه و سلم قال: ( مثل القائم في حدود الله، و الواقع فيها كمثل قوم استهموا سفينة ، فصار بعضهم أعلاها و بعضهم أسفلها، و كان الذّين في أسفلها ، إذا استَقَوا م\نَ الْمَاءِ مرُّوا على مَنْ فَوءقِهِمْ فقالوا: لَوْ أنّا خرقنا في نصيبنا خرقا و لَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوقنا، فإن تركوهم و ما أرادوا هلكوا جميعا ، وإن أخذوا على أيديهم نَجَوْا و نجَوْا جميعا ) رواه البخاري .
فإصلاح الشّأن العام ، القاسم المشترك بين كلّ المواطنين، يمرّ حتما عبر مقاومة الفساد الذي استشرى في البرّ و البحر بما كسبت أيدي النّاس. فلا رفاهية للمجتمع و لا ازدهار ولا سيادة ولا مستقبل دون مقاومة لا هوادة فيها للفساد و المفسدين.
قال الله تعالى : ( و المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر ) التوبة / 71
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire