Articles les plus consultés

mercredi 23 janvier 2013

تكريم الشّهداء واجب يا حكومة الثّورة





مصافحة أولى

بسم الله الرّحمن الرّحيم
يقول الله تعالى: ( و لا تحسبّن الذِّين  قُتِلُوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربّهم يُرزقون) آل عمران / 169
كانت ثورة 14جانفي 2011 انطلاقة لثورات ما بات يُعرف بالرّبيع العربيّ،   فأعادت للتّونسيّ عزّته و كرامته  و أعادت للعربي بصفة عامة الأمل في الحياة . ثورة  لم تأت من فراغ ، و إنّما هي ثمرة لتراكمات نضاليّة كثيرة   ساهم في رعايتها منذ الاستقلال بدءا من اليوسفيّة و الزّواتنة وبعض اليساريين الشّرفاء و النقابيين والحقوقيين والإسلاميين الذّين دفعوا الضريبة مضاعفة. نضالات تراكمت و تضاعفت ،فآتت أكلها سنة 2011،و لم يكن البطل فيها لا زعيما و لا حزبا سيّاسيّا و لا قطاعا معيّنا ، و أنّما البطل هو الشّعب بكل فئاته و خاصة منهم الشباب المهمش و أصحاب الشّهائد العليا العاطلين عن العمل.  وانسجاما مع هذا المدّ الثوري الذّي سنعمل ليتواصل حتّى تحقق الثّورة أهدافها و لا يقع الالتفاف عليها من أي طرف كان، نطالب بتحقيق مطالب العدالة الانتقاليّة في أقرب وقت ممكن حتّى لا يشعر التّونسي بالإحباط  و خيبة الأمل مرّة ثانية.
ونحن كمواطنين  أحرار، داخل تونس و خارجها، نقدّر أنّ إعادة الاعتبار لكلّ الوطنيين الشّرفاء ، من أبناء هذا الوطن الغالي ،خاصة أولئك الذّين سقوا أرض تونس بدماءهم الزّكية من يوسفيين و زيتونيين  و نقابيين وإسلاميين  و كلّ مَن ساهم في رفع راية تونس عاليّة خفّاقة، هو من صميم أهداف ثورتنا المجيدة. و تكريم هؤلاء و إعادة الاعتبار إليهم ليس   تكرّما أو هبة تُمنح و إنّما هو واجب و دَين مُخلّد في رقبة  كلّ  تونسي و تونسيّة حتّى يُقضى.
.فلا معنى  لثورة إن لم  تعدل بين أبطالها الذّين صنعوا مجدها وتُكرمهم و تعترف لهم بالجميل.
 و بناء عليه نطالب حكومة بلادنا بأن تكشف النّقاب عن ظروف و ملابسات محاكمة المجاهد البطل محمّد قرفة رحمه الله تعالى الذّي أودت به إلى الإعدام ظلما و عدوانا. كما نطالب بإعادة رفاته الطّاهر إلى مقبرة الشّهداء ببلدته بني خداش لتعرف الأجيال أن شهداءنا أحياء يرزقون و لو كره المنافقون و العملاء. فالوطنيّون و خاصة منهم أولئك المجاهدين الّذين فدوا بلادهم بدمائهم نعتزّ بهم جميعا و نفتخربهم على قدم المساواة، و لا مجال لأن نفضّل أحدا منهم على أحد إلاّ بما قدّموا لهذا الوطن الغالي من تضحيات.
فهذا التعتيم الإعلامي و التجاهل لقمّة من قمم الجهاد و التضحيّة لرجل فذّ مثل البطل محمّد قرفة لا يليق بحكومة  وطنيّة أفرزتها انتخابات  حرّة و نزيهة لأوّل مرّة في تاريخ تونس المعاصر يوم 23أكتوبر2011.
و حرام على التّونسيين و التّونسيّات أن ينسوا شهداءهم بهذه السّهولة، ويظلموهم مرّتين، مرّة زمن الحكم الاستبدادي الغاشم على عهدي بورقيبة و بن على، و مرّة ثانية زمن الثّورة و لو كان ذلك عن حسن نيّة أو انعدام لإرادة سياسيّة جادة، فانتهاج سياسة النّظام البائد تُجاه أبطالنا هي في حدّ ذاتها ظلم كبير لا نستطيع السّكوت عنه، و من أنذر فقد أعذر.(1)
باريس 21/01/2013
مصطفى عبدالله الونيسي رئيس جمعية البلسم للتربيّة و الثَقافة/ باريس.

(1) هذه صيغة أوّلية لا تكتسي صبغة رسميّة حتّى يساهم كلّ من يهمّه هذا الأمر برأيه في التعديل أو التحسين أو الإضافة، ولكن دون إضاعة للوقت.
و هو نص  مفتوح لكلّ من يريد أن يمضي عليه .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire