Articles les plus consultés

dimanche 4 août 2013

نعم للثّورة على الظّلم


                                نعم للثّورة على الظّلم... ولكن ماذا بعد الثّورة!؟
                                    
                                                                               أ. نجيبة بلحاج / باريس

 حتميّة الوعي السّياسي و تربية الشّعوب

 إقالة الطّاغوت وطرده من الحكم جزء من الحلّ للرّقيّ بالبلاد، إلاّ أنّ  الحلّ  الشّامل لن يتمّ  إلاّ بتعميق تربية أصيلة  قوامها الخلق الكريم و الوعي بما يدور في السّاحة الوطنيّة و الدّوليّة.

أما آن لنا أن نذكر بقلوبنا و أقوالنا و أعمالنا قول خير قدوة لنا ( إنّما بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق ) . فلنبدأ بخلق التّعاون ، تعاون الإنسان مع أخيه الإنسان ، هذا

التّعاون الّذي عاشته البلاد أثناء الثّورة  في كلّ حيّ،بعيدا عن كلّ الخلافات الفكريّة

  الّتي هي ـ في الواقع ـ  نتاج لفعل الاستعمار الفكريّ . .

 في زمن  غير بعيد قضت  قوى  الهيمنة على الخلافة العثمانيّة، و تحت عنوان

( فرّق تسد) كانت الخطوة الأولى لتغييب مفهوم الأمّة .. و قسِّمت البلاد إلى دُوَيْلات تسهل السّيطرة عليها . و الخطوة الثّانية سحبت هذه القوى  قوّتها العسكريّة و نصّبت  مكانها حكومات عميلة تخدمها في بلادنا. أمّا الخطوة الثّالثة فهي ما نحن فيه اليوم من محاولات لركوب غضب الشّعوب والسّعي لتغييب الأمن في أوطاننا. فنفس هذه القوى هي ذاتها الفاعلة اليوم في ليبيا و سوريا و اليمن ، وهي  الّتي تريد أن تفعل في تونس و مصر .. مُستخدمة للوصول إلى غاياتها كلّ الوسائل ، فمرّة تعمد إلى القوّة العسكريّة وأخرى إلى  الاستعمار الفكري و كثيرا ما تلجأ إلى التّعتيم الإعلامي و التّشويه … وفي ذات   الوقت ترفع شعارات مسانِدة لحرّية الشّعوب في تقرير المصير!

وقوى الهيمنة تعلم جيّدا قيمة الإيمان و حقيقة ما في الهدي ، و لكنّها اختارت أن تعيش لدنياها ، ولذلك فهي لا تخاف في الله إلاّ و لا ذمّة، مع كونها تعترف بالجزء من الهدي الّذي يخدم طمعها، وترى فيه استنقاذا للأزمات الّتي تعجّ بها بلادها. فنراها تعمد إلى تدريس الاقتصاد الإسلامي في مدارسها العليا ، بعد أن عاشت فشل القانون الرّبوي. وبدأت ترجع في الميدان الطّبّيّ  إلى الهدي النّبويّ. و بدأت صيحات الإنذار من خطر التّفكّك الأسريّ ، و الرّجوع إلى الاهتمام بالأسرة كما تنصّ على ذلك تعاليم ديننا

فما العمل؟

نعم للثّورة على الظّلم.. ولكن ماذا بعد الثّورة!؟ و أين الوعي بما يتّم في السّاحة!؟ في القرية الصّغيرة الّتي هي العالم ،هل نحن حقيقة أصحاب القرار في كلّ شيء!؟

لا بدّ لنا من الاستقامة على آصرة الإيمان، ولنبدأ باللّقاء على آصرة التّعاون الإنسانيّ  لبناء فضاء يمكن لكلّ منّا فيه اختيار أو تقديم المنهج الّذي يراه مُحقّقا للأمن و الرّقيّ.. و لا يكون فيه مجال للتّناحر .. و لا يكون فيه ضرب الآخر وسيلة لفرض الخيارات.فلا سياسة بدون أخلاق، ولا فلاح، و لا أمن..

وأوّل خطوات الاستقامة تربية أنفسنا على الخلق الرّفيع والتّحلّي به ونحن نمارس

 العمل السّياسيّ، فنهدم بذلك الرّأي الشّائع (إذا حضرت السّياسة غابت الأخلاق).  و لنستحضر قول الإمام الشّافعي رضي اللّه عنه (رأيي صواب يحتمل الخطأ و رأي غيري خطأ يحتمل الصّواب). لعلّنا بهذا نسّد الطّريق على كلّ مُعتَد، فيتحقّق الأمن..


باريس  27 رمضان 1434 الموافق ل4 جويلية 2013

أ. أمّ البراء نجيبة بلحاج

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire