Articles les plus consultés

dimanche 13 octobre 2013

أحوار وطني أم هي محاولة انقلاب مفضوحة !؟ّ


 أحوار وطني  أم محاولة انقلاب مفضوحة !؟ 
لقد شاهدت البارحة برنامج  ( شكرا على الحضور ) في القناة الوطنية الأولى ، و هالني ما سمعت و ما رأيت و خاصة من طرف خميس قسيلة القيادي في حزب نداء تونس و التّجمعي سابقا عندما يقول أن الحوار الوطني  ليس شيئا آخر غير  خارطة الطريق   المقترحة من الرّباعيّة الرّاعيّة للحوار . وعند استماعي للسّيد خميس كسيلة و هو يعرّف لنا مفهوم الحوار الوطني تبيّن لي أنّ تعريفه و تعريف جماعته للحوار ليس هو تعريفنا  و لا فهمنا للحوار.   فتعريف السيد خميس و جماعته للحوار الوطني بدا لي بكلّ بساطة  تعريفا شاذّا و مشوّها بكلّ المقاييس . فالحوار بالنسبة إليه هو خارطة الطريق المزعومة ، فهي بالنّسبة إليه كلّ لا يتجزأ، و لمن أراد أن ينخرط في هذا الحوار فعليه أن يعمل بهذه الخارطة ككلّ أو يتركها ككلّ( بلا زيادة و لا نقصان ) حسب تعبيره. كلام خطير يصدر عن رجل يدّعي أنّه ديمقراطي و حداثي. كلام يستبطن فرض واقع جديد لا صلة له بالشّرعيّة و الإرادة الشّعبية الّتي أفرزتها انتخابات 23 أكتوبر 2011.  و ما استنتجه من هذا الكلام ، من دون لفّ أو دوران، أنّ خارطة الطريق هي الآلية الّتي تفتقت عنها عبقرية  أركان الثّورة المضّادة و من لفّ لفهم لفرض انقلاب ناعم على الإرادة الشّعبية لا يكلّف مهندسيه خسائر و لا تضحيات ( في الأرواح و العتاد) !
إنّ الإمضاء على ما يسّمى بخارطة الطريق، وليس الحوار الوطني، هو انسحاب من ساحة المعركة و خيانة للشّعب و التفاف على الثّورة .
إن بلادنا الغاليّة تونس لا تستحق أن ندفع بها إلى المجهول ، و أنّ ثورة 14 جانفي 2011  رائدة ثورات الرّبيع العربي هي أكبر و أشرف و أكرم من هذا المصير البائس الذّي تريد قوى الثّورة المضادة أن تصنعه و تفرضه علينا بأساليب استبدادية غدت معروفة لا صلة لها بالدّيمقراطيّة و الشّرعيّة و دولة القانون و المؤسسات و نحن متفرجون و مفعول بنا دون أن نحرك ساكنا.
نحن قوم مسالمون و لا نريد اصطناع المعارك الوهمية التّي يكون الرّابح فيها خاسرا مسبّقا، و لكن إذا ما فُرضت علينا معارك و خاصة منها تلك الّتي تستهدف كرامتنا و عزّتنا فإنّنا نفضل ألف مرة الموت و نحن واقفون صامدون نذود عن المبادئ و القيّم العالية و ندافع عن العزّة و الكرامة من الموت و نحن مستسلمون خانعون لا نحرّك ساكنا .
واختم قولي متوجها إلى السّيد خميس قسيلة و أمثاله : ( الحمدلله أنّ كلّ يوم يمرّ تنكشف فيه نواياكم الخبيثة أكثر ، و لتعلموا أنّ خارطة الطريق ليست قرآنا ( و عليكم أن تبّلوها جيّدا و تشربوا ماءها )، وأنّ الرّباعيّة المزعومة ليست معصومة )، و لا هي في حقيقة الأمر راعية للحوار الوطني بل هي راعية للحمير اللاّوطني كما نطق بذلك السّيد عبدالسّتار موسى واحد من أكبر أزلام النّظام السّابق.
 مصطفى عبدالله و نيسي/ باريس

8 أكتوبر 2019

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire