
أحوار وطني أم محاولة انقلاب مفضوحة !؟
لقد شاهدت البارحة برنامج ( شكرا على الحضور ) في القناة الوطنية الأولى
، و هالني ما سمعت و ما رأيت و خاصة من طرف خميس قسيلة القيادي في حزب نداء تونس و
التّجمعي سابقا عندما يقول أن الحوار الوطني ليس شيئا آخر غير خارطة الطريق
المقترحة من الرّباعيّة الرّاعيّة للحوار . وعند استماعي للسّيد خميس كسيلة
و هو يعرّف لنا مفهوم الحوار الوطني تبيّن لي أنّ تعريفه و تعريف جماعته للحوار
ليس هو تعريفنا و لا فهمنا للحوار. فتعريف
السيد خميس و جماعته للحوار الوطني بدا لي بكلّ بساطة تعريفا شاذّا و مشوّها بكلّ المقاييس . فالحوار
بالنسبة إليه هو خارطة الطريق المزعومة ، فهي بالنّسبة إليه كلّ لا يتجزأ، و لمن
أراد أن ينخرط في هذا الحوار فعليه أن يعمل بهذه الخارطة ككلّ أو يتركها ككلّ( بلا
زيادة و لا نقصان ) حسب تعبيره. كلام خطير يصدر عن رجل يدّعي أنّه ديمقراطي و
حداثي. كلام يستبطن فرض واقع جديد لا صلة له بالشّرعيّة و الإرادة الشّعبية الّتي
أفرزتها انتخابات 23 أكتوبر 2011. و ما
استنتجه من هذا الكلام ، من دون لفّ أو دوران، أنّ خارطة الطريق هي الآلية الّتي
تفتقت عنها عبقرية أركان الثّورة المضّادة
و من لفّ لفهم لفرض انقلاب ناعم على الإرادة الشّعبية لا يكلّف مهندسيه خسائر و لا
تضحيات ( في الأرواح و العتاد) !
إنّ الإمضاء على ما يسّمى بخارطة الطريق،
وليس الحوار الوطني، هو انسحاب من ساحة المعركة و خيانة للشّعب و التفاف على الثّورة
.
إن بلادنا الغاليّة تونس لا تستحق أن ندفع
بها إلى المجهول ، و أنّ ثورة 14 جانفي 2011
رائدة ثورات الرّبيع العربي هي أكبر و أشرف و أكرم من هذا المصير البائس
الذّي تريد قوى الثّورة المضادة أن تصنعه و تفرضه علينا بأساليب استبدادية غدت
معروفة لا صلة لها بالدّيمقراطيّة و الشّرعيّة و دولة القانون و المؤسسات و نحن
متفرجون و مفعول بنا دون أن نحرك ساكنا.
نحن قوم مسالمون و لا نريد اصطناع المعارك
الوهمية التّي يكون الرّابح فيها خاسرا مسبّقا، و لكن إذا ما فُرضت علينا معارك و
خاصة منها تلك الّتي تستهدف كرامتنا و عزّتنا فإنّنا نفضل ألف مرة الموت و نحن
واقفون صامدون نذود عن المبادئ و القيّم العالية و ندافع عن العزّة و الكرامة من
الموت و نحن مستسلمون خانعون لا نحرّك ساكنا .
واختم قولي متوجها إلى السّيد خميس قسيلة و
أمثاله : ( الحمدلله أنّ كلّ يوم يمرّ تنكشف فيه نواياكم الخبيثة أكثر ، و لتعلموا
أنّ خارطة الطريق ليست قرآنا ( و عليكم أن تبّلوها جيّدا و تشربوا ماءها )، وأنّ
الرّباعيّة المزعومة ليست معصومة )، و لا هي في حقيقة الأمر راعية للحوار الوطني
بل هي راعية للحمير اللاّوطني كما نطق بذلك السّيد عبدالسّتار موسى واحد من أكبر
أزلام النّظام السّابق.
مصطفى
عبدالله و نيسي/ باريس
8 أكتوبر 2019
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire