حركة النهضة و نصيبها من كعكة حكومة السّيد الصيد

حركة النّهضة في التسلل لأكثر من مرّة 
يؤسفني أن نشاهد حركة النهضة في التسلل في استحقاق واحد لأكثر من مرّة .
ـ لقد راهنت على الفوز في الانتخابات التشريعية بالمرتبة الأولي لتتحكم في بقية المشهد بأكثر سهولة ، فكانت في التسلل .
ـ و بناء على حساباتها الخاطئة لم تقدم مترشحا للانتخابات الرئاسية معلله ذلك بالبحث عن مرشح وفاقي ، فكانت حسارتها فادحة من جرّاء هذا القرار ، فاستقال أمينها العام سابقا و مؤسسها و مهندس تنطيمها السيد حمادي الجبالي ، وعادت حليفها في سنوات الجمر السيد منصف المرزوقي و لم تطفر من هذا الوفاق بعير مرشح المنظومة القديمة الباجي قائد السبسي الّذي هدد على مرأى و مسمع من كلّ التونسيين بأنه خير لزعيم النهضة راشد الغنوشي أن يخسر أصبعة بدل أن يخسر ذراعه كاملا . و هكذا كانت النهضة في التسلل مرة ثانية .
ــ و ناورت النهضة لتكون في حكومة السّيد الصيد الذي راهنت عليه كثيرا و حرصت أيّما حرص على استبعاد الجبهة الشّعبيّة ، فكان نصيبها في الحكومة لا شيء رغم التّزلف الّذي أبداه بعض المقربين من الشيخ راشد لقيادات النّداء ، و استبعدت الجبهة الشّعبية في الحكومة ظاهريّا و لكن وقع تعويضها بمن هو أسوأ منها من اليسار الاستئصالي في الزمنين التجمعي و الندائي من أمثال الطّيب البكوش و كمال الجندوبي و الآنسة لخضر شقيقة القيادي في المعروف في الجبهة الشّعبيّة . أمّا الشّق الثّاني من الحكومة فيمثله التّجمعيون المتورطون في الفساد و التعذيب مع نظام المخلوع . كما أن الحزب الوطني الحر كان له نصيب في هذه الحكومة ، و هو حزب تحوم حوله شبه كثيرة في مجال الفساد المالي و الصفقات المشبوهة . كذلك وزيرة المرأة في هذه الحكومة هي عدوّة المرأة و خاصة المتدينة منها السّيدة خديجة الشريف . و في هذا السّياق نشيد بموقف حزب افاق تونس الّذي رفض دخول حكومة لم يكن مقياسها في اختيار الوزاء برنامج تنموي و إنّما مقياسها كان دائما هو المحاصصة الحزبية و المناورات السياسية. و هكذا تجد حركة النّهضة نفسها في التسلل للمرّة الثالثة في زمن قياسي .
لقد حرصت حركة النّهضة على التّواجد في السّلطة التنفيذيّة و لكن كيد الخصوم كان أشدّ من إرادتها و تكتيكات شيخها ، فحرمت من تحقيق ما خططت له منذ تصالحها مع المنظومة القديمة ، و أعتبر أن في ذلك خير كثير للحركة حتى لا تتشوه بفساد المفسدين الجدد . و أعتقد أنّه أمام حركة النهضة فرصة جديدة لأن لا تكون في التسلل للمرّة الرّابعة و يكون ذلك بعدم منحها الثّقة لهذه الحكومة فيكون ذلك مدخلا مناسبا لتبوأها مكانها الطبيعي في المعارضة الوطنيّة .