عد الحوار الوطني وقبل الانتخابات القادمة:أيّة تحالفات حزبية؟ ما مصير الترويكا؟ وهل «يتقوّى» الدساترة ؟

تطورات وتغيرات عديدة من المنتظر ان يعرفها المشهد السياسي في تونس في ظل الحوار الوطني وكذلك بعد انتهائه.. تغيرات ستشمل حتما تحالف الترويكا الحاكمة القائم حاليا وأيضا شق المعارضة من خلال بروز تحالفات وائتلافات جديدة وانشقاقات جديدة...
تونس ـ «الشروق»:
التطورات والتغيرات المنتظرة لن تستثني لا الاحزاب الاسلاميّة ولا اليسارية ولا الدستورية، وفق ما يؤكده اكثر من متابع وخبير في الشأن السياسي. لكن قد توجد بعض الاستثناءات المتمثلة في محافظة بعض الأحزاب على تماسكاتها الحالية بعيدا عن كل انواع التحولات والتحالفات او الانشقاقات.
يسار
بالنسبة للأحزاب اليسارية يقول رئيس حزب العمال والناطق باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي ان تشتت التيارات اليسارية هو الذي فرض تكوين الجبهة الشعبية رغم الاختلافات بين مكوناتها مشيرا إلى امكانية تحويل الجبهة الشعبية، التي تضم حاليا 13 حزبا، الى حزب سياسي وهو ما سيزيد في تقويتها وتدعيمها ليكون هذا الحزب، إن كُتب له التكوين، ذا وزن ملحوظ في الانتخابات القادمة .
وفي ما يتعلق بجبهة الانقاذ، التي تكونت يوم 26 جويلية ابان اغتيال محمد البراهمي ، فيتوقع كثيرون ان مصيرها سيكون مرتبطا بانتهاء الحوار الوطني، باعتبارها الآن مفاوضا رئيسيا فيه .وبانتهاء الحوار الوطني قد لا يصبح هناك أي مبرر لتواصل قيام جبهة الانقاذ التي تكونت اساسا بهدف انهاء الحكومة الحالية و تعويضها بحكومة جديدة. ومن الطبيعي ان الاحزاب الاخرى غير المندمجة في الجبهة الشعبية والتي استمدت قوتها في الفترة الاخيرة من تحالف جبهة الانقاذ ستجد نفسها مطالبة بالعمل اكثر وبفرض وجودها قبل الانتخابات القادمة لتضمن لنفسها اوفر الحظوظ على غرار الحزب الجمهوري .
تحالف النداء والجبهة؟
يدور في الفترة الأخيرة كلام عن وجود تناقض داخل جبهة الانقاذ، خصوصا بين مكونيها الرئيسيين الجبهة الشعبية ونداء تونس. وحول هذا الأمر اعتبر حمة الهمامي ان « من يتحدثون عن وجود تناقض في تحالف الجبهة الشعبية مع حزب نداء تونس لايفقهون السياسية» . وهو ما يؤكد أن التقارب حاصل، في رأي الهمامي.. لكن تبقى نتيجة هذا التقارب في طي المجهول وخاصة – حسب احد الخبراء – رهين ما سيفرزه ميزان القوى داخل نداء تونس اما لفائدة الدساترة (عندئذ يقع استبعاد التحالف مع الجبهة الشعبية) او لفائدة الشق اليساري (في هذه الحالة قد يحصل التحالف). الهمامي اشار في تصريحه الاخير للتلفزة الوطنية ان الترشح المشترك بين الجبهة والنداء في الانتخابات القادمة غير مطروح حاليا لكنه لم ينفه .
وبالنسبة لحزب نداء تونس، يُرجح المتابعون وجود شيء من الاختلاف داخله بين الشق الدستوري والشق اليساري ما يُفهم منه امكانية هيمنة هذا الشق او ذاك في اية لحظة قبل الانتخابات القادمة وبالتالي تحديد الحليف الرئيسي لحزب النداء في هذه الانتخابات، إما الجبهة الشعبية أو الأحزاب الدستورية الاخرى.
نهاية الترويكا
بالنسبة للترويكا، وبعد الاختلاف الحاصل بين مكوناتها في ما يتعلق بالامضاء على وثيقة مبادرة رباعي الحوار الوطني (رفض حزب المؤتمر الامضاء) فان ذلك من شانه ان يُحدد مستقبلا مصير هذا الحزب في علاقته بالنهضة. ويرى محللون انه من المستبعد أن تتحالف النهضة مجددا مع هذا الحزب قبل الانتخابات القادمة بعدما لاحظته من انشقاقات واستقالات ضربته في السنتين الماضيتين وبعد ان اكتشف فيه شيئا من «التلاعب» في ما يتعلق بالتزام الترويكا بمبادرة رباعي الحوار... كل ذلك فضلا عن المواقف المحرجة التي طالما وُضعت فيها النهضة بسبب تصريحات او تصرفات القيادي الاول في حزب المؤتمر منصف المرزوقي (رئيس الجمهورية) وكذلك انتقاداته اللاذعة التي لطالما وجهها للنهضة وللحكومة التي تحوز فيها النهضة على الاغلبية.
مصير المؤتمر
في ظل كل ما سبق ذكره سيتحول مصير حزب المؤتمر في الفترة القادمة بين يديه وفق ما سيبذله قياديوه من مجهودات لاصلاح ما قد يكون فسد داخلهم ولمزيد الاقتراب من التونسيين وللبحث عن تحالفات أخرى قد يجدها في الحزبين اللذين رفضا امضاء مبادرة الحوار معه وهما تيار المحبة (حزب الهاشمي الحامدي) وحزب الاصلاح والتنمية (حزب محمد القوماني).
حظوظ التكتل
اما التكتل فيتوقع الخبراء ان مصيره لن يكون افضل حال من حزب المؤتمر بالنسبة للعلاقة مع النهضة خاصة ان الفترة المنقضية لم تشهد تقاربا قويا وملحوظا بينهما رغم وجودهما معا في الحكم باستثناء بعض المواقف من رئيس التكتل مصطفى بن جعفر التي فُهت على ان فيها «تقربا» كبيرا من النهضة قبل أن يتخذ قرار تعليق اعمال المجلس التأسيسي الذي اثار آنذاك حفيظة نواب كتلة النهضة بالتأسيسي. عكس قياديي الحزب الذين يُبيّنون في كل مرة – على الاقل في تصريحاتهم الاعلامية - انهم يختلفون في الرؤى والمواقف مع النهضة .
النهضة وحيدة ام متحالفة؟
وفي ما يتعلق بالنهضة فقد بات واضحا انها ستعول كثيرا على امكانياتها الذاتية بعدما اكتسبه قادتها من خبرة ونضج في العمل السياسي خاصة من تولوا مهام وزارية او مسؤوليات صلب الوزارات، وهو ما اكده لـ«الشروق» القيادي في الحركة العجمي الوريمي. فالنهضة وفق منطق قادتها النابع من شعورهم بالقوة والصلابة السياسية لن تبحث عن حلفاء جدد قد يُسيئوا إلى هذا «النجاح» او قد يمثلون عبئا عليها او قد يستفيدون منها خلال الانتخابات القادمة رغم وجود مساع عديدة من عديد الاحزاب لتحقيق هذا التقارب من الآن.
يُذكر أنه في سبتمبر 2013، تم الإعلان عن تأسيس ائتلاف سياسي يحمل اسم «الائتلاف الوطني لإنجاح المسار الديمقراطي» مكون من حزب النهضة و11 حزبا آخر.
الدساترة
رغم تشتتهم حاليا بين اكثر من حزب ، ورغم الاعلان اكثر من مرة عن تكوين كتلة دستورية تضم بعض الاحزاب ، إلا أن التشتت لا يزال باديا على الاحزاب الدستورية خاصة الانقسام الملحوظ بين نداء تونس ( الباجي قائد السبسي ) والحركة الدستورية ( حامد القروي ) والمبادرة ( كمال مرجان ) والوطن ( محمد جغام ). غير ان ملاحظين ومتابعين يرون ان مصير الاحزاب الدستورية جمعاء هو التوحد قبل الانتخابات القادمة وحتى ان لم يتوحدوا شكلا فان وزنهم سيكون ثقيلا عند الانتخابات وبعدها على مستوى الحضور في السلطة.
فاضل الطياشي
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire