
الإخوة الأفاضل : السّلام عليكم و رحمة الله
نهدف من وراء هذا الفضاء الإعلامي مواطنون متضامنون تسهيل عمليّة التواصل الإيجابي والحوار البنّاء من أجل النّهوض بمنطقتنا المحرومة تنمويّا و ثقافيّا ليس ذلك بخلفيّة جهويّة ضيّقة و إنّما بروح وطنيّة حرّة. فتحقيق التوازن التنموي بين الجهات يضمن للبلد عموما الاستقرار ، وهو ما رفعته تقريبا كلّ الأحزاب في حملتها الإنتخابيّة لانتخابات المجلس التأسيسي . وهو حقّ وطني و إنساني و أخلاقي ينبغي علينا جميعا أن نتمسك به، خاصة وأنّ جهتنا لا تزال محرومة من هذا الحق الطبيعي و التعلل بضعف البنية التحتيّة لا يمكن أن يكون مبررا لاستمرار الجهة على هذه الحالة من التهميش ، بل العكس هو الصحيح . و جهتنا ، ولئن لم تسعفها الجغرافيا و الطبيعة إلاّ أنّها من جانب آخر تحتوي على إمكانيات تنموية كثيرة لو أنّها فعلا وجدت الإرادة السّياسيّة التي تستثمر ذلك، و من ذلك جمال الطبيعة وصفاء المناخ وهو ما يسمح بتشجيع السياحة الإستشفائية و البيئية. كذلك هذه المنطقة تحتوي على ثروة تراثية وتاريخية ضخمة أهملها النّظامان السّابقان البورقيبي و النوفمبري،وهي جريمة لا أقول في حقّ أبناء الجهة ، ولكن في حقّ الوطن كلّه و الإنسانيّة، فالتّاريخ و ما يرمز إليه من معالم و إنجازات هو ملك للإنسانية وينبغي أن يكون محميّا من الهلاك و الإندثار و من أجل ذلك بعثت الأمم المتحدة منّظمة اليونسكو لتصون التراث الإنساني من الإندثار.و كمثال عن هذا التراث أذكر تلك القصور البربرية الجميلة الشّاهدة على جزءمهممن تاريخنا الإنساني في هذه الجهة،وكذلك هو الشأن لتك المغارات البربرية المنتشرة في كلّ مكان. هذه القصور كيف نسمح لأنفسنا بإهمالها و الإعتداء عليها و الحال أنّنا لسنا حتّى في جاجة من أجل صيانتها ،لو توفرت الإرادة السّياسة، للمال الوطني فمنظمة الإينسكو كفيلة بذلك و مهمتها الأساسية الحفاظ على التراث الإنساني وقد رصدت إلى ذلك امكانيّات ضخمة.المهم من جانبنا بالتعاون مع السّلط المكلفة بهذا الأمرإعداد الملفات و بذل الجهد الكافي للإقناع بوجود هذا التراث الإنساني المهمّ فعلا في جهتنا. و قبل هذا و بعده حتّى وإن لم تقتنع تلك الجهات الدّولية و الأمميّة المهتمة بصيانة التراث الانساني عموما وحمايته من الإندثار ،فواجب حكومتنا أن ترصد الأموال المطلوبة لصيانة هذا التراث من الضياع قبل فوات الأوان،وذلك ليس لغايات أخلاقيّة و إنسانيّة فقط و إنّما كذلك لغايات تنمويّة .ولمن أراد المزيد من فهم هذا الأمر نشير عليه برسالة دكتوراة بعنوان (بني خداش:جسور و قصور )،لا استحضر في هذه المراسلة اسم المؤلفة و سأوافيكم به في مراسلة قادمة إن شاء الله. فالرّجاء
من كلّ متساكني هذه الجهة و أصدقاءها في كلّ مكان التحسيس بهذا الأمر ومضاعفة الجهد للنهوض بهذه الجهة المحرومة ،إذ هي ليست جهة داخلية فقط، وأنّماهي أيضامعدودة من جهات الأطراف . والمطلوب،إذا، هو التعريف بهذا الموقع لدي كلّ أبناء الجهة و أصدقاء جهة الحوايا حتّى من غير أبنائها للتعاطف معنا،فالشّرفاء في تونس كثر و لا أحد يمكن أن يزايد علينا في الوطنيّة ونحن الّذين قدم اجدادهم التضحيات الجسام أيّام مقاومة الاستعمار، كما أنّ جبال بني خداش الشاهدة على التّاريخ آوت كبار المجاهدين حتّى من المناطق المجاورة لنا ولكم في بعض مؤلفات ابن منطقتنا الصديق عمارالسّوفي المعطيات الكافية.
أخوكم الّذي يحبّكم و يشّد على أياديكم
مصطفى عبدالله الونيسي/ باريس
مصطفى عبدالله الونيسي/ باريس
الرجاء التّكرم بالتعليق على هذا المقترح
RépondreSupprimerChers lecteurs votre point de vue ça nous intéresse énormément
RépondreSupprimer