Articles les plus consultés

samedi 25 août 2012

Une figure de l'islam


رمز من رموز الحركة الإسلاميّة





فى مثل هذا اليوم 29 أغسطس من العام 1966 تم اعدام سيد قطب - رحمه الله فىظل الحكم الناصرى العسكرى

حيث عرض على الشيخ سيد في يوم تنفيذ الإعدام وبعد أن وضع على المشنقة أن يعتذر عن دعوته لتطبيق الشريعة ويتم إصدار عفو عنه

فقال:«لن أعتذر عن العم

ل مع الله.» فقالوا له إن لم تعتذر فاطلب الرحمة من الرئيس.

فقال:«لماذا أسترحم؟ إن كنت محكوماً بحق فأنا أرتضي حكم الحق وإن كنت محكوماً بباطل فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل» ..

كما قال له من يقوم عملية تلقينه الشهادتين قبل الإعدام : تشهد

فقال له الشيخ سيد:«حتى أنت جئت تكمل المسرحية نحن يا أخي نعدم لأجل لا إله إلا الله وأنت تأكل الخبز بلا إله إلا الله.»

تابعنا على https://www.facebook.com/theTruth.ofjesus


رحيل حميدة قطب: حميدة الّتي عرفت
أمّ البراء أ. نجيبة بلحاج


رحيل حميدة قطب :  حميدة الّتي عرفت ـ  أمّ البراء أ. نجيبة بلحاج                                                   

هاتف داخليّ شدّني للكتابة عن حميدة:

الله أكبر و لله الحمد، العالم على كبره صغير، و العمر على سعته قصير ..
فارقتنا منذ أيّام الأخت السّمحة حميدة قطب .. وجدتني أعيش نفس الظّروف و نفس المشاعر الّتي حدّثتني عنها الأخت الرّاحلة عندما رحلت عنها شقيقتها أمينة قطب.. حدّثتني أختي حميدة كيف أنّ ( مجلّة منبر الدّاعيات) طلبت منها أن تكتب مقالا عن أمينة إثر وفاتها سنة 2007م ، و كيف أنّها وجدت صعوبة نفسيّة للكتابة في هذا الموضوع.. و أجدني اليوم أعيش نفس الموقف، و في هذه المرّة، الدّافع إلى الكتابة ليس طلبا خارجيّا  إنّما هو هاتف داخليّ يصرخ في أعماق قلبي خُذِي القلم و اكتبي، سجّلي حقائق ما عشتِهِ خلال ما يقارب الثّلاثين سنة مع أختك الرّاحلة، علّك بهذا تُساهمين في نفض بعض غُبار التَّعتيم الإعلاميّ الّذي لقيته هذه الأسرة من جهة و إفادة النّشء  الطّالع من الشّباب بهذه التّجربة الحيّة فيعتبر بها في حياته اليوميّة و حركته نحو الله.. و لكن عبثا أحاول .. تُوّفيت حميدة قطب يوم الجمعة مع آذان صلاة الجمعة يوم 13يوليو 2012م  قبل أيّام قليلة من بداية شهر رمضان، و نحن الآن في شهر شوّال، و لم يتحرك القلم إلاّ الآن مع محاولاتي المتكرّرة السّابقة للإمساك به لهذا الغرض النّبيل، فمن حقّها عليّ و على كلّ من عرف حقيقة شخصيّة حميدة أن يذكر لها ما قدّمت. بل من حقّ الإنسانيّة جمعاء أن تذكر مناقبها الآن بعد أن لقيت ربّها. ففي حياتها كانت متجرّدة للّه، آخر شيء تفكّر فيه هو نفسها و تكره حبّ الظّهور . فكانت جنديّة من جنود الخفاء إذا ما نظرنا إلى حقيقتها و حقيقة ما قدّمت.
ثبات على الحقّ وسماحة وقُدرة على تفهم الشّباب الناشئ في الغرب:
 و هذا القلم أعجز مِن أن يُعبِّر عمَّا يجيش في القلب من خواطر بعد رحيل الأخت الحبيبة حميدة قطب، فما بالك بأن يُسجل أو يرسم حقائق حياة كاملة مليئة بالعطاء و الصّبر و التّسامح  ومحبّة الآخر مع الثّبات على الحقّ.. سماحة و بسمة لا تفارق تقاسيم الوجه و هي تنطق بقوّة الحقّ، بل تسطع به و هي شامخة أبيّة، لا لفّ و لا دوران و لا ذُلَّ و لا هوان، شموخ و علّوٌ في الحقِّ لا يُناقض تفهّم الآخر ، خاصّة الجيل الجديد من الشّباب المسلم الّذي يعيش في ديار الغرب و الّذي وجد نفسه مخضرما بين ثقافتين لا يعرف أيّ موقف يقف ، أ يتبنّى الأولى أم الثّانية .. فيضطرب و تضطرب حياته، فتراها تحتضن هذا الاضطراب بقلبها المملوء حبّا للإنسان  و بعقلها الرّاجح و علمها العقائديّ المتأصّل و خبرتها بتاريخ الإنسانيّة  وهي خرّيجة الجامعة، اختصاص تاريخ .. فتعرف كيف تضع الإصبع على السّبب و المتسبّب في الخلل. و تتبيّن الضّحيّة  من الفاعل الحقيقيّ المؤدّي لهذا الاضطراب، فتُوجّه و تُرْشِد، إرشادا مجديا ينفذ إلى  القلوب ويؤثّر فيها.

لقائي بحميدة: المسار و المآل
القلم حقيقة أعجزُ مِنْ أَنْ يخُطَّ حقائق عشتها  طيلة ثلاثين سنة من العمر في مدينة ماسّي بفرنسا ، مع الأخت الرّاحلة إلى ربّ كريم رحمن رحيم، هذا القلم أصغر من أن يلمس حتّى مجرّد اللّمس هذه الحقائق. و لكن أحاول أن أنقل بعض ما دار في نفسي من خواطر لها صلة بهذه الحقائق..
عرفتُ الأخت الحبيبة إلى القلب حميدة قبل أن أحلّ بفرنسا سنة 1981م، عرفتها كفرد من أسرة مجاهدة رعاها الأستاذ الشّهيد سيّد قطب، عرفتها عبر ما نُشر من كتب و مؤلفات للأستاذ الشّهيد نسأل الله له القَبُول و الرّحمة و الأستاذ محمّد أخوه الأصغر نسأل الله له الحفظ و الرّعاية و النّفع به.
و علمت أنّها مُقيمة في باريس صحبة زوجها الفاضل الدّكتور حمدي مسعود.. و كنت حينئذ أبحث عن الإسلام الّذي أراده الله لتسير به البشريّة و تُعّمر به الأرض .. فقد شعرتُ وقتها بأنّ ما عليه المجتمع الّذي كنت أعيش فيه هو بقايا إسلام و أغلبه تقاليد وضعها الإنسان لنفسه أو جلبها المستعمر له حلّت شيئا فشيئا محلّ حقيقة الإسلام و التّربية على مبادئه .. و كانت ثَمَّة بداية صحوة إسلاميّة تريد أن تنفض الغبار الّذي عَلِق بإسلام النّاس هناك و ضيّع الكثير منه، رغم كون أنّ هذا الغبار لم يقض على العاطفة الّتي تزخر بها قلوب النّاس هناك لحساب هذا الدّين.. و دعوت الله و أنا أتلمّس طريقي نحوه سبحانه و تعالى أنْ يُعرّفني بما يُحبّه و بمن يُحِبّه و يُلْهِمنِي الرُّشد و إن كان ذلك بنقلي إلى أيّ مكان في العالم، المُهّم أن أجد طريقي إلى الله كما يحبُّه الله…
و عبر الابتلاء، و كأنّ الله استجاب لدعائي، وجدْتُنِي في باريس جارة للأخت حميدة قطب منذ سنة 1982م إلى الآن..إلى لحظة وفاتها، ولم تكن مجرّد جارة لي، فقد كانت أسرة لي بكلّ ما في هذه الكلمة من معنى، بل من معاني..



حميدة: الجمع بين الانفتاح و الثّبات على الحقّ

شهادة حقٍّ وجدت الإسلام يتحرّك في بيتها، في شخصها، في علاقتها بالمسلمين ممّن كانوا يطلبون زيارتها للاستفادة من علمها و تجربتها سواء اختلفت أو اتّفقت معهم، سواء عادوها أو صاحبوها.. في علاقتها بغير المسلمين من أصدقاء زوجها في العمل و غيره ، أو الّذين عرفتهم هي عندما كانت تدرس في الجامعة الفرنسيّة.. أو من جيرانها ..
وَجَدْتُنِي أُجاور قمّة من قمم الانفتاح على الآخر و رمزا من رموز التّواضع والتّجرّد للّه و محبّة الآخر و إن اختلفت معه في الرّأي. تعلّمت منها أنَّ الإنسان يحبّ الإنسان و لا يمكن للإنسان أن يكره مخلوقا من مخلوقات الله السّابحة في كونه الممتّد. و إنّما الّذي يكرهه بقوّة و بلا مداراة و لا نفاق العمل الّذي لا يُرضي الله، العمل المضّر بالبشريّة و الّذي يمكن أن يهوي بها إلى متاهات لا قبل للإنسان ذاته بها، و إن سمح الإنسان لنفسه أن يخوض معركة مع أخيه فلحساب استنقاذ البشريّة من هذه المتاهات المهلكة.
 عرفت فيها نقيض ما تروّجه بعض وسائل الإعلام عن هذه الأسرة و عنها هي من أمثلة القول أنّهم ارهابيّون  و منغلقون أو ما شابه ذلك.. و في الوقت ذاته هي قمّة من القمم الثّابتة على الحقّ التّي لا تخاف في الله لومة لائم و تصدع به دون تردّد و دون تلكؤ  .. فأحببتها في الله، و أحبّها كلّ جيرانها..كلّ من عرفها.أذكر أُسرة أحد المسؤولين الكبار عن المعبد اليهودي الملاصق لشقّتها.. و سبحان الله يوم وفاتها، كنت نازلة من شقّتها واعترضتني زوجة هذا الجار و أنا أركب مصعد العمارة، فبادرتني بالقول ..مساء النّور، كيف حال السيّدة مسعود( يعني الأخت حميدة)؟ هي سيّدة جِدُّ طيّبة .. هي شخصيّة تُحبّ، هي  متميّزة.. هذه شهادة عفويّة تلقائية صدرت من جارتها غير المسلمة يوم وفاتها وهي لا تعلم أنّها فارقت.
قِصّة بسيطة في ظاهرها عميقة في أبعادها أحبّ أنْ أنقلها أيضا ضمن هذه الخواطر الّتي أكتبها: كنت عند أختي الرّاحلة يوما و حدثّتني و الأخت عزيزة، رفيقة دربها و مُقيمة عندها، فقالتا : جارنا المُلاصق لنا له كلب اعتدنا سماع نُباحه دائما.. و منذ أيّام غاب هذا النُّباح ..فهذا أمر غريب .
 و عرفنا بعد فترة أنّ الكلب مات. فلمست رأفة و حُزْنا لغياب هذا الحيوان في ملامح الأختين.. و نحن نعلم ما هي عقيدة المسلم فيما يتعلّق بتربية الكلاب في الشُّقق.. درجة راقية في الإحساس بالآخر و محبّة الآخر سواء كان انسانا أو حيوانا و مهما كانت المعتقدات .. هذا الحبّ الرّاقي للآخر لم يمنعها مِنْ أنْ تصدع بالحقّ متى وجب ذلك.. أذكر يوما اسْتُضِفْنا معا عند جارة أمريكيّة مُتّزوجة من أمريكي من أصل يهودي و اعتنق البروستانتينيّة ، أتيا إلى فرنسا لمهمّة يقومان بها في الكنيسة البروستانتينيّة و دار حوار ساخن في بيت الجارة حول علاقة أمريكا بحرب العراق أيّام  صدّام حسين فرأيت في حميدة قُوَّة في الحقّ عالية  مُصاغة بخُلُقٍ دمِثٍ لا يمكن للعدوّ إلاّ أن يحترمها أو أن يسكت ولو على مضض.. فالحقّ يعلو و لا يُعلَى عليه أيّا كانت المواقف، وأيّا كان المكان، و أيّا كانت الأحداث،إذا كان الإنسان واثقا بمبادئه قوّيا بالله و في الله.
لا أستطيع في هذا المقال الصّغير أن أذكر كلّما سجّلته الذّاكرة في حياتي مع حميدة العزيزة .. ولكن أذكر إجمالا علاقاتها بأساتذتها في الجامعة الفرنسيّة، بالطُّلاب هناك مسلمين و غير مسلمين، فرنسيين و غيرهم، علاقتها بالأطبّاء و الممرضين و الممرضات في المستشفيّات التّي تردّدت عليها للعلاج .. محبّة الجميع و احترامهم لها أينما حلّت و أينما وُجِدَت لسماحة خُلُقها و لقّوة عقيدتها و إن خالفوها.



حميدة سلوك متميّز و أخلاق راقية :

بحثت في كلّ اللقاءات و الجلسات.. في كلّ اللّحظات الّتي التقيت بها مع حميدة في بيتها، في بيتي، عند الآخرين، في السّيارة، في الشّارع، فما وجدت لحظة لغو واحدة في عمر حميدة الّذي عرفته و عشته معها.. فإن تحدّثت فلحساب الحقّ، و إن صمتت فلحساب الحقّ، و هذا لم يمنع مِنْ أنْ تكون الجلسات معها شيّقة و مُحَبَّبَة لمن حضرها للصّغير و الكبير، للمسلم و غير المسلم، للغريب و القريب، للمُخْطئِ و المُصيب في حقّها.

حميدة الأديبة

كثيرا ما شغلت نفسها بالقراءة و طلب المعرفة إلى آخر لحظة في حياتها، كانت مطالعاتها مُتّنوعة ، شغُوفة بالأدب و كان كلُّ ذلك لحساب المعرفة و متابعة الأحداث و الاهتمام بالآخر. و قد خلّفت حميدة وراءها كتبا مطبوعة أذكر منها : رحلة في أحراش اللّيل،و نداء إلى الضّفة الأخرى و العديد من المقالات المنشورة و غيرها من المخطوطات الّتي لم تطبع من بينها رسالة حول حادثة التّحكيم بين علي و معاوية باللّغة الفرنسيّة.
 رأيت في حياتها تُرْجمانا حيّا لما عبّر عنه الإمام الشّافعي رضي الله عنه  في البيت التّالي:
أينما  ذُكِرَ  اسم الله في  بلد        يُعَدُّ   أَرْجاؤه مِنْ لبِّ أوْطَانِي
و أيضا:
سافِر تَجِدْ عوضا عمّن تفارقه     وانصب فإنّ لذيذ العيش في النّصبِ.
 فحتّى سفرها لم يكن مرّة واحدة لحساب ذاتها بل كان دائما لحساب الواجب وما يرضي اللّه، وكانت سعيدة بذلك مهما كانت المشاقّ، تستمدّ تلك السّعادة من شعورها بإرضاء اللّه.
و حجم شخصيّة حميدة جدير بأن يؤلّف فيه كتاب يتناول دراسة حياتها من جوانبها المتعدّدة: حميدة الإنسان، حميدة العابدة و الحافظة لكتاب الله،حميدة المرّبية،حميدة الدّاعية ، حميدة الصّبورة المُحتسبة و المجاهدة، حميدة الحقيقة بالشّهرة الزّاهدة فيها و حميدة الأديبة.  

أسأل الله أن يتقبّل منها هذا العمر الّذي سخّرته للجهاد في سبيله بالكلمة الطّيبة ، بالعمل الصّالح، بالثّبات على المبدإ و إن اقتضى ذلك الصّبر على السّجون ( و قد قضت الأخت حميدة ما يقارب السّبعة سنوات في سجون جمال عبدالنّاصر في زنزانة و المجاهدة زينب الغزالي يرحمهما الله)،و أسأله سبحانه و تعالى أنْ لا يفتننا بعدها و أن يُلحقنا بها في مقام رحمته يوم لا ظلّ إلاّ  ظلُّه.

                                         باريس 21أوت 2012
                                         أمّ البراء أ. نجيبة بلحاج
  

رمز من رموز الحركة الإسلاميّة



رحيل حميدة قطب: حميدة الّتي عرفت
أمّ البراء أ. نجيبة بلحاج


رحيل حميدة قطب :  حميدة الّتي عرفت ـ  أمّ البراء أ. نجيبة بلحاج                                                   

هاتف داخليّ شدّني للكتابة عن حميدة:

الله أكبر و لله الحمد، العالم على كبره صغير، و العمر على سعته قصير ..
فارقتنا منذ أيّام الأخت السّمحة حميدة قطب .. وجدتني أعيش نفس الظّروف و نفس المشاعر الّتي حدّثتني عنها الأخت الرّاحلة عندما رحلت عنها شقيقتها أمينة قطب.. حدّثتني أختي حميدة كيف أنّ ( مجلّة منبر الدّاعيات) طلبت منها أن تكتب مقالا عن أمينة إثر وفاتها سنة 2007م ، و كيف أنّها وجدت صعوبة نفسيّة للكتابة في هذا الموضوع.. و أجدني اليوم أعيش نفس الموقف، و في هذه المرّة، الدّافع إلى الكتابة ليس طلبا خارجيّا  إنّما هو هاتف داخليّ يصرخ في أعماق قلبي خُذِي القلم و اكتبي، سجّلي حقائق ما عشتِهِ خلال ما يقارب الثّلاثين سنة مع أختك الرّاحلة، علّك بهذا تُساهمين في نفض بعض غُبار التَّعتيم الإعلاميّ الّذي لقيته هذه الأسرة من جهة و إفادة النّشء  الطّالع من الشّباب بهذه التّجربة الحيّة فيعتبر بها في حياته اليوميّة و حركته نحو الله.. و لكن عبثا أحاول .. تُوّفيت حميدة قطب يوم الجمعة مع آذان صلاة الجمعة يوم 13يوليو 2012م  قبل أيّام قليلة من بداية شهر رمضان، و نحن الآن في شهر شوّال، و لم يتحرك القلم إلاّ الآن مع محاولاتي المتكرّرة السّابقة للإمساك به لهذا الغرض النّبيل، فمن حقّها عليّ و على كلّ من عرف حقيقة شخصيّة حميدة أن يذكر لها ما قدّمت. بل من حقّ الإنسانيّة جمعاء أن تذكر مناقبها الآن بعد أن لقيت ربّها. ففي حياتها كانت متجرّدة للّه، آخر شيء تفكّر فيه هو نفسها و تكره حبّ الظّهور . فكانت جنديّة من جنود الخفاء إذا ما نظرنا إلى حقيقتها و حقيقة ما قدّمت.
ثبات على الحقّ وسماحة وقُدرة على تفهم الشّباب الناشئ في الغرب:
 و هذا القلم أعجز مِن أن يُعبِّر عمَّا يجيش في القلب من خواطر بعد رحيل الأخت الحبيبة حميدة قطب، فما بالك بأن يُسجل أو يرسم حقائق حياة كاملة مليئة بالعطاء و الصّبر و التّسامح  ومحبّة الآخر مع الثّبات على الحقّ.. سماحة و بسمة لا تفارق تقاسيم الوجه و هي تنطق بقوّة الحقّ، بل تسطع به و هي شامخة أبيّة، لا لفّ و لا دوران و لا ذُلَّ و لا هوان، شموخ و علّوٌ في الحقِّ لا يُناقض تفهّم الآخر ، خاصّة الجيل الجديد من الشّباب المسلم الّذي يعيش في ديار الغرب و الّذي وجد نفسه مخضرما بين ثقافتين لا يعرف أيّ موقف يقف ، أ يتبنّى الأولى أم الثّانية .. فيضطرب و تضطرب حياته، فتراها تحتضن هذا الاضطراب بقلبها المملوء حبّا للإنسان  و بعقلها الرّاجح و علمها العقائديّ المتأصّل و خبرتها بتاريخ الإنسانيّة  وهي خرّيجة الجامعة، اختصاص تاريخ .. فتعرف كيف تضع الإصبع على السّبب و المتسبّب في الخلل. و تتبيّن الضّحيّة  من الفاعل الحقيقيّ المؤدّي لهذا الاضطراب، فتُوجّه و تُرْشِد، إرشادا مجديا ينفذ إلى  القلوب ويؤثّر فيها.

لقائي بحميدة: المسار و المآل
القلم حقيقة أعجزُ مِنْ أَنْ يخُطَّ حقائق عشتها  طيلة ثلاثين سنة من العمر في مدينة ماسّي بفرنسا ، مع الأخت الرّاحلة إلى ربّ كريم رحمن رحيم، هذا القلم أصغر من أن يلمس حتّى مجرّد اللّمس هذه الحقائق. و لكن أحاول أن أنقل بعض ما دار في نفسي من خواطر لها صلة بهذه الحقائق..
عرفتُ الأخت الحبيبة إلى القلب حميدة قبل أن أحلّ بفرنسا سنة 1981م، عرفتها كفرد من أسرة مجاهدة رعاها الأستاذ الشّهيد سيّد قطب، عرفتها عبر ما نُشر من كتب و مؤلفات للأستاذ الشّهيد نسأل الله له القَبُول و الرّحمة و الأستاذ محمّد أخوه الأصغر نسأل الله له الحفظ و الرّعاية و النّفع به.
و علمت أنّها مُقيمة في باريس صحبة زوجها الفاضل الدّكتور حمدي مسعود.. و كنت حينئذ أبحث عن الإسلام الّذي أراده الله لتسير به البشريّة و تُعّمر به الأرض .. فقد شعرتُ وقتها بأنّ ما عليه المجتمع الّذي كنت أعيش فيه هو بقايا إسلام و أغلبه تقاليد وضعها الإنسان لنفسه أو جلبها المستعمر له حلّت شيئا فشيئا محلّ حقيقة الإسلام و التّربية على مبادئه .. و كانت ثَمَّة بداية صحوة إسلاميّة تريد أن تنفض الغبار الّذي عَلِق بإسلام النّاس هناك و ضيّع الكثير منه، رغم كون أنّ هذا الغبار لم يقض على العاطفة الّتي تزخر بها قلوب النّاس هناك لحساب هذا الدّين.. و دعوت الله و أنا أتلمّس طريقي نحوه سبحانه و تعالى أنْ يُعرّفني بما يُحبّه و بمن يُحِبّه و يُلْهِمنِي الرُّشد و إن كان ذلك بنقلي إلى أيّ مكان في العالم، المُهّم أن أجد طريقي إلى الله كما يحبُّه الله…
و عبر الابتلاء، و كأنّ الله استجاب لدعائي، وجدْتُنِي في باريس جارة للأخت حميدة قطب منذ سنة 1982م إلى الآن..إلى لحظة وفاتها، ولم تكن مجرّد جارة لي، فقد كانت أسرة لي بكلّ ما في هذه الكلمة من معنى، بل من معاني..



حميدة: الجمع بين الانفتاح و الثّبات على الحقّ

شهادة حقٍّ وجدت الإسلام يتحرّك في بيتها، في شخصها، في علاقتها بالمسلمين ممّن كانوا يطلبون زيارتها للاستفادة من علمها و تجربتها سواء اختلفت أو اتّفقت معهم، سواء عادوها أو صاحبوها.. في علاقتها بغير المسلمين من أصدقاء زوجها في العمل و غيره ، أو الّذين عرفتهم هي عندما كانت تدرس في الجامعة الفرنسيّة.. أو من جيرانها ..
وَجَدْتُنِي أُجاور قمّة من قمم الانفتاح على الآخر و رمزا من رموز التّواضع والتّجرّد للّه و محبّة الآخر و إن اختلفت معه في الرّأي. تعلّمت منها أنَّ الإنسان يحبّ الإنسان و لا يمكن للإنسان أن يكره مخلوقا من مخلوقات الله السّابحة في كونه الممتّد. و إنّما الّذي يكرهه بقوّة و بلا مداراة و لا نفاق العمل الّذي لا يُرضي الله، العمل المضّر بالبشريّة و الّذي يمكن أن يهوي بها إلى متاهات لا قبل للإنسان ذاته بها، و إن سمح الإنسان لنفسه أن يخوض معركة مع أخيه فلحساب استنقاذ البشريّة من هذه المتاهات المهلكة.
 عرفت فيها نقيض ما تروّجه بعض وسائل الإعلام عن هذه الأسرة و عنها هي من أمثلة القول أنّهم ارهابيّون  و منغلقون أو ما شابه ذلك.. و في الوقت ذاته هي قمّة من القمم الثّابتة على الحقّ التّي لا تخاف في الله لومة لائم و تصدع به دون تردّد و دون تلكؤ  .. فأحببتها في الله، و أحبّها كلّ جيرانها..كلّ من عرفها.أذكر أُسرة أحد المسؤولين الكبار عن المعبد اليهودي الملاصق لشقّتها.. و سبحان الله يوم وفاتها، كنت نازلة من شقّتها واعترضتني زوجة هذا الجار و أنا أركب مصعد العمارة، فبادرتني بالقول ..مساء النّور، كيف حال السيّدة مسعود( يعني الأخت حميدة)؟ هي سيّدة جِدُّ طيّبة .. هي شخصيّة تُحبّ، هي  متميّزة.. هذه شهادة عفويّة تلقائية صدرت من جارتها غير المسلمة يوم وفاتها وهي لا تعلم أنّها فارقت.
قِصّة بسيطة في ظاهرها عميقة في أبعادها أحبّ أنْ أنقلها أيضا ضمن هذه الخواطر الّتي أكتبها: كنت عند أختي الرّاحلة يوما و حدثّتني و الأخت عزيزة، رفيقة دربها و مُقيمة عندها، فقالتا : جارنا المُلاصق لنا له كلب اعتدنا سماع نُباحه دائما.. و منذ أيّام غاب هذا النُّباح ..فهذا أمر غريب .
 و عرفنا بعد فترة أنّ الكلب مات. فلمست رأفة و حُزْنا لغياب هذا الحيوان في ملامح الأختين.. و نحن نعلم ما هي عقيدة المسلم فيما يتعلّق بتربية الكلاب في الشُّقق.. درجة راقية في الإحساس بالآخر و محبّة الآخر سواء كان انسانا أو حيوانا و مهما كانت المعتقدات .. هذا الحبّ الرّاقي للآخر لم يمنعها مِنْ أنْ تصدع بالحقّ متى وجب ذلك.. أذكر يوما اسْتُضِفْنا معا عند جارة أمريكيّة مُتّزوجة من أمريكي من أصل يهودي و اعتنق البروستانتينيّة ، أتيا إلى فرنسا لمهمّة يقومان بها في الكنيسة البروستانتينيّة و دار حوار ساخن في بيت الجارة حول علاقة أمريكا بحرب العراق أيّام  صدّام حسين فرأيت في حميدة قُوَّة في الحقّ عالية  مُصاغة بخُلُقٍ دمِثٍ لا يمكن للعدوّ إلاّ أن يحترمها أو أن يسكت ولو على مضض.. فالحقّ يعلو و لا يُعلَى عليه أيّا كانت المواقف، وأيّا كان المكان، و أيّا كانت الأحداث،إذا كان الإنسان واثقا بمبادئه قوّيا بالله و في الله.
لا أستطيع في هذا المقال الصّغير أن أذكر كلّما سجّلته الذّاكرة في حياتي مع حميدة العزيزة .. ولكن أذكر إجمالا علاقاتها بأساتذتها في الجامعة الفرنسيّة، بالطُّلاب هناك مسلمين و غير مسلمين، فرنسيين و غيرهم، علاقتها بالأطبّاء و الممرضين و الممرضات في المستشفيّات التّي تردّدت عليها للعلاج .. محبّة الجميع و احترامهم لها أينما حلّت و أينما وُجِدَت لسماحة خُلُقها و لقّوة عقيدتها و إن خالفوها.



حميدة سلوك متميّز و أخلاق راقية :

بحثت في كلّ اللقاءات و الجلسات.. في كلّ اللّحظات الّتي التقيت بها مع حميدة في بيتها، في بيتي، عند الآخرين، في السّيارة، في الشّارع، فما وجدت لحظة لغو واحدة في عمر حميدة الّذي عرفته و عشته معها.. فإن تحدّثت فلحساب الحقّ، و إن صمتت فلحساب الحقّ، و هذا لم يمنع مِنْ أنْ تكون الجلسات معها شيّقة و مُحَبَّبَة لمن حضرها للصّغير و الكبير، للمسلم و غير المسلم، للغريب و القريب، للمُخْطئِ و المُصيب في حقّها.

حميدة الأديبة

كثيرا ما شغلت نفسها بالقراءة و طلب المعرفة إلى آخر لحظة في حياتها، كانت مطالعاتها مُتّنوعة ، شغُوفة بالأدب و كان كلُّ ذلك لحساب المعرفة و متابعة الأحداث و الاهتمام بالآخر. و قد خلّفت حميدة وراءها كتبا مطبوعة أذكر منها : رحلة في أحراش اللّيل،و نداء إلى الضّفة الأخرى و العديد من المقالات المنشورة و غيرها من المخطوطات الّتي لم تطبع من بينها رسالة حول حادثة التّحكيم بين علي و معاوية باللّغة الفرنسيّة.
 رأيت في حياتها تُرْجمانا حيّا لما عبّر عنه الإمام الشّافعي رضي الله عنه  في البيت التّالي:
أينما  ذُكِرَ  اسم الله في  بلد        يُعَدُّ   أَرْجاؤه مِنْ لبِّ أوْطَانِي
و أيضا:
سافِر تَجِدْ عوضا عمّن تفارقه     وانصب فإنّ لذيذ العيش في النّصبِ.
 فحتّى سفرها لم يكن مرّة واحدة لحساب ذاتها بل كان دائما لحساب الواجب وما يرضي اللّه، وكانت سعيدة بذلك مهما كانت المشاقّ، تستمدّ تلك السّعادة من شعورها بإرضاء اللّه.
و حجم شخصيّة حميدة جدير بأن يؤلّف فيه كتاب يتناول دراسة حياتها من جوانبها المتعدّدة: حميدة الإنسان، حميدة العابدة و الحافظة لكتاب الله،حميدة المرّبية،حميدة الدّاعية ، حميدة الصّبورة المُحتسبة و المجاهدة، حميدة الحقيقة بالشّهرة الزّاهدة فيها و حميدة الأديبة.  

أسأل الله أن يتقبّل منها هذا العمر الّذي سخّرته للجهاد في سبيله بالكلمة الطّيبة ، بالعمل الصّالح، بالثّبات على المبدإ و إن اقتضى ذلك الصّبر على السّجون ( و قد قضت الأخت حميدة ما يقارب السّبعة سنوات في سجون جمال عبدالنّاصر في زنزانة و المجاهدة زينب الغزالي يرحمهما الله)،و أسأله سبحانه و تعالى أنْ لا يفتننا بعدها و أن يُلحقنا بها في مقام رحمته يوم لا ظلّ إلاّ  ظلُّه.

                                         باريس 21أوت 2012
                                         أمّ البراء أ. نجيبة بلحاج
  

jeudi 23 août 2012

من آيات الله المعجزة



لصفحه الرئيسيه » تكنولوجيا الصبايا » طرائف و غرائب » بالصور والفيديو : سر نبع الماء الطائر

بالصور والفيديو : سر نبع الماء الطائر

 
بالصور والفيديو : سر نبع الماء الطائر


نبع الماء الطائر .. أغرب نبع ماء يمكن ان تراه فى حياتك!!



يطلق عليه اسم “نبع الماء الطائر” Fly Geyser أو “نبع ماء المزرعة الطائر” Fly Ranch Geyser لأنه يقع في مزرعة مواشي خاصة يملكها أحد المواطنبين في صحراء Black Rock في ولاية نيفادا الأمريكية. يمكن رؤية هذا النبع الغريب و المميز من الطريق العام و لكن الوصول اليه لا يكون الا بواسطة طريق ترابية كما ان سياج المزرعة عالى و بوابتها مغلقة و مع ذلك يحاول الكثيرون تسلق السياج لرؤية هذا المعلم الغير مألوف عن كثب.



عدد من المنظمات حاولت شراء الأرض و نبع الماء الحار لتحويلها الى محمية و فتحها لعامة الناس و لكن هذه المحاولات باءت بالفشل.

ســـــــــــــــــــــــــــ الله ـــــــــــــــــبحان









عدد من المنظمات حاولت شراء الأرض ونبع الماء الحار لتحويلها الى محمية وفتحها لعامة الناس

ولكن هذه نبع الماء الحار الطائرما هو الا نتيجة اصطدام الخطأ البشري بقوى ضغط الحرارة الجوفية

فهذه الظاهرة ليست طبيعية بالكامل وقد وجدت بالصدفة في عام 1916 أثناء حفر بئر.



استمر عمل البئر بشكل طبيعي لعدة عقود ولكن في عام 1964 بدأ الماء الساخن بفعل الحرارة الجوفية بالتسرب والخروج الى السطح عن طريقة فتحة صغيرة في البئر.



المعادن الذائبة بدأت بالارتفاع والتراكم فوق بعضها البعض مشكلة التلة التي يقع عليها نبع الماء،ارتفاع هذه التلة وصل حتى الان ل 1.5 متر وهو آخذ في الازدياد.







الى الان ما زال ضخ الماء مستمرا من النبع و قد بلغ ارتفاعه 1.5 متر في الهواء.



يتكون هذا النبع من عدة مصاطب موزعة على مساحة 30 هكتار.









المعدن الرئيسي المكون لتلة النبع هو ثاني أكسيد الكبريت وهو الذي يعطيه هذا التلون الرائع بالاضافة الى وجود الطحالب الحرارية

التي تزدهر في الأوساط الرطبة والحارة لتعطي تدرجات لونية مبهرة بين الأخضر والأحمر.







بالاضافة الى نبع الماء الطائر Fly Geyser، يوجد نبعان اضافيان وجدا بنفس الطريقة

أحدهما يرتفع مسافة 3 أمتار ويشبه شكل البركان الصغير والاخر مساو لحجم نبع الماء الطائر

حجم هذان النبعان آخذ في الازدياد تماما مثل نبع الماء الطائر.









وسلم النوم على البطن؟

لماذا نهى الرسول صلى الله عليه وسلم النوم على البطن؟


لماذا نهى الرسول صلى الله عليه وسلم النوم على البطن؟



لماذا نهى الرسول صلى الله عليه وسلم النوم على البطن؟

ورد أن النبي عليه الصلاة والسلام قال (إنها ضجعة أهل النار). وقال (إنها ضجعة يبغضها الله عز وجل) رواه أبو داود بإسناد صحيح.

وقد أثبت الطب الحديث أن النوم على الشق الأيمن هو الأفضل في تحقيق السكن الصحي والجسدي للنائم .

فمن أسرارالنوم على الشق الأيمن :
- أن الرئة اليسرى أصغر من اليمنى فيكون القلب أخف حملاً .
- و تكون الكبد مستقرة لا معلقة .
- و المعدة جاثمة فوقها بكل راحتها .
- أسهل لإفراغ ما بداخلها من طعام بعد هضمه .
- النوم على الشق الأيمن من أروع الإجراءات الطبية التي تسهل وظيفة القصبات الرئوية اليسرى في سرعة طرحها لإفرازاتها المخاطية .
كما أثبتت بعض الدراسات أن توسد اليد اليمنى مع الجانب الأيمن للدماغ يؤدي إلى احداث سلسلة من الذبذبات يتم من خلالها تفريغ الدماغ من الشحنات الزائدة والضارة مما يؤدي الى الاسترخاء المناسب لنوم مثالي

مضار النوم على الظهر :

- تسبب التنفس الفموي لأن الفم ينفتح عند الاستلقاء على الظهر لاسترخاء الفك السفلي .
والتنفس من الفم يعرض صاحبه لكثرة الإصابة بنزلات البرد و الزكام في الشتاء ، كما يسبب جفاف اللثة و من ثم إلى التهابها الجفافي ، كما أنه يثير حالات كامنة من فرط التصنع أو الضخامة اللثوية .
- في هذه الوضعية أيضاً فإن شراع الحنك و اللهاة يعارضان فرجان الخيشوم و يعيقان مجرى التنفس فيكثر الغطيط و الشخير .
- يستيقظ المتنفس من فمه و لسانه مغطى بطبقة بيضاء غير اعتيادية إلى جانب رائحة فم كريهة .
- هذه الوضعية غير مناسبة للعمود الفقري لأنه ليس مستقيماً و إما يحوي على انثناءين رقبي و قطني .
- تؤدي عند الأطفال إلى تفلطح الرأس إذا اعتادها لفترة طويلة.

مضار النوم على الشق الأيسر :

- القلب حينئذ يقع تحت ضغط الرئة اليمنى ، و التي هي أكبر من اليسرى مما يؤثر في وظيفته و يقلل نشاطه و خاصة عند المسنين .
- تضغط المعدة الممتلئة عليه فتزيد الضغط على القلب و الكبد.
- يبقى الكبد الذي هو أثقل الأحشاء غير ثابت بل معلقاً بأربطة و هو موجود على الجانب الأيمن فيضغط على القلب و على المعدة مما يؤخر إفراغها .
- وقد أثبتت التجارب التي أجراها غالتيه و بوتسيه * إن مرور الطعام من المعدة إلى الأمعاء يتم في فترة تتراوح بين 2,5 ـ4,5 ساعة إذا كان النائم على الجانب الأيمن و لا يتم ذلك إلا في 5 ـ 8 ساعات إذا كان على جنبه الأيسر .

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه نام على شقه الأيمن ، ثم قال : ( اللهم أسلمت نفسي إليك ، ووجهت وجهي إليك ، وفوضت أمري إليك ، وألجأت ظهري إليك ، رغبة ورهبة إليك ، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك ، آمنت بكتابك الذي أنزلت ، ونبيك الذي أرسلت ) . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قالهن ثم مات تحت ليلته مات على الفطرة ) .
الراوي: البراء بن عازب المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6315 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

* من هنا عُلم سماحة هذا الدين في آدابه وحرصه على تحقيق كل منفعة للعباد ودفع كل مفسدة كانت حسية أو معنوية

أنشرها لفائدة الصديق لأن من زكاة العلم أن تنشره،،،،

تحياتي : عازفة الأحزان
المصدر: مواقع و منتديات
صورة وآية: نملة تحمل أختها للدفاع عنها

 
في عالم الحشرات نرى مجتمعاً قائماً بذاته، التعاون والعمل والدفاع وتدبير شؤون الأسرة وغير ذلك وكل هذه الأعمال تؤديها وفق نظام مبرمج يشهد على قدرة المولى جل جلاله....



بعد أن تقطع الورقة وتحملها إلى المستعمرة لتتغذى عليها هي وأبناءها، فإن الحشرات والذباب الطفيلي تحاول الهجوم على هذه النملة، ولكن النملة لا تستطيع الدفاع عن نفسها لأنها تحمل الورقة بفكيها... ولذلك فإنها تحمل نملة أخرى فوق الورقة (كما نرى في الصورة) مهمة هذه النملة الدفاع عن أختها... سبحان الله الذي علم النمل هذه التقنيات في الدفاع عن نفسه، وهذا أسلوب من أساليب الرزق، ولولا هذه الوسائل لانقرض مجتمع النمل ولكنها رحمة الله بخلقه، فهو القائل: (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [العنكبوت: 60].



تحياتي : نور القلوب
المصدر: مواقع و منتديات

Une figure du Mouvement islamique



رحيل حميدة قطب: حميدة الّتي عرفت
أمّ البراء أ. نجيبة بلحاج


رحيل حميدة قطب :  حميدة الّتي عرفت ـ  أمّ البراء أ. نجيبة بلحاج                                                   

هاتف داخليّ شدّني للكتابة عن حميدة:

الله أكبر و لله الحمد، العالم على كبره صغير، و العمر على سعته قصير ..
فارقتنا منذ أيّام الأخت السّمحة حميدة قطب .. وجدتني أعيش نفس الظّروف و نفس المشاعر الّتي حدّثتني عنها الأخت الرّاحلة عندما رحلت عنها شقيقتها أمينة قطب.. حدّثتني أختي حميدة كيف أنّ ( مجلّة منبر الدّاعيات) طلبت منها أن تكتب مقالا عن أمينة إثر وفاتها سنة 2006م ، و كيف أنّها وجدت صعوبة نفسيّة للكتابة في هذا الموضوع.. و أجدني اليوم أعيش نفس الموقف، و في هذه المرّة، الدّافع إلى الكتابة ليس طلبا خارجيّا  إنّما هو هاتف داخليّ يصرخ في أعماق قلبي خُذِي القلم و اكتبي، سجّلي حقائق ما عشتِهِ خلال ما يقارب الثّلاثين سنة مع أختك الرّاحلة، علّك بهذا تُساهمين في نفض بعض غُبار التَّعتيم الإعلاميّ الّذي لقيته هذه الأسرة من جهة و إفادة النّشء  الطّالع من الشّباب بهذه التّجربة الحيّة فيعتبر بها في حياته اليوميّة و حركته نحو الله.. و لكن عبثا أحاول .. تُوّفيت حميدة قطب يوم الجمعة مع آذان صلاة الجمعة يوم 13يوليو 2012م  قبل أيّام قليلة من بداية شهر رمضان، و نحن الآن في شهر شوّال، و لم يتحرك القلم إلاّ الآن مع محاولاتي المتكرّرة السّابقة للإمساك به لهذا الغرض النّبيل، فمن حقّها عليّ و على كلّ من عرف حقيقة شخصيّة حميدة أن يذكر لها ما قدّمت. بل من حقّ الإنسانيّة جمعاء أن تذكر مناقبها الآن بعد أن لقيت ربّها. ففي حياتها كانت متجرّدة للّه، آخر شيء تفكّر فيه هو نفسها و تكره حبّ الظّهور . فكانت جنديّة من جنود الخفاء إذا ما نظرنا إلى حقيقتها و حقيقة ما قدّمت.
ثبات على الحقّ وسماحة وقُدرة على تفهم الشّباب الناشئ في الغرب:
 و هذا القلم أعجز مِن أن يُعبِّر عمَّا يجيش في القلب من خواطر بعد رحيل الأخت الحبيبة حميدة قطب، فما بالك بأن يُسجل أو يرسم حقائق حياة كاملة مليئة بالعطاء و الصّبر و التّسامح  ومحبّة الآخر مع الثّبات على الحقّ.. سماحة و بسمة لا تفارق تقاسيم الوجه و هي تنطق بقوّة الحقّ، بل تسطع به و هي شامخة أبيّة، لا لفّ و لا دوران و لا ذُلَّ و لا هوان، شموخ و علّوٌ في الحقِّ لا يُناقض تفهّم الآخر ، خاصّة الجيل الجديد من الشّباب المسلم الّذي يعيش في ديار الغرب و الّذي وجد نفسه مخضرما بين ثقافتين لا يعرف أيّ موقف يقف ، أ يتبنّى الأولى أم الثّانية .. فيضطرب و تضطرب حياته، فتراها تحتضن هذا الاضطراب بقلبها المملوء حبّا للإنسان  و بعقلها الرّاجح و علمها العقائديّ المتأصّل و خبرتها بتاريخ الإنسانيّة  وهي خرّيجة الجامعة، اختصاص تاريخ .. فتعرف كيف تضع الإصبع على السّبب و المتسبّب في الخلل. و تتبيّن الضّحيّة  من الفاعل الحقيقيّ المؤدّي لهذا الاضطراب، فتُوجّه و تُرْشِد، إرشادا مجديا ينفذ إلى  القلوب ويؤثّر فيها.

لقائي بحميدة: المسار و المآل
القلم حقيقة أعجزُ مِنْ أَنْ يخُطَّ حقائق عشتها  طيلة ثلاثين سنة من العمر في مدينة ماسّي بفرنسا ، مع الأخت الرّاحلة إلى ربّ كريم رحمن رحيم، هذا القلم أصغر من أن يلمس حتّى مجرّد اللّمس هذه الحقائق. و لكن أحاول أن أنقل بعض ما دار في نفسي من خواطر لها صلة بهذه الحقائق..
عرفتُ الأخت الحبيبة إلى القلب حميدة قبل أن أحلّ بفرنسا سنة 1981م، عرفتها كفرد من أسرة مجاهدة رعاها الأستاذ الشّهيد سيّد قطب، عرفتها عبر ما نُشر من كتب و مؤلفات للأستاذ الشّهيد نسأل الله له القَبُول و الرّحمة و الأستاذ محمّد أخوه الأصغر نسأل الله له الحفظ و الرّعاية و النّفع به.
و علمت أنّها مُقيمة في باريس صحبة زوجها الفاضل الدّكتور حمدي مسعود.. و كنت حينئذ أبحث عن الإسلام الّذي أراده الله لتسير به البشريّة و تُعّمر به الأرض .. فقد شعرتُ وقتها بأنّ ما عليه المجتمع الّذي كنت أعيش فيه هو بقايا إسلام و أغلبه تقاليد وضعها الإنسان لنفسه أو جلبها المستعمر له حلّت شيئا فشيئا محلّ حقيقة الإسلام و التّربية على مبادئه .. و كانت ثَمَّة بداية صحوة إسلاميّة تريد أن تنفض الغبار الّذي عَلِق بإسلام النّاس هناك و ضيّع الكثير منه، رغم كون أنّ هذا الغبار لم يقض على العاطفة الّتي تزخر بها قلوب النّاس هناك لحساب هذا الدّين.. و دعوت الله و أنا أتلمّس طريقي نحوه سبحانه و تعالى أنْ يُعرّفني بما يُحبّه و بمن يُحِبّه و يُلْهِمنِي الرُّشد و إن كان ذلك بنقلي إلى أيّ مكان في العالم، المُهّم أن أجد طريقي إلى الله كما يحبُّه الله…
و عبر الابتلاء، و كأنّ الله استجاب لدعائي، وجدْتُنِي في باريس جارة للأخت حميدة قطب منذ سنة 1982م إلى الآن..إلى لحظة وفاتها، ولم تكن مجرّد جارة لي، فقد كانت أسرة لي بكلّ ما في هذه الكلمة من معنى، بل من معاني..



حميدة: الجمع بين الانفتاح و الثّبات على الحقّ

شهادة حقٍّ وجدت الإسلام يتحرّك في بيتها، في شخصها، في علاقتها بالمسلمين ممّن كانوا يطلبون زيارتها للاستفادة من علمها و تجربتها سواء اختلفت أو اتّفقت معهم، سواء عادوها أو صاحبوها.. في علاقتها بغير المسلمين من أصدقاء زوجها في العمل و غيره ، أو الّذين عرفتهم هي عندما كانت تدرس في الجامعة الفرنسيّة.. أو من جيرانها ..
وَجَدْتُنِي أُجاور قمّة من قمم الانفتاح على الآخر و رمزا من رموز التّواضع والتّجرّد للّه و محبّة الآخر و إن اختلفت معه في الرّأي. تعلّمت منها أنَّ الإنسان يحبّ الإنسان و لا يمكن للإنسان أن يكره مخلوقا من مخلوقات الله السّابحة في كونه الممتّد. و إنّما الّذي يكرهه بقوّة و بلا مداراة و لا نفاق العمل الّذي لا يُرضي الله، العمل المضّر بالبشريّة و الّذي يمكن أن يهوي بها إلى متاهات لا قبل للإنسان ذاته بها، و إن سمح الإنسان لنفسه أن يخوض معركة مع أخيه فلحساب استنقاذ البشريّة من هذه المتاهات المهلكة.
 عرفت فيها نقيض ما تروّجه بعض وسائل الإعلام عن هذه الأسرة و عنها هي من أمثلة القول أنّهم ارهابيّون  و منغلقون أو ما شابه ذلك.. و في الوقت ذاته هي قمّة من القمم الثّابتة على الحقّ التّي لا تخاف في الله لومة لائم و تصدع به دون تردّد و دون تلكؤ  .. فأحببتها في الله، و أحبّها كلّ جيرانها..كلّ من عرفها.أذكر أُسرة أحد المسؤولين الكبار عن المعبد اليهودي الملاصق لشقّتها.. و سبحان الله يوم وفاتها، كنت نازلة من شقّتها واعترضتني زوجة هذا الجار و أنا أركب مصعد العمارة، فبادرتني بالقول ..مساء النّور، كيف حال السيّدة مسعود( يعني الأخت حميدة)؟ هي سيّدة جِدُّ طيّبة .. هي شخصيّة تُحبّ، هي  متميّزة.. هذه شهادة عفويّة تلقائية صدرت من جارتها غير المسلمة يوم وفاتها وهي لا تعلم أنّها فارقت.
قِصّة بسيطة في ظاهرها عميقة في أبعادها أحبّ أنْ أنقلها أيضا ضمن هذه الخواطر الّتي أكتبها: كنت عند أختي الرّاحلة يوما و حدثّتني و الأخت عزيزة، رفيقة دربها و مُقيمة عندها، فقالتا : جارنا المُلاصق لنا له كلب اعتدنا سماع نُباحه دائما.. و منذ أيّام غاب هذا النُّباح ..فهذا أمر غريب .
 و عرفنا بعد فترة أنّ الكلب مات. فلمست رأفة و حُزْنا لغياب هذا الحيوان في ملامح الأختين.. و نحن نعلم ما هي عقيدة المسلم فيما يتعلّق بتربية الكلاب في الشُّقق.. درجة راقية في الإحساس بالآخر و محبّة الآخر سواء كان انسانا أو حيوانا و مهما كانت المعتقدات .. هذا الحبّ الرّاقي للآخر لم يمنعها مِنْ أنْ تصدع بالحقّ متى وجب ذلك.. أذكر يوما اسْتُضِفْنا معا عند جارة أمريكيّة مُتّزوجة من أمريكي من أصل يهودي و اعتنق البروستانتينيّة ، أتيا إلى فرنسا لمهمّة يقومان بها في الكنيسة البروستانتينيّة و دار حوار ساخن في بيت الجارة حول علاقة أمريكا بحرب العراق أيّام  صدّام حسين فرأيت في حميدة قُوَّة في الحقّ عالية  مُصاغة بخُلُقٍ دمِثٍ لا يمكن للعدوّ إلاّ أن يحترمها أو أن يسكت ولو على مضض.. فالحقّ يعلو و لا يُعلَى عليه أيّا كانت المواقف، وأيّا كان المكان، و أيّا كانت الأحداث،إذا كان الإنسان واثقا بمبادئه قوّيا بالله و في الله.
لا أستطيع في هذا المقال الصّغير أن أذكر كلّما سجّلته الذّاكرة في حياتي مع حميدة العزيزة .. ولكن أذكر إجمالا علاقاتها بأساتذتها في الجامعة الفرنسيّة، بالطُّلاب هناك مسلمين و غير مسلمين، فرنسيين و غيرهم، علاقتها بالأطبّاء و الممرضين و الممرضات في المستشفيّات التّي تردّدت عليها للعلاج .. محبّة الجميع و احترامهم لها أينما حلّت و أينما وُجِدَت لسماحة خُلُقها و لقّوة عقيدتها و إن خالفوها.



حميدة سلوك متميّز و أخلاق راقية :

بحثت في كلّ اللقاءات و الجلسات.. في كلّ اللّحظات الّتي التقيت بها مع حميدة في بيتها، في بيتي، عند الآخرين، في السّيارة، في الشّارع، فما وجدت لحظة لغو واحدة في عمر حميدة الّذي عرفته و عشته معها.. فإن تحدّثت فلحساب الحقّ، و إن صمتت فلحساب الحقّ، و هذا لم يمنع مِنْ أنْ تكون الجلسات معها شيّقة و مُحَبَّبَة لمن حضرها للصّغير و الكبير، للمسلم و غير المسلم، للغريب و القريب، للمُخْطئِ و المُصيب في حقّها.

حميدة الأديبة

كثيرا ما شغلت نفسها بالقراءة و طلب المعرفة إلى آخر لحظة في حياتها، كانت مطالعاتها مُتّنوعة ، شغُوفة بالأدب و كان كلُّ ذلك لحساب المعرفة و متابعة الأحداث و الاهتمام بالآخر. و قد خلّفت حميدة وراءها كتبا مطبوعة أذكر منها : رحلة في أحراش اللّيل،و نداء إلى الضّفة الأخرى و العديد من المقالات المنشورة و غيرها من المخطوطات الّتي لم تطبع من بينها بحث حول موقعة الجمل باللّغة الفرنسيّة.
 رأيت في حياتها تُرْجمانا حيّا لما عبّر عنه الإمام الشّافعي رضي الله عنه  في البيت التّالي:
أينما  ذُكِرَ  اسم الله في  بلد        يُعَدُّ   أَرْجاؤه مِنْ لبِّ أوْطَانِي
و أيضا:
سافِر تَجِدْ عوضا عمّن تفارقه     وانصب فإنّ لذيذ العيش في النّصبِ.
 فحتّى سفرها لم يكن مرّة واحدة لحساب ذاتها بل كان دائما لحساب الواجب وما يرضي اللّه، وكانت سعيدة بذلك مهما كانت المشاقّ، تستمدّ تلك السّعادة من شعورها بإرضاء اللّه.
و حجم شخصيّة حميدة جدير بأن يؤلّف فيه كتاب يتناول دراسة حياتها من جوانبها المتعدّدة: حميدة الإنسان، حميدة العابدة و الحافظة لكتاب الله،حميدة المرّبية،حميدة الدّاعية ، حميدة الصّبورة المُحتسبة و المجاهدة، حميدة الحقيقة بالشّهرة الزّاهدة فيها و حميدة الأديبة.  

أسأل الله أن يتقبّل منها هذا العمر الّذي سخّرته للجهاد في سبيله بالكلمة الطّيبة ، بالعمل الصّالح، بالثّبات على المبدإ و إن اقتضى ذلك الصّبر على السّجون ( و قد قضت الأخت حميدة ما يقارب السّبعة سنوات في سجون جمال عبدالنّاصر في زنزانة و المجاهدة زينب الغزالي يرحمهما الله)،و أسأله سبحانه و تعالى أنْ لا يفتننا بعدها و أن يُلحقنا بها في مقام رحمته يوم لا ظلّ إلاّ  ظلُّه.

                                         باريس 21أوت 2012
                                         أمّ البراء أ. نجيبة بلحاج
  

Des images de Ben-khéddache

    مرحبا بك  في مدونة مواطنون متضامنون أيضا يا سي فيصل

  
       
      
هذه صورة أخذت لأحبّة و أقارب قد اجتمعوا في جلسة وديّة أثر عودتي من  منفى قسري دام أكثر من 27 سنة سنة 2007م  
 


  

   
     

lundi 20 août 2012

L'islam politique d'hier et d'aujourdh'oui

الإسلام السّياسي بين الأمس و اليوم
الحلقة الأولى
مصطفى عبدالله ونيسي/باريس

...
تقديم

إن إلغاء نظام الخلافة سنة 1924م وتأسيس جمهورية تركيا، كنظام قومي علماني عن طريق كمال أتاتورك ، هو في الحقيقة شكل من أشكال القضاء على ما يعرف اليوم بالإسلام السياسي. و مع عودة التيارات الإسلامية إلى واجهة الأحداث و خاصة منها السّياسية عبر بوابة ما يعرف بثورات الرّبيع العربي هو اعتراف ضمني من طرف القوى الكبرى المهيمنة في العالم مثل الولايات المتحدة الأميريكيّة بهذه التيّارات قصد ترويضها و احتوائها بشكل من الأشكال بشرط أن لا تتجاوز هذه التّيارات الحدود المرسومة لها مُسبّقا ، خاصة بعد أن استنفذت الأنظمة الديكتاتورية ذات المرجعيّة العلمانيّة، سواء منها العسكريّة أو البوليسيّة، أغراضها و أصبحت فاقدة لكل شرعيّة يمكن أن تستند إليها في سياسة شعوبها. فهذه الأنظمة الفوقيّة المنصبة على الشعوب بقوة الحديد و النّار أصبحت عبئا ثقيلا على النّظام العالمي الذي لا يفهم إلاّ لغة المصالح، ولم تعد هذه الأنظمة بعد أن تورطت في قمع شعوبها الحليف المناسب لقوى المهيمنة في عالمنا المعاصر. و نتيجة لسحب الثقة و الحصانة عن هذه الأنظمة في بلادنا العربيّة و الإسلامية بدأ تفكير هذه القوى الكبرى و خاصة منها الولايات المتحدة يتجه نحو مغازلة القوى الإسلامية الصاعدة لتكون البديل المحتمل بشرط أن تعتمد هذه التيّارات الإسلامية الدّيمقراطية كنظام سياسي و لا حرج عليها فيما عدا ذلك أن تتمسك ببعض المظاهر الإسلاميّة من مثل التمسك بالبند الأول من دستورالاستقلال عندنا في تونس ولكن دون اعتماد الشريعة كمرجع أوّل و أساسي للتشريع و إدارة الشأن العام. و ما يعنيني في هذه الدّراسة هو أن هذه التيّارات الإسلامية و السياسيّة الصّاعدة ليست جديدة و إنّما هي قديمة قدم هذه الحضارة الإسلامية. فهي تيارات لها سيكولوجياتها و لها أيضا ثقافات سيّاسيّة و عقائدية متعدّدة تلقّاها الأحفاد عن الأجداد و تربوا عليها و هي حاضرة في أذهانهم و مشاعرهم وسلوكهم اليومي و مظاهر أفراحهم و أتراحهم... و هي ثقافة اختلط فيها الحقّ بالعادات ، فكان منها ما هو ديني ملزم لنا باعتبارنا مسلمين، ولكن أغلب هذه الثقافة، ولئن كان أصلها دينيّا، فهي صادرة عن اجتهاد بشري ولنقل تاريخي ينبغي أن يطاله التقييم و النّقد الموضوعي لنميز النّافع منه من الضّار. ففهم هذه التيّارات الإسلامية بمختلف عناوينها لا يمكن تحققه دون الرّجوع إلى مصادر التّلقي عندها منذ الصدر الأول للإسلام و معرفة كيف نشأت و في إي اتجاه تطورت هذه الاتجاهات العقائدية و السيّاسيّة حتّى يومنا هذا؟
و خدمة للقارئ و ترشيدا للمناضل السّياسي المسئول و الصادق نقدّم هذه الخلاصات في الفكر العقائدي و السيّاسي لأهم الإتجاهات العقائدية و السيّاسيّة التي تركت بصماتها في فكرنا السياسي و العقائدي . هي خلاصات تاريخية عامّة نضعها على ذمّة القارئ العادي ومن لا وقت له من المناضلين و المهتمين بالفكر السيّاسي الإسلامي لتنيره وتعينه على فهم واقعه و وصل مستقبله بماضيه، وهذا جوهر ما نسميّه بأهميّة دراسة التّاريخ الإسلامي و خاصّة منه الفكري و السيّاسي ليعرف النّاشط و المفكر على أي أرض يسير. فدراسة التّاريخ بعقليّة نقديّة قصد الإصلاح ذو أهميّة قصوى ولكنّ بشرط أن لا نبقى أسرى هذا التّاريخ نلوكه دون أن نتجاوزه للإبداع و التأسيس و البناء عليه. فهذه الدّراسة التاريخية ليس المقصود بها المختصين و إنّما المقصود بها أساسا هم النّشطاء من السّياسيين و الحقوقيين و الدّعاة و كلّ من لا وقت له على رسم نهج يجمع بين الأصالة و مكاسب الحَداثة دون السّقوط في الماضويّة التّاريخانية، بعبارة المفكر المغربي محمّد عابد الجابري،كما تفعل بعض التّيارات السّلفية أو الاستلاب الفكري و جلد الذّات كما يفعل بعض المتطرفين من العلمانيين عندنا. فالتيارات الإسلامية، و هي ما يعرف تقريبا بالفرق الإسلاميّة (1)قديما، هي ظاهرة تاريخيّة ، ينبغي دراستها بموضوعيّة ، لنقف عن مواطن الخطأ و مفاصل الاستبداد فيها فنتبرأ من كلّ ذلك من دون أي حرج، ونتبيّن مواطن الحُسْن فيها و الخير فنستصحبه في تجربتنا المعاصرة دون إسقاط فوقي أو إهمال لمقتضيات ظروفنا الجديدة و المعاصرة.

باريس24/04/2012

1) أفضل استعمال تيار أو مدرسة في الفكر السّياسي و العقائدي بدلا من استعمال مصطلح فرقة لأن ذلك لا يستقيم بالنسبة لي علميا، فالمعتزلة مدرسة في الفكر الإسلامي، وكذلك الشيعة إلى غير ذلك، و ما يمكن أن نطلق عليه فرقة مثلا ( الزّيدية) بالنسبة للمدرسة الشيعية، و الأباضية بالنسبة للخوارج، و النّظامية بالنسبة للمعتزلة، .....

Afficher la suite