Articles les plus consultés

mercredi 30 octobre 2013

Pensée Islamique contemporaine!

https://www.facebook.com/attarik.assalim8


  • ماذا يعني أن تكون إسلاميا اليوم ؟ (1_2) إلى سيدي الفاروق رضي الله عنه لن أعود الى ما حبر من مقاربات حول "الإسلام السياسي" عامة و "الإسلامي" خاصة بالتحديد له و التدقيق سواء في ذلك ما صدر من داخل المنظومة الإسلامية ذاتها و ما صدر عن خارجها إذ أن ما يعنيني أساسا هو الإسهام المتواضع في معالجة إنحراف أكاد أجزم أنه من الخطر بمكان لأنه قد يطال البناء كله فينهار و يصيب المسار كله فيفشل و يخيب حينها المسعى ولات حين مناص .. إن أهم ما دفعني إلى المضي في هذا ما يطال الوجود الإسلامي في تونس من خيبات و ما يعتريه من تراجع و أقصد من كل ذا ما نجم منه عن رؤى الإسلاميين أنفسهم و تصوراتهم و ممارساتهم أساسا و هو ما بلغ معه الحال أن صرنا نحذر أن يخر صرح المشروع الإسلامي على المنتسبين اليه بما كسبت أيديهم لا أيدي الناس الأمر الذي أفرز واقعا بائسا أو عمق من شدته و مرارته و هو ما شرع في إزالة بعض الهالة التي كانت تضفى على أصحاب الفكرة الإسلامية و الإعتقاد الجازم و اليقين التام في كونهم المهدي الذي سينتشل مجتمعاتنا من تخلف و فقر، ضعف و خصاصة و حرمان و قتامة ... بناء على ما سبق و تأسيسا عليه أحاول في ما يأتي من كلمات الاجابة عن السؤال-العنوان بأن أفصل القول في ثماني نقاط اساسية أعتبرها محددات لمن أتخذ من الطروحات الاسلامية مشروع حياة و هي سبع يتحدد بها إيجابا و واحدة تحدده سلبا فأما المحددات التي ينبغي للإسلامي ان يكونها فهي الصدق ، تعقل المرجعية و وعي الحاضر، التضحية و الاقدام و المبادرة ، الانحياز للمساكين و الفقراء و المستضعفين ، الصلاح و الإصلاح ، التعالي عن السفاسف و الإصداع بالحق و لو كان مرا أما ما لا ينبغي للإسلامي أن يكونه فهو الوقوف على الربوة و رمي المنديل تسليما و تخليا ... 1_الصدق يتمحور محدد الصدق الذي يجب أن يتوفر في الاسلامي حول ثلاثية هي من الأهمية بمكان أو قل هي التي تحدد منسوب صدقه و من ثمة جدوى فعله و نجاعته . هذه الثلاثية هي الله ، ذات الاسلامي فالانسان عامة و ليس يخفى هنا ما للصدق من دور في كل بناء و في كل مسار فهو لحظة البداية أو هو أس كل درب للتغيير و الاصلاح ، دونه لن يقوم الصرح و سيخر-ان قام-و لو بعد حين . إنه لكي تضمن تواصل المسار و دوام الاستمرار فأصدق إذ النتاج –و إن كان الطريق شائكا- ثمار يانعة و بناء شديد متماسك و الطلع نضيد ، ثم ان الصدق صفاء للسريرة و راحة بال و حياة للضمائر إذ هو يفترض العودة الدائمة أو الإياب إلى داخل الإنسان مراجعة و نقدا و تراجعا عن الخطإ و إعترافا به و إبداله بالسليم و الصحيح و القويم . هذا و إن الصدق أن تذوب ذاتك في ما تعتقد من فكرة و أن تمحي أناك لتنغمس فيمن حولك ومن معك لئلا تنظر من علياء مهما بلغ شأوك و مهما علا شأنك ، كما إن الصدق يوجب أن لا تتخلى عما تقتنع به و تتبناه و تتردد فالتراجع و التلكأ و التردد لا يعني الا أن الفكرة التي آمنت بها و تبنيتها كانت خاطئة أو أن من تمثلها قد جانب الصدق الى ما سواه و ما أدى الذي عليه كما ينبغي و تهاون .. 2_تعقل المرجعية و وعي الحاضر قد لا يختلف إثنان في أن المرجعية هي ما تعود اليها و تستأنس به و هي بالنسبة الى الإسلامي النص و الموروث و الاجتهاد و الأصل و المنبع الذي إليه تعود أو هو الحضارة الاسلامية في امتدادها و تنوعها و شمولها و خصوبتها و ما يعنيه ذلك من تراكم للأفكار و استلهام للخبرات و استفادة من التجارب و نظر في العبر، و في كلمة مرجعيتك هي أنت فان غيبتها أو غابت عنك كنت حينها كائنا لا محددا بلا هوية أو سرابا .. يتعقل الاسلامي مرجعيته إذ يطلع على ما لايعذر إن جهله فيستوعبه حتى يكون دائم الحضور معك و تكون دائم التمثل له ثم ان تعقل المرجعية هو أن تتوطد ذاتك في هذا الفضاء الممتد و الفسيح الذي هو جذورك و روافدك و تلتحم به –الفضاء الممتد- و تصله بوعي للحاضر و أن تعيش اللحظة إنتباها لهذه الرمال المتحركة أو واقعك الذي تحياه و ما يشهده من تغيرات سريعة تفرض عليك أن تجتهد في الموائمة بينه و ما تبنيته من أصيل و تمثلته فلا يحسن بالاسلامي حين هذا المقام أن ينسى الحاصل بعد و ينكفئ على ماضيه ، هذا الذي فات و انقضى و ما ينبغي له أن يعشي أبصارنا و يحول دونها و وهج الآن و شدته كما لا ينبغي لهذا الأخير ان يأسرنا اليه –مهما كان خلابا- و يعمي بصائرنا عن تاريخ لا زال –رغم انقضائه- يوجهنا و يؤثر فينا بل يحدد مصائرنا و يرسم آفاقها و نهاياتها ... 3_التضحية والاقدام و المبادرة ماذا ترانا نعني بالتضحية و المبادرة و الاقدام ؟.. او هل يمكن أن يكون الاسلامي غير ذلك ؟ أي هل يكون متخاذلا و متراجعا خاملا أم على الضد منه يكون جسورا أبدا لا يتوانى و لا يركن عن الفعل الى ما عداه ؟ يبذل الاسلامي كل غال و نفيس من جهد و وقت و مال و لو على حساب راحته البدنية و النفسية و أهله و أسرته و عمله و كل ما هو مثصل به فلا هو بالمتواني أو الخانع أو الكسلان يفعل و يقدم و لا يفعل الا حسنا ، لا يعجز أو يتقاعس ، يصل نهاره بليله آناء الاول و أطراف من الاخر .. ان النجاح -أي نجاح- لا يكون الا حين البذل و العطاء الدائم و المتواصل و ان حدث أن لامست الركود و نحوت صوب السهاد فتيقن أن الخيبة مال ما ما امنت به من فكرة و مشروع . و لكم أثار استغرابي و شد انتباهي سلوكات البعض ممن يخال أنه يسير على درب أصحاب الفكرة الاسلامية و لا يصدق فعله ما يعتقده فتراه لا يعمل على أن يكون هو الفكرة تسير بين الناس منهم و اليهم في الفضاءات العام منها و الخاص بسلم و سلام و طمأنينة و هدوء ثم لا يعمل على تحقق ما يراه من رؤى و تصورات واقعا ، متواكلا و مسندا ذلك الى غيره و هو يحسب حينها أنهم كافوه و الحال أن كلا مسؤول من موقعه هل ضحى ؟ هل قدم ؟ هل أقدم و بادر أم هل تراخى و اكتفى بأن ينخرط في الحشد/الجمع و استقال ؟ .. 4_الانحياز للفقراء و المساكين و المستضعفين انه لغريب أن يحتكر أصحاب الطروحات اليسارية الوقوف في صف المهمشين و المنسيين و المسقطين عن كل حساب أولئك الذين لا يقام لهم وزن –وهم الوزن كله- و أن يغيب عن الاسلاميين ذلك فيضمر هذا الجانب و يخفت و ينحى جانبا . و لكم يحز في النفس هذا و الحال أن مرجعيتنا –نحن الاسلاميين- تحتفي بالمستضعفين في الأرض و البؤساء أولئك الذين لا مأوى لهم ولا مشرب ، يبيتون ليالي الصقيع يلتحفون السماء و هؤلاء الذين لم يجدوا الى لقمة عيش كريم من سبيل ثم لا ننسى أولئك ااذين لا مسكن لائق يأويهم ، لا نور و لا ماء صالح يطفؤون به ظمأ فاقة تستبد بهم و تزيحم –حسب البعض- من مرتبة الانسان الى أخرى دون ذلك . ان الذين تبنوا الطروحات الاسلامية هم صوت من لا صوت له أو هم لا يكونون ، صوت من تصرخ الانسانية و تئن ضمائر من كان حيا لحاجته و يسعى الصادقون لأجل خدمته و السهر على راحته و بلوغه الرفاه مادة و معنى .. و أن يكون قبلة لأولئك االذين ثبتوا و ما بدلوا على نهج أوله الفقراء و المعطلين عن الكرامة/الشغل أوله و الجهات المحرومة و المقصاة كله ، نهج على محكه يتكسر الزيف و الخديعة و عليه يتشظى المكر و الكذب و يتبين الصدق من ضده ... مهدي الشهبي طالب/علم الاجتماع كلية العلوم الانسانية و الاجتماعية - تونس
  • Par : مهدي الشهبي

mardi 29 octobre 2013

Révélations d'un ancien du régime Tunisien déchu: Mezzri Hadad

Mezri Haddad : Ben Ali n’est pas exilé politique en terre sainte, mais otage des Américains en Arabie Saoudite


9 Décembre 2012 Lu 19957 fois

L’islamisme était déjà mort et c’est le Qatar et les USA qui l’ont ressuscité en Tunisie et dans le monde arabe. Ben Ali comptait s’adresser aux Tunisiens le 14 janvier pour leur dire que les Américains et les Qataris sont derrière le complot contre la Tunisie. Pour le président déchu, les snipers étaient des mercenaires qui ont été recruté par une « entreprise » anglaise sous contrat avec le Qatar. Et d'autres révélations explosives sur les évènements de janvier 2011. Suite et fin de notre interview exclusive avec M.Mezri Haddad, avec nos excuses pour le retard dans la publication de cette seconde partie. La transcription de l'enregistrement nous a pris beaucoup de temps.



Mezri Haddad : Ben Ali n’est pas exilé politique en terre sainte, mais otage des Américains en Arabie Saoudite
Tunisie-Secret : Ces cyber-collabos, Slim Amamou, Lina Ben Mhenni, Emna Ben Jemaa, Aziz Amami, Amira Yahyaoui, Haythem Mekki, Yacine Ayari…, vous ont pourtant violemment fustigé et, mis à part votre cas particulier, ils sont à l’origine du désastre dans lequel vit aujourd’hui la Tunisie. C’est du moins ce que vous avez révélé dans votre livre. Selon certaines rumeurs, vous seriez aujourd’hui en contact avec quelques uns, ce qui expliquerait votre indulgence à leur égard. Cela est-il vrai ? 


Mezri Haddad : Pourquoi insistez-vous ? D’abord, les causes du désastre actuel sont multiples et très complexes. Dans mon livre, j’avais traité du cyberactivisme comme facteur déclencheur, accélérateur et amplificateur. L’origine du désastre, c’est l’autisme d’un pouvoir qui n’a pas voulu écouter les démocrates et les réformateurs. Lorsque j’ai rompu l’exil en avril 2000 pour me mettre au service de la Tunisie, je croyais vraiment pouvoir influencer le régime de l’intérieur. L’origine du désastre, c’est aussi la médiocrité et l’aveuglement d’une opposition sous perfusion américaine et vendue au Qatar. Pour le reste, y a-t-il un tunisien qui n’a pas lynché un autre tunisien depuis la Fitna du 14 janvier 2011 ? C’est le propre de tous les individus et de tous les peuples lorsqu’ils retombent dans l’état présocial ; et ce processus que les psychologues et les sociologues savent analyser a été aggravé dans le cas tunisien par l’impunité de l’anonymat que les nouvelles technologies offrent aux internautes. Lorsqu’un espace de liberté n’est pas réglementé par des lois, c’est la guerre de chacun contre tous, comme disait Hobbes. En me stigmatisant, ils avaient politiquement raison et moralement tort. Comme la plupart des Tunisiens qui ont découvert leur citoyenneté et le goût de la politique en janvier 2011, ils ne savaient strictement rien sur moi, sur mon passé d’opposant de la toute première heure, de mes onze années passées en l’exil, des causes réelles de ma rupture avec une opposition phagocytée par les islamistes et noyautée par des officines étrangères, qui est aujourd’hui au pouvoir et dont les Tunisiens découvrent d’ailleurs l’immoralité, l’opportunisme et la trahison de la Patrie. Ces jeunes cyberactivistes m’ont découvert et jugé à partir de mes interventions médiatiques en janvier 2011 et des propos que j’ai tenu pour défendre, non point un régime dont beaucoup savaient combien je le méprisais, mais un Etat menacé par l’anarchie bolchevique et par la canaille islamiste. Je n’ai pas à accabler ces cyberactivistes ; « Nul n’est méchant volontairement » disait Socrate, pour qui la méchanceté découle toujours de l’ignorance. Aujourd’hui, je n’ai qu’un seul combat à continuer : celui de la démocratie contre la théocratie, du modernisme contre l’obscurantisme, de l’humanisme contre le fascisme vert, du patriotisme contre la traîtrise, qu’elle soit islamiste, gauchiste, libérale, ou que sais-je encore. 



T.S- Les cyber-collabos ont exploité le mot « horde fanatisée » pour vous faire passer aux yeux du peuple comme un ennemi de la révolution. Nous savons, comme beaucoup d’autres maintenant, que vous faisiez allusion aux extrémistes islamistes qui tiraient les ficelles aussi bien dans les réseaux sociaux que dans les manifestations en Tunisie. Vous le pensez encore ?



M.H- Le peuple, tous les peuples, n’ont pas de yeux encore moins une Raison pour donner un sens rationnel à leurs actions. La Raison est individuelle et jamais collective. Les peuples agissent par instinct et par passion et c’est le rôle des élites de les entrainer vers le meilleur comme vers le pire. Pour ce qui est de la « horde fanatisée », je visais effectivement les éléments intégristes, mais pas seulement eux. Je visais également les criminels et les loubards qui ont profité de la situation pour s’attaquer aux biens publics et privés, pour voler, bruler, saccager des administrations, des entreprises, des écoles. Si j’avais trouvé un mot plus fort que horde, je l’aurai utilisé. En octobre 2005, Sarkozy avait parlé de « racaille ». En mai 1968, De Gaulle avait parlé de « chienlit ». Dans les années 70, Bourguiba avait parlé de « démence numide ». Dans les trois cas, ce n’est évidemment pas le peuple qui était visé. Même si mes adversaires politiques ont profité de la « horde fanatisée » pour me disqualifier, je revendique, je maintiens et je réitère cette expression. 



T.S- De ce point de vue, vous étiez donc un ennemi de la révolution tunisienne et un violent critique du printemps arabe. L’êtes-vous toujours ?



M.H- Oui, absolument et aujourd'hui plusque jamais. J’ai déclaré et écrit dès janvier 2011 que la « révolution du jasmin » est une crise hystérique qui coutera très cher aux Tunisiens et le « printemps arabe » une fumisterie occidentale qui mettra plus bas que terre le peu de dignité qui restait aux Arabes.  Si je n’ai aucune empathie pour la révolution française de 1789, ni pour la révolution soviétique de 1913, ni même pour la révolution de mai 1968, à plus forte raison pour la révolution du jasmin, qui a mené l’islamisme au pouvoir et provoqué la recolonisation du monde arabe.  Jeune contestataire en Tunisie sous Bourguiba, opposant et exilé politique les douze premières années de Ben Ali, militant des droits de l’homme et des libertés individuelles, défenseur de la démocratie, je n’ai pourtant jamais eu la moindre attirance pour les procédés révolutionnaires. Mon aversion à l’égard des révolutions n’est pas politique mais essentiellement philosophique. L’étude de l’histoire des révolutions de Rousseau à Bouazizi ( !) m’a définitivement immunisé de cette tentation bourgeoise. J’ai toujours redouté les révolutions car elles ne profitent jamais aux peuples mais uniquement à ceux qui parlent en son nom. J’ai toujours appréhendé les révolutions car elles sont avides de sang et porteuses de haine, d’anarchie, de vengeance et de violence. Le moment révolutionnaire exclut le temps politique et suspend la Raison pour ne faire place qu’au populisme et aux passions les plus aveugles. Bien souvent et aussi loin que l’on remonte dans l’histoire, les révolutions ont produit des régimes encore plus répressifs et même sanguinaires que les dictatures qu’elles ont abattues. Il faut relire Tocqueville, Ibn Khaldûn et Platon pour se rendre compte que la succession des régimes ne va pas toujours dans le sens du pire vers le meilleur. Bien au contraire, dans la République de Platon, c’est toujours la démocratie qui enfante la tyrannie. C’est pour cette raison que mes compatriotes ne doivent pas être surpris du régime sous lequel ils vivent actuellement et de celui qui les attend dans l’avenir. 



T.S- Mais le régime actuel est démocratique puisque le pouvoir émane du peuple, depuis les élections d’octobre 2011 ?



M.H- Depuis cette imposture électorale, le pouvoir n’appartient pas au peuple mais à une nouvelle oligarchie qui a fait main basse sur la Tunisie et dont certains éléments puissants appartenaient d’ailleurs à l’ancien régime. En attendant la théocratie, qui est l’objectif suprême des islamistes, nous vivons sous un régime hybride : un mélange de conservatisme et d’ochlocratie, concept par lequel Polybe désigne le pouvoir de la foule, à ne pas confondre avec le pouvoir du peuple. Comme je vous l’ai déjà indiqué, le peuple tunisien exigeait la justice sociale, la dignité par le droit au travail, une répartition équitable des fruits de la croissance, on lui a offert une assemblée à 80% inculte et opportuniste, un gouvernement incompétent et corrompu et un président fantoche. Un régime obéissant aux injonctions américaines et soumis au Qatar, vous appelez cela une démocratie ?



T.S- Vous êtes le seul responsable de l’ancien régime à n’avoir pas disparu du champ politique, à tenir ce discours critique et à vous maintenir dans l’actualité car nous savons que beaucoup de tunisiens sont attentifs à vos déclarations. Comment expliquez-vous cela ?



M.H- D’abord, je ne suis pas de l’ancien régime mais de l’ancien peuple ! Le peuple qui s’identifiait au génie de Bourguiba et qui se reconnaissait dans son projet de société moderne et humaniste ; et non pas celui qui s’identifie à Ghannouchi et qui se reconnaît dans son projet de société réactionnaire et obscurantiste. J’appartiens au peuple qui a combattu le colonialisme, pas à celui qui accepte la soumission aux bédouins de Qatraël. J’appartiens au peuple qui a pleuré l’exécution de Saddam Hussein, pas à celui qui s’est félicité de l’assassinat barbare de Kadhafi. En effet, j’aurai pu faire comme beaucoup d’autres : disparaitre totalement, ou écrire à Rached, à Moncef et à Mustapha pour implorer leur pardon, et bien sûr m’excuser auprès du sacro-saint peuple. Or, j’estime que ces trois complices sont coupables de haute trahison et que c’est au peuple de s’excuser auprès de la Nation tunisienne et de la Nation arabe d’avoir non seulement anéanti la Tunisie, mais brisé quatre pays qui étaient souverains et paisibles : la Libye, l’Egypte, le Yémen et l’admirable Syrie. 



T.S- Avez-vous subi des pressions ou des menaces ?



M.H- Non, j’ai plutôt subi des tentations et des offres. Ils ont bien essayé au début en fouillant dans mon compte en banque à Tunis. Ils s’attendaient à trouver des millions et peut-être même des milliards. Avec un débit de 3000 dinars, ils ont été bien déçus. Ils ont bien voulu marquer mon nom quelque part dans l’une de leurs nombreuses enquêtes postrévolutionnaires, ils ont vite désenchanté. Comme 78% des Tunisiens, le seul bien que je possédais est une maison à 65 Km de Tunis, pas encore totalement payée. En revanche, mon salaire en tant qu’ambassadeur à l’UNESCO était inférieur à celui de mon collègue éthiopien. En refusant six mois durant d’occuper le logement de fonction à Paris, préférant rester chez moi ici-même, j’ai fait économiser au Trésor public 75000 dinars. Plutôt que d’engager ne serait-ce qu’une femme de ménage à mon service, j’ai recruté des jeunes au service de la Délégation tunisienne à l’UNESCO.  

            

T.S- De qui avez-vous reçu des offres ?



M.H- Quelques jours avant son retour en Tunisie, Rached Ghannouchi m’a envoyé un message très « fraternel » m’indiquant que « la page du passé est tournée, que nous avons été tous trompé par Ben Ali et qu’avec lui, je pourrais écrire une nouvelle page de l’histoire de la Tunisie ». Je lui ai répondu que la page nouvelle que je compte écrire est celle de la vérité contre le mensonge, du patriotisme contre la traitrise ; que j’ai choisi de redresser la tête plutôt que de plier l’échine. En mai 2011, un ex-compagnon d’exil, très proche des qatraéliens, m’a invité à « penser à mon avenir et surtout à mes enfants et que nos frères du Qatar seront là pour me tendre la main ». L’année 2011-2012 a été pour moi d’une cruauté extrême mais je n’en suis pas mort. Aujourd’hui, je suis en paix avec ma conscience et je peux supporter mon regard dans un miroir, à l’inverse des opposants, de certains anciens ministres, de certains  militants des droits de l’homme, de certains journalistes et de certains blogueurs qui ont afflué vers Tunis pour occuper des postes dans cette nouvelle Tunisie « libérée » de son indépendance et pour se remplir les poches, y compris en faisant du chantage sur des responsables politiques et hommes d’affaire de l’ancien régime. Dans mon livre de 2002, Carthage ne sera pas détruite, je ne me suis pas trompé sur ces canailles. 



T.S- Puisque vous l’avez écrit dans votre livre La face cachée de la révolution tunisienne, nous savons que pendant les événements, vous avez eu Ben Ali au téléphone à deux reprises, que vous a-t-il dit ?



M.H- J’ai eu le président Ben Ali le 10 janvier 2011. Il m’avait appelé pour connaitre mon avis. Je lui avais dit ce que je pensais de cette crise et surtout comment il faudrait s’en sortir. Je l’avais supplié de ne plus tirer sur les manifestants et proposé six actions fortes (cf. http://www.lemonde.fr/idees/article/2011/01/14/c-est-d-ici-de-l-unesco-que-je-depose-entre-vos-mains-ma-demission_1465899_3232.html ). Il m’a assuré qu’il n’avait jamais donné d’ordre pour tirer à balles réelles sur la foule. Le 13 janvier au soir, déçu par son dernier discours, j’ai décidé de démissionner. Le 14 janvier vers 7h du matin, j’ai appelé le président pour l’informer que j’avais deux feuilles à lui envoyer par fax et que j’avais par conséquent besoin de son numéro personnel, n’ayant jamais eu confiance en son cabinet. Ben Ali n’était pas du tout inquiet, il m’a même surpris pas son calme et son optimisme quant à un dénouement heureux de la situation. Vingt minutes après avoir reçu mes deux feuilles, qui étaient au fait ma lettre de démission, il m’a rappelé et prié de ne pas le faire. Ben Ali m’a dit que la Tunisie était menacée par un grand complot dans lequel deux pays étaient impliqués, un pays occidental et un pays arabe. Il m’a assuré que les islamistes étaient derrière et que le POCT suivait bêtement. Il m’a dit que des agents étrangers manœuvraient sur le sol tunisien et que c’est eux qui ont tué les premiers manifestants. Plus important encore, il m’a dit qu’il allait révéler tout cela au peuple dans un dernier discours ce soir du 14 janvier. Il m’a prié de rentrer tout de suite à Tunis parce qu’il avait besoin de ma présence. Dans le doute, ne pouvant cautionner d’autres morts, j’ai fait le choix de démissionner. A 14h, il m’a rappelé sur mon portable et c’est Skander Khélil, à qui j’avais confié mon manteau et mon téléphone, qui lui a répondu puisque j’étais à ce moment là sur le plateau de BFM-TV. Croyant que c’est moi qui étais en ligne, il a ordonné que je rentre tout de suite à Tunis car la situation était très grave et que je devais d’abord récupérer un dossier important de notre ambassade à Paris. Skander Khélil lui a répondu que j’étais en studio à la télévision, il a alors tout de suite raccroché. Je n’ai jamais su à quel dossier il faisait allusion, mais je sais que je fais partie des rares personnes que Ben Ali a appelé peu de temps avant que les scélérats se chargent de le mettre dans l’avion.



T.S- Cela signifierait qu’à 14h, Ben Ali était encore au palais, qu’il avait toutes les données en main et qu’il comptait s’adresser aux Tunisiens à 20h. Quels sont selon vous ces deux pays impliqués et qui étaient ces tueurs étrangers ? Sont-ils les fameux snipers ?



M.H- Pour moi, et je n’ai aucun doute là-dessus, ces deux pays sont les Etats-Unis d’Amérique et le Qatar. Les tueurs qui ont tirés sur les manifestants sont en effet les premiers snipers. Un ami français, qui connait bien son métier, m’a dit qu’il y avait une quinzaine de professionnels en opération en Tunisie depuis le 1er décembre 2010. Ils étaient de nationalités différentes, dont des bosniaques, des polonais et des roumains munis de passeports norvégiens et suédois. Ces snipers étaient des mercenaires qui ont été recruté par une « entreprise » anglaise sous contrat avec le Qatar. Certains ont été arrêtés par nos forces de police et tout de suite après le départ de Ben Ali, ils ont été relâchés par l’armée sous les ordres du général Rachid Ammar, sous prétexte qu’ils étaient des touristes venus pour chasser le sanglier. Chasser du sanglier au mois de décembre dans un pays déjà à feu et à sang, en plein Tunis, circulant en voitures de location, avec un matériel bien sophistiqué : des fusils d’assaut équipés de jumelles optiques à infrarouge !!! 

     

T.S- Ce que vous dites est très grave parce que cela laisse entendre que les snipers qui ont tué les premiers manifestants sont des mercenaires étrangers payés par le Qatar –les islamistes pourraient donc avoir un lien avec cette affaire-, que Rachid Ammar les a laissé quitter la Tunisie et que Ben Ali n’a jamais donné d’ordre pour tuer les manifestants.



M.H- C’est exactement ce que je dis et que j’affirme. Ben Ali, que je n’avais pas cru au départ, n’a jamais donné de tels ordres, ni à l’armée, ni à la police, ni à la garde présidentielle. J’ajouterai qu’il n’y avait pas que des snipers étrangers à avoir froidement abattu nos compatriotes. Il y avait aussi des tireurs d’élites, qui appartenaient à un corps de l’armée nationale et non pas du ministère de l’Intérieur. Je dis aussi que Rafik Haj Kacem et Mohamed Lamine El-Abed dont personne ne parle, sont absolument innocents. Je dis aussi que dans les faits, l’armée n’était pas sous le commandement de Ridha Grira mais de Rachid Ammar. Je dis que des militaires ont tué des policiers, comme d’ailleurs en janvier 1984. Quant à l’implication des islamistes, je n’ai aucune preuve pour l’affirmer mais rien ne m’étonne de ces gens là. L’histoire le dira. 



T.S- Monsieur Haddad, vos révélations signifient que du début à la fin, la révolution tunisienne a été un complot. Il s’est bien passé autre chose à part ces faits très graves, des Tunisiens qui se sont réellement soulevés ?

    

M.H- Vous me semblez si surpris ! Vous croyez sincèrement qu’on peut faire une révolution avec des téléphones portables, des ordinateurs et quelques leaders cyberactivistes qui transmettent en temps réel les événements à Al-Jazeera, dont la moitié du staff stratégique, technique et rédactionnel était composée par des tunisiens islamistes ! Oui, c’est de cette manière qu’a commencé dans notre pays ce que vous appelez révolution. Le ressentiment social, la haine de certaines familles, la pauvreté et le chômage, la trahison de certains partis et organisations nationales ont fait le reste. Laissez-moi vous rappeler que le complot contre la Tunisie est une réplique exacte du complot contre l’Iran en juin 2009. Vous souvenez-vous de Neda Agha Soltan, une jeune de 27 ans abattue d’une balle entre les yeux, qui est devenue l’icône des émeutes que les Américains n’ont pas réussi à transformer en révolution ? Savez-vous qui l’avait abattue ? Un sniper d’origine bosniaque vivant à Londres. Il a été arrêté et exécuté à Téhéran avec deux autres complices. Comment ont commencé les émeutes en Iran ? Par la mobilisation des cyberactivistes. Plus proche de nous, le cas syrien, où les manifestations étaient au départ pacifistes. Mais cela n’était pas suffisant pour déstabiliser le régime, alors ont a envoyé des mercenaires payés par le Qatar pour cibler quelques manifestants et en faire endosser la responsabilité aux Chabbiha, comme ils disent. Mêmes procédés en Egypte et au Yemen. En fait, l’enjeu principal c’est que le sang coule pour galvaniser les manifestants contre leurs gouvernements et créer ainsi un processus irréversible qui bascule en anarchie, ensuite en révolution. Lisez les manuels de Feedom House et de l’Open Society et vous comprendrez mieux ce que je viens de vous dire. 



T.S- Vous dites dans votre livre avoir rencontré votre collègue américain auprès de l’UNESCO, l’ambassadeur David Killion. Qui a demandé cette entrevue et dans quel but ?



M.H- Oui, je l’ai rencontré le 15 janvier 2011 et c’était à ma demande. Je voulais sonder ce collègue avec lequel j’avais d’excellents rapports, avoir ne seraient-ce que des bribes sur leur intention en Tunisie. Après lui avoir clairement fait entendre que j’avais l’intime conviction sur le rôle que son pays a joué dans la déstabilisation de la Tunisie, ce à quoi il a tout simplement répondu « vous avez tout à fait raison monsieur l’ambassadeur », je lui ai demandé « Pourquoi la Tunisie, les Etats-Unis sont un pays ami ? Votre administration était favorable à Kamel Morjane, qui devait assurer l’ouverture démocratique après le dernier mandat de Ben Ali ? ». Il m’a répondu, « C’est exact, la possibilité était envisagée, mais vous savez cher collègue, monsieur Morjane n’a pas toujours fait preuve de souplesse à notre égard, ni à Genève où je l’ai personnellement connu, ni lorsqu’il occupait de hautes fonctions au sein des Nations Unies ». Il ne m’apprenait rien sur la personnalité de Kamel Morjane, patriote et fils de patriote, mais j'en ai tout de suite déduit que leur plan de relève était les islamistes, comme en novembre 1987. Sans perdre mon sang froid diplomatiques, je lui ai dit que le pays de Bourguiba ne méritait pas une telle affliction. Détournant le regard en saisissant sa tasse de café, j’avais senti sa gêne. Je ne reproche pas à ce collègue de se plier à la Raison d’Etat de son pays, mais je reproche aux miens d’avoir bradé à vil prix les intérêts supérieurs de la Tunisie.   



T.S- Qu’avez-vous fait par la suite ?



M.H- J’ai immédiatement informé Kamel Morjane, qui était mon ministre ainsi que Mohamed Ghannouchi. Persuadé que nos amis français ne comprenaient pas très bien ce qui se passait en Tunisie et qu’ils n’étaient pas encore au courant des intentions américaines, j’ai informé Henri Guaino, le conseiller spécial de Nicolas Sarkozy. Je le connaissais déjà depuis 2005, grâce à Philippe Séguin auquel il doit sa carrière. Lorsqu’il m’a reçu à l’Elysée, je lui ai dit que la France et les Etats-Unis n’ont pas les mêmes intérêts en Tunisie et au Maghreb en général, que l’islamisme modéré est une imposture, que la Tunisie ne mérite pas de basculer dans l’islamisme, que tôt ou tard celui-ci finira par les affecter ici même en France, que les forces de progrès et les démocrates ont besoin du soutien de la France…Henri Guaino m’a dit qu’il partageait mon analyse, qu’il transmettrait à son président, mais que celui-ci était déjà sous l’influence de Bernard-Henri Lévy. C’est quelques semaines après que j’ai réalisé que la Libye était une cible franco-qatarie. Je sais maintenant que le plan de destitution de Khadafi dormait dans les tiroirs de l’Elysée depuis octobre 2010. 



T.S- Et aujourd’hui, quelle est la position des Français par rapport à la situation en Tunisie ? Ils ne sont tout de même pas contents de voir les islamistes au pouvoir ?



M.H- Dans les relations internationales, les Etats n’ont pas d’amis mais des intérêts. Faisant fi des leçons de l’Histoire et du testament de De Gaulle, le gouvernement français pense pour le moment que l’intérêt de la France est dans la sous-traitance et le paquetage de la géopolitique anglo-américaine. On l’a vu en Libye, pays dont les médias n’évoquent plus les horreurs actuelles ; on le voit très clairement en Syrie où la France des droits de l’homme et de la laïcité soutient les forces de l’obscurantisme wahhabite et du terrorisme benladien. Se livrer avec autant de zèle à la destruction du seul pays laïc de la région où les chrétiens et les autres minorités sont des citoyens à part entière ; couvrir d’une cire droit-de-l’hommienne les futures génocides ! A travers la Syrie, c’est l’Iran qui est visée, et à travers l’Iran, c’est le rôle de la Russie et de la Chine qu’on veut contenir. Il s’agit d’une guerre par procuration qui a déjà fait des milliers de morts. Par rapport à la Tunisie, les Français jouent la realpolitik : on compose avec les nouveaux maitres de la Tunisie. Ce qui m’écœure le plus, ce n’est pas la position de l’Etat, qui est un monstre froid comme partout dans le monde, mais l’attitude de certains intellectuels et spécialistes du monde arabe qui, de manière pharisienne et intrinsèquement raciste, vous expliquent que l’islamisme traduit une culture « respectable » et que les Frères musulmans en Tunisie, en Egypte ou en Syrie ne sont pas si dangereux qu’on le croit. Nous verrons leur attitude lorsque l’islamisme frappera à leurs portes. 



T.S- C’est une menace ?



M.H- Non, de la prospective. L’islamisme est une idéologie messianiste et universaliste. Il ne s’arrêtera pas à la rive Sud de la Méditerranée. Certains musulmans croient que par la baraka de Barack Obama, l’heure du triomphe de l’Islam et de la souveraineté d’Allah sur l’univers est arrivée. Je dis à mes amis Français d’y prendre garde et de mettre en accord stratégique leur politique étrangère et leur politique intérieure. La première finira tôt ou tard par avoir des conséquences désastreuses sur la seconde.        



T.S- Nous arrivons au terme de cette interview et nous aimerions savoir ce que vous pensez de Ben Ali.



M.H- Les onze premières années de son règne, je me suis violemment opposé à sa politique inutilement répressive. De 2002 à 2011, j’ai défendu ce qui était défendable dans sa politique et critiqué ce qui était contestable. Réformiste et légaliste, je croyais à la démocratie par le gradualisme et par l’éducation, qui est le secret du développement des nations. Avec ce parcours d’opposant puis de rallié à l’Etat, je pense que Ben Ali a été un patriote qui a vaillamment servi la Tunisie, au sein de l’armée nationale, au sein du ministère de l’Intérieur et à la tête de l’Etat. Du point de vue patriotique, l’ensemble de la classe dirigeante actuelle n’arrive pas à la cheville de Ben Ali. Il a réussi à sauver le pays des comploteurs islamistes en 1987, mas il a échoué en 2011. En 23 ans de pouvoir, il a réussi à hisser la Tunisie en tête des pays émergeants, alors qu’il avait hérité en 1987 d’un pays en totale faillite économique. Il a préservé tous les acquis de l’ère bourguibienne, notamment le Code du statut personnel. Il a maintenu le cap sur la Modernité que le père de la Nation, Habib Bourguiba a tracé. Il a multiplié les universités, réalisé de grands projets en termes d’infrastructures et de superstructures. Il a résisté aux ingérences étrangères sous couvert d’atteintes aux droits de l’homme, mais à des fins d’utilitarisme mercantiliste et d’intérêts géopolitiques. 



T.S- Et la corruption, et la pauvreté et le chômage ?



M.H- Sans doute, mais maintenant que les traitres et les mercenaires sont arrivés à leur fin et que la propagande islamo-gauchiste a produit ses effet, il va falloir établir le véritable bilan de l’ancien régime. Ce n’est pas ici que je vais le faire, mais sachez d’abord que vous ne trouverez nul par au monde un pays exempt de corruption. Selon le rapport 2009 de Transparency International, sur 180 pays, la Tunisie était classée 62eme. En 2010, la Tunisie occupait la 59eme place, c’est-à-dire meilleure classement que la Turquie, l’Italie, le Brazil, la Chine, la Thaïlande…Le dernier rapport de Transparency International (2012) classe la Tunisie révolutionnaire et puritaine au 75eme rang ! Dans les années quatre vingt, 38% des Américains vivaient sous le seuil de pauvreté. Selon les statistiques de 2010, 47 millions d’Américains vivent dans la pauvreté. Ne parlons pas de certains pays arabes, africains ou même européens, comme la Roumanie, le Portugal, la Grèce ou l’Espagne. Si au chômage, il y avait des solutions magiques, il n’y aurait pas 6 millions de chômeurs en France. Les démagogues ont persuadé les tunisiens qu’ils sont pauvres parce que l’ancien régime les a dépouillé, qu’il suffit de prendre aux riches et de donner aux pauvres, que c’est à l’Etat de créer des emplois, que Ben Ali entassait l’argent chez lui… En 2010, tous les indicateurs financiers et économiques de la Tunisie étaient au vert. Aujourd’hui, ils sont tous en berne, avec 1  million 200000 chômeurs. Ce n’est donc pas sur ces questions là que je blâmerai Ben Ali, qui a fait ce qu’il a pu avec les moyens d’un petit pays comme la Tunisie. Je lui reproche quatre fautes majeurs : il n’a pas été jusqu’au terme du processus démocratique- 2009, c'était le mandat de trop-, il a tué la liberté d’expression, il a laissé se métastaser le cancer de la corruption dont les Trabelsi étaient la figure emblématique, comme avant eux les frères Eltaïef, il n’a pas su garder comme alliés la gauche et les libéraux, qui sont allés renforcer les rangs de l’opposition islamiste.



T.S- Mais les islamistes ont toujours été majoritaires en Tunisie en cas d’élections véritablement démocratiques ?



M.H- Ce n’est pas tout à fait exact. Ce fut le cas sous Bourguiba avec un PSD essoufflé et une classe politique divisée par la guerre de succession. En 23 ans, Ben Ali avait réussi à éradiquer le cancer islamiste et pas seulement par la répression, comme on l’a souvent prétendu. La répression a duré quatre ans, de 1991 à 1995 et c’est le radicalisme de Ghannouchi qui en est responsable. Par la suite, l’éradication du cancer islamiste s’est faite progressivement, par les réformes sociales et économiques, par la réforme des manuels scolaires courageusement menée par le défunt Mohamed Charfi, par les différents mécanismes de solidarité nationale…En 2010, l’islamisme était déjà politiquement mort en Tunisie. Je peux vous assurer qu’il ne restait plus autour de Rached Ghannouchi qu’une trentaine de personnes, restés fidèles beaucoup plus par intérêt financier que par conviction idéologique. Quasiment tous les exilés étaient rentrés et dans les prisons, il ne restait plus de nahdaoui mais quelques dizaines de terroristes membres d’Al-Qaïda. Deux mois avant la « révolution du jasmin », Habib Mokni, avec plusieurs de ses fidèles, m’a demandé d’intervenir auprès de Ben Ali pour une réconciliation et un retour définitif en Tunisie. Je l’ai fait, comme pour tant d’autres islamistes ou non islamistes entre 2003 et 2009. L’islamisme était donc mort en Tunisie et c’est le Qatar et les USA qui l’ont ressuscité, en Tunisie et partout dans le monde arabe.

       

 T.S- C’est notre avant-dernière question : pourquoi selon vous Ben Ali refuse t-il de parler et de dire certaines vérités comme vous venez de le faire avec nous ? 



M.H- Parce que Ben Ali n’est pas exilé politique en terre sainte, mais prisonnier des Américains en Arabie Saoudite. Une prison dorée peut-être, mais privé de parole et de liberté de déplacement. Ce n’est évidemment pas le même destin que Saddam Hussein, qui a été emprisonné dans la base américaine de Doha avant son transfert et son exécution à Bagdad. 



T.S- Quels sont vos regrets et comment voyez-vous l’avenir de la Tunisie ?



M.H- En janvier 2011, j’ai tout fait pour alerter mes compatriotes sur les périls qui les guettaient. Plutôt que d’être ambassadeur à l’UNESCO, éloigné de la Tunisie, je regrette de n’avoir pas été un général ou un colonel de notre glorieuse armée pour faire avorter le complot contre les Tunisiens et contre la souveraineté de mon pays. Comme souvent dans l’histoire des coups d’Etats et des révolutions téléguidées, Ben Ali a été trahi. Je regrette et je souffre de voir mon pays régresser jour après jour et d’assister au naufrage de tout un peuple. Je souffre de voir certains Etats étrangers se comporter en Tunisie comme dans un pays conquis. Il m’arrive souvent d’avoir honte d’être tunisien lorsque je vois les bédouins du Qatar nous dicter notre politique et s’approprier les fleurons de nos entreprises. J’ai honte de voir des idéologies d’un autre âge subvertir l’esprit de mes compatriotes et gangréner un corps social que Bourguiba a purifié du charlatanisme religieux. Pour l’avenir, je ne suis pas du tout optimiste. Nous étions en tête des pays émergeants, promis à un avenir démocratique après l’éclipse de Ben Ali. Nous sommes aujourd’hui à l’avant-garde des pays intégristes, promis à un avenir totalitaire. Notre futur dépendra du peuple tunisien qui a été lui-même trahi par son élite, et en qui vit et survit la volonté de demeurer libre, moderne et souverain chez lui. Le redressement de la Tunisie ne se fera pas sans la résurrection du nationalisme tunisien, celui d’Abdelaziz Thaalbi, d’Habib Bourguiba, de Salah Ben Youssef, d’Ali Belahouane, de Farhat Hached, de Sliman Ben Sliman, de Tahar Sfar…Pour moi, la Tunisie est sortie des entrailles du bourguibisme et tant qu’elle n’y reviendra pas, elle sera un enfant adultérin.Mon dernier regret porte sur cette élite intellectuelle qui s’est transformée en théoricienne de la « révolution ». Des professeurs de droits, d’histoire, de sociologie, de sciences politiques se sont mis à expliquer aux Tunisiens que leur révolution est inégalable et que les islamistes sont plus patriotes et plus honorables que les destouriens et les grands commis de l’Etat. L’Histoire pardonnera aux ignorants leur ignorance, mais ne pardonnera jamais aux savants leur indigence. Bientôt, lorsque les armes vont parler, cette élite embourgeoisée regagnera sa tanière, où elle a hiberné 23 ans durant. Il ne restera plus alors que les irréductibles, ceux pour lesquels l’honneur de la Tunisie est plus précieux que leur vie. Dans ce combat ultime, j’y serai…si Dieu me prête vie.        
http://www.tunisie-secret.com


Propos recueillis par Karim Zmerli, Lilia Ben Rejeb et F.B  

Lire la première partie de l'interview de Mezri Haddad : La Tunisie a perdu sa souveraineté et la guerre civile la guette

mardi 22 octobre 2013

صفحة منشورات البلسم للتربيّة و التعليم


من أجل تمكيننا من خدمة أبناءكم و تحسين صورة اللّغة العربيّة في المهجر بصفة عامّة و أوروبا و أمريكا بصفة خاصّة ساهموا في التعريف بهذه الصفحة في كلّ مكان شاكرين لكم حسن قبولكم لدعوتنا مسّبقا.

https://www.facebook.com/pages/Collection-Belsem/126679840841886

dimanche 13 octobre 2013

أحوار وطني أم هي محاولة انقلاب مفضوحة !؟ّ


 أحوار وطني  أم محاولة انقلاب مفضوحة !؟ 
لقد شاهدت البارحة برنامج  ( شكرا على الحضور ) في القناة الوطنية الأولى ، و هالني ما سمعت و ما رأيت و خاصة من طرف خميس قسيلة القيادي في حزب نداء تونس و التّجمعي سابقا عندما يقول أن الحوار الوطني  ليس شيئا آخر غير  خارطة الطريق   المقترحة من الرّباعيّة الرّاعيّة للحوار . وعند استماعي للسّيد خميس كسيلة و هو يعرّف لنا مفهوم الحوار الوطني تبيّن لي أنّ تعريفه و تعريف جماعته للحوار ليس هو تعريفنا  و لا فهمنا للحوار.   فتعريف السيد خميس و جماعته للحوار الوطني بدا لي بكلّ بساطة  تعريفا شاذّا و مشوّها بكلّ المقاييس . فالحوار بالنسبة إليه هو خارطة الطريق المزعومة ، فهي بالنّسبة إليه كلّ لا يتجزأ، و لمن أراد أن ينخرط في هذا الحوار فعليه أن يعمل بهذه الخارطة ككلّ أو يتركها ككلّ( بلا زيادة و لا نقصان ) حسب تعبيره. كلام خطير يصدر عن رجل يدّعي أنّه ديمقراطي و حداثي. كلام يستبطن فرض واقع جديد لا صلة له بالشّرعيّة و الإرادة الشّعبية الّتي أفرزتها انتخابات 23 أكتوبر 2011.  و ما استنتجه من هذا الكلام ، من دون لفّ أو دوران، أنّ خارطة الطريق هي الآلية الّتي تفتقت عنها عبقرية  أركان الثّورة المضّادة و من لفّ لفهم لفرض انقلاب ناعم على الإرادة الشّعبية لا يكلّف مهندسيه خسائر و لا تضحيات ( في الأرواح و العتاد) !
إنّ الإمضاء على ما يسّمى بخارطة الطريق، وليس الحوار الوطني، هو انسحاب من ساحة المعركة و خيانة للشّعب و التفاف على الثّورة .
إن بلادنا الغاليّة تونس لا تستحق أن ندفع بها إلى المجهول ، و أنّ ثورة 14 جانفي 2011  رائدة ثورات الرّبيع العربي هي أكبر و أشرف و أكرم من هذا المصير البائس الذّي تريد قوى الثّورة المضادة أن تصنعه و تفرضه علينا بأساليب استبدادية غدت معروفة لا صلة لها بالدّيمقراطيّة و الشّرعيّة و دولة القانون و المؤسسات و نحن متفرجون و مفعول بنا دون أن نحرك ساكنا.
نحن قوم مسالمون و لا نريد اصطناع المعارك الوهمية التّي يكون الرّابح فيها خاسرا مسبّقا، و لكن إذا ما فُرضت علينا معارك و خاصة منها تلك الّتي تستهدف كرامتنا و عزّتنا فإنّنا نفضل ألف مرة الموت و نحن واقفون صامدون نذود عن المبادئ و القيّم العالية و ندافع عن العزّة و الكرامة من الموت و نحن مستسلمون خانعون لا نحرّك ساكنا .
واختم قولي متوجها إلى السّيد خميس قسيلة و أمثاله : ( الحمدلله أنّ كلّ يوم يمرّ تنكشف فيه نواياكم الخبيثة أكثر ، و لتعلموا أنّ خارطة الطريق ليست قرآنا ( و عليكم أن تبّلوها جيّدا و تشربوا ماءها )، وأنّ الرّباعيّة المزعومة ليست معصومة )، و لا هي في حقيقة الأمر راعية للحوار الوطني بل هي راعية للحمير اللاّوطني كما نطق بذلك السّيد عبدالسّتار موسى واحد من أكبر أزلام النّظام السّابق.
 مصطفى عبدالله و نيسي/ باريس

8 أكتوبر 2019

vendredi 11 octobre 2013

خفايا و أسرار ثورة 14 جانفي 2011

الأولى

14 ملف: 14 جانفي 2011 .. 14 جانفي 2013 –


دور المخابرات الأجنبية في صنع "ملحمة" 14 جانفي

علي السرياطي يتحدث لـ «الصباح الأسبوعي» عن :تحذيرات المستشار الأمني لساركوزي.. وآخر مكالمة مع رشيد عمار وإرسالية محمد الغرياني...
بن علي كان سيصفي مجموعة الطرهوني لتحرير أصهاره!
ونحن نحيي الذكرى الثانية للثورة التي اطاحت بالنظام السابق يوم 14 جانفي 2011 هذا التاريخ الذي لايزال يحمل في ثناياه عدة ألغاز ولم يتم بعد الكشف عما حدث فعلا منذ طلوع فجر الرابع عشر من جانفي 2011.
ولأن العديد من الذين يعلمون ماجرى فعلا في ذلك اليوم ولم يبوحوا بعد بأدق تفاصيل تلك الساعات.. كان لا بدّ من البحث والتدقيق.. "الصباح الأسبوعي" لم تجد أفضل من الذي كان ملازما للرئيس "المخلوع" ومؤمنا لسلامته وحمايته ونعني بذلك المدير العام السابق للأمن الرئاسي علي السرياطي ليمدنا بأكثر التفاصيل عما حدث في ذلك اليوم..
سمير نجل علي السرياطي حملناه مسؤولية ايصال 3 أسئلة لوالده قصد الاجابة عنها اذ كان لديه استعداد لذلك (ونعني بذلك والده) فرحب بالمقترح على أمل ان يعود لنا بعد ظهر يوم الخميس الفارط بالاجابة عن اسئلة حول ماهي الاتصالات التي اجراها زين العابدين بن علي ومن اتصل به قبل مغادرة البلاد؟ وحول السيناريو الذي كان لدى زين العابدين بن علي لو لم يغادر البلاد؟
وكذلك الدور الذي لعبه وزير الدفاع رضا قريرة على امتداد يوم 14 جانفي 2011؟
ـ قبل الاجابة عن اسئلتنا اعلم علي السرياطي نجله سمير بأن اعضاء من الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان يترؤسها محمد عطية كانوا خلال يوم الاربعاء في زيارته للاطمئنان على وضعه بالسجن وقد رفض علي السرياطي الادلاء بأية معلومة قبل خروجه من السجن. وقد وعده الوفد بأنهم سيولون مسألة جراية التقاعد التي لم تصل زوجته منذ جانفي 2011 الاهمية اللازمة.
هكذا بدأ سمير حديثه الينا بعد لقاء والده علي الذي امده بالاجابة عن أسئلتنا لننقلها بدورنا على لسان علي السرياطي حيث يقول:
ـ "بخصوص الاتصالات لابد من الاشارة اولا الى ان معلومات تلقاها بالقصر يوم 12 جانفي وبالتحديد الرئيس زين العابدين بن علي وبعدها بلغت شخصي عن طريق مروان مبروك. وهذه المعلومة تخص التحضير لانقلاب وقد علم مروان مبروك بذلك عن طريق المستشار الأمني لساركوزي. هذه المعلومة أخذت مأخذ الجد وهو ما جعل اعوان الحرس الرئاسي بداية من 13 جانفي في وضع استنفار 12 ساعة على 12 ساعة. كما تم تطويق القصر بحزام أمني متكون من عناصر من الجيش لحماية المكان وكذلك الوحدات الخاصة للحرس.
اما في خصوص يوم الجمعة 14 جانفي فلا أزال اتذكر محتوى الارسالية التي وصلتني من محمد الغرياني منذ الساعة 7 صباحا والتي اعلمني من خلالها بأن جماعات من حركة النهضة تستعد للقيام بزحف نحو القصر على الساعة الحادية عشرة. وقد ذكر لي في اخر الارسالية ان هذه المعلومات قد تحصل عليها من الفايس بوك".
ويقول محدثنا ايضا: "مع حلول الساعة الثالثة بعد الظهر علم الرئيس بأن هناك مجموعة من الطرابلسية قد تم ايقافها بالمطار وقد ذكر لي في هذا الخصوص بأن الامر قد اصبح خطيرا لكن مع ذلك فقد اكد لي ان ذلك ليس من مسؤوليتنا بل هو من مشمولات وزير الدفاع الذي طلب منه تحرير الطرابلسية ولو كان ذلك باستعمال القوة. ثم طلب مني أن ارافق افراد العائلة ومحسن رحيم في اتجاه السعودية عندها طلبت من الكتابة مدي بجواز سفري وكذلك الشأن لمحسن رحيم. وعلى الساعة الرابعة وصلت القصر معلومة عن طريق قاعة العمليات للأمن الرئاسي ان هناك طائرة هيليكوبتر تحوم حول القصر هذه المعلومة لم تصل الى الرئيس لكنه علم باقتراب زورقين بحريين من محيط القصر بالقرب من سيدي بوسعيد.. وقد سبق وان علمنا ان هناك حوالي 5000 متظاهر بجهة الكرم باتجاه القصر وفي الساعة 16 و15 دقيقة أعلمت الرئيس بكل هذه التطورات وقد صادف هذا اللقاء وصول ليلى وحليمة ومهدي بالقايد بعد مغادرتهم قصر سيدي الظريف ناقشت الوضع الخطير مع الرئيس بحضورهم. ورغم ذلك فانه تمسك بما كان متفقا عليه وهو مرافقتي للعائلة مع بقائه بالقصر. لكنني ألححت عليه بأن يرافقنا الى المطار لتوديع افراد العائلة كما اعتاد في الحالات العادية ثم العودة إلى القصر فوافق على ذلك.
ويضيف محدثنا قائلا: "على الساعة 16 و35 دقيقة غادرنا القصر في اتجاه المطار العسكري ثم على الساعة 17 و05 دقائق اتصلت برشيد عمار لأسأله عما يجري في المطار المدني فأعلمني ان هناك حالة تمرد من طرف القوات الخاصة للشرطة والحرس الوطني عندها لم يكن امامي سوى اجبار بن علي على صعود الطائرة لتفادي ما قد ينجر من المواجهات التي من المحتمل حدوثها بين الفينة والاخرى خاصة ان كل المؤشرات تؤكد ان هناك تحركا منظما ومسلحا عندها اقتنع الرئيس بخطورة الوضع واحس بالخوف "خاف على روحو وعلى عايلتو". وعلى الساعة 17 و47 دقيقة: أقلعت الطائرة. من جهة أخرى قال علي السرياطي: "أما في خصوص سيناريو ما كان سيقدم عليه الرئيس لو انه ظل بالبلاد فهذا أمر يصعب التكهن به لكن مع ذلك وبجمع المعلومات والمؤشرات التي احاطت بأحداث يوم 14 جانفي 2011. لن يكون امامه من حل سوى التعجيل بالقضاء على المجموعة التي تحتجز الطرابلسية التابعة لفرقة مكافحة الارهاب ومنها تحرير اصهاره باعتبار أن ما حصل بالمطار يعتبر خيانة عظمى بالنسبة إليه".
 غرسل عبد العفو
         
قائد الطائرة الرئاسية قلق.. حليمة تبكي وليلى تجمع علب «الماكياج»!
قائد الطائرة الرئاسية شيخ روحو كان غير مرتاح للرحلة خاصة ان ضيق الوقت لم يمكنه من الحصول على مخطط الطيران والمسار الجوي الذي سيقع اتباعه، الا أن الموجودين بجانب "المخلوع" طلبوا منه الاقلاع في انتظار تحديد المسار والاتصال ببرج المراقبة لكن ليلى فاجأتهم بسؤال: "حول ما اذا من الضروري الاقلاع بمخطط الطيران؟.." وقالت: نذهب الى جربة ثم نتوجه حيث نريد"..
 وهذه التخمينات والاسئلة أدت الى كثرة التأويلات حول وجهة بن علي وعائلته خاصة ان الطائرة ظلت تحلق فوق جربة الى حين الحصول على موافقة الليبيين لدخول اجوائها والاتصال بطاقم الطائرة لتمكينه من عبور الاجواء الليبية وكان الاتفاق على تبليغ ابراج المراقبة بأن الطائرة تقل عائلة الرئيس السابق دون الاشارة الى وجوده بجانبها.
بن علي كان كثير الاتصال بالوزراء والمسؤولين وايضا كثير التردد على غرفة القيادة اذ اعلم في البداية الطاقم انه يريد العودة مباشرة بعد نزول عائلته ثم في ما بعد طلب من الطاقم قضاء الليلة قبل أن يعود معه صباحا لكن قائد الطائرة عندما شاهد ما حدث على قناة الجزيرة بمطار جدة انتابه الشك وظل يتصل ليسأل عن موعد عودته وامكانية انتظاره الى ان وقع اعلامه بضرورة مغادرة جدّة في اتجاه تونس وحل في 15 جانفي وكان شيخ روحو آخر من شاهد الرئيس السابق قبل أن يبقى هناك.
كانت الاجواء مضطربة داخل الطائرة والطاقم قلق لكن بن علي أخفى حزنه وخوفه وواصل التصرف كرئيس فبعد ان علم بكلمة محمد الغنوشي تغيرت معطيات كثيرة وكانت حليمة تبكي وتتساءل ان كان سيقع استقبالهم استقبالا عاديا أو سيرفضون لانه ليس بحوزتهم جوازات سفر.. واما ليلى وفي خضم تلك الاجواء فقد طلبت من المضيفة أن تجمع لها كل المساحيق وعلب الماكياج الموجودة بغرفة التجميل في الطائرة.
 عبد الوهاب .ح.ع
         
سائق يخت بلحسن يعيد "مليارا" للبلاد
إلياس بالرابح لم يتردد اسمه كثيرا منذ يوم 14 جانفي إلا أنه دفع ثمن انتمائه لشركة "كرطاقو" -التابعة لبلحسن الطرابلسي كقائد يخت- باهظا، فقد قضى 3 أشهر و20 يوما في السجن.
لكن العارفين بأهمية ممتلكات بلحسن الطرابلسي يعتبرون إلياس ودون تخطيط قد ساهم في حفاظ تونس اليوم على يخت تفوق قيمته الميار من مليماتنا.. وذلك بعد أن نجح في العودة به إلى أرض الوطن وحمايته إلى أن وصل ميناء سيدي بوسعيد فجر يوم 17 جانفي بعد أن غادره قبل 3 أيام وعلى متنه كافة أفراد عائلة مؤجّره بلحسن الطرابلسي.. إلياس بالرابح نجح في العودة باليخت من "تراباني" إلى أرض الوطن رغم صعوبة المهمة، لتتمّ محاكمته بشهر سجنا وبخطية بنفس المبلغ التي تمّ حجزه لديه باعتبار التهمة الموجهة إليه وهي إخراج عملة دون ترخيص.
 غرسل بن عبد العفو
         
هل وقع «التلاعب» بمسار الثورة ؟
حكومتا محمد الغنوشي وقائد السبسي متهمتان
هل وقع العبث «بمسرح» جرائم نظام المخلوع لطمس الحقائق؟
هل يمكن أن نجزم اليوم أن النظام البائد انتهى فعليا وعمليا مساء 14 جانفي 2011 بهروب بن علي؟ قطعا، لا يمكن الجزم بذلك لأنه فعليا استمرت البلاد في "قبضة" رموز نظامه الى حين نجاح القصبة 2 خاصّة، والتحرّكات الشعبية آنذاك التي عرفت بتحرّكات تصحيح مسار الثورة في الإطاحة بمحمد الغنوشي الوزير الأوّل لبن علي ورئيس الحكومة بعد الثورة وإجباره على تقديمه لاستقالته,ليعيّن فؤاد المبزّع، رئيس مجلس النواب الذي اضطلع بمهام رئيس الجمهورية عشية الإطاحة ببن علي،الباجي قائد السبسي أحد ألمع وزراء بورقيبة والذي تقلّد زمن حكمه عديد الحقائب الوزارية..الى حين اجراء انتخابات المجلس التأسيسي وتكوين حكومة "الترويكابعد ذلك..
اليوم بعد عامين من الثورة ورغم تغيّر ملامح المشهد السياسي بالكامل وبقطع النظر عن الصعوبات التي تمرّ بها البلاد فان هناك عديد الأسئلة التي تطرح حول ملفات تورّط النظام السابق ورموزه في عديد ملفات الفساد وحول آلية المحاسبة التي هي حجر الأساس في الثورات ولبنة الانتقال الديمقراطي الحقيقي.. فالشعوب لا يمكن أن تتصالح مع تاريخها إذا لم تقف على حقائق ما جرى وتحاسب من أخطأ في حقه لتتحقّق بعد ذلك المصالحة..
ملفات التورّط تباع على الرصيف
 أجمع كل المراقبين أن مشروع العدالة الانتقالية والذي تتم على ضوئه المحاسبة والمصالحة تأخّر ممّا ينبغي وهو ما يفسّر الفوضى التي نعيشها اليوم، فرموز الفساد انخرطوا في تلميع صورتهم بنسق حثيث وحاشية بن علي -والتي يمثل بعضهم-اليوم أمام القضاء تبدو ملفاتهم "واهية" ولا تتجاوز الإدانة في حقهم بعض قضايا المخدّرات أو الزطلة وفي أقصى الحالات تهم بعدم دفع معاليم ديوانية متخلّدة بالذمة..
لكن ملفات التورّط التي تثبت فعليا كيف تغلغل الفساد في الدولة جعل حاشية بن علي تنهب ثروات البلاد وتنازع المواطن في قوته لما يناهز ربع قرن تبدو الأدلة والبراهين حولها واهية أو غير موجودة لأن أكثر الحقائق طمست.. عبد الرؤوف العيادي أمين عام حركة وفاء المنشقة عن حزب المؤتمر والذي تتمسّك حركته بالمحاسبة قبل المصالحة ذكر في برنامج تلفزيوني أنه ليست هناك نية أو ارادة سياسية للمحاسبة بل اتجاه جمعي لطي صفحة الماضي وفسخ وطمس معاليم جرائم المخلوع وأن أرشيف وزارة الداخلية الصندوق الأسود-لحقبة بن علي "السوداء" أتلف كغيره من الأرشيف ناهيك وأن العيادي ذكر أن ملف وزير التعليم العالي المنصف بن سالم والذي احيل بمقتضاه على مجلس التأديب لم يجد له أثر عندما تولّى مقاليد وزارة التعليم العالي وقد اتهم العيادي صراحة أنه زمن قائد السبسي اشتغلت الإدارة بديناميكية كبيرة لطمس الحقائق وإتلاف ملفات الإدانة وقد ذكر أن هناك موظفة بوزارة الشؤون الاجتماعية كشفت له أن هناك ملفات تثبت تورّط أصحابها بيعت بـ3 الاف دينار.. وكلام العيادي لم يجانب الصواب باعتبار أنه إلى اليوم ورغم الحكومة الشرعية لم تطرح قضايا جادة للمحاسبة وللوقوف على الحقيقة..
مؤسسات الدولة الكبرى تتخلص من "تركة الفساد"
 بعد الثورة بأشهر أطلقت الجمعية التونسية للمتصرفين في الأرشيف صيحة فزع إزاء ما يحدث لأرشيفات الدولة من تلف وإحراق وانتهاكات مست الوثائق الإدارية ومهنة الأرشيفيين وحتى أخلاقيات العمل الأرشيفي أمام صمت رهيب لمؤسسة الارشيف الوطني المؤتمنة على حماية الوثائق وحفظها وتتبع من يتسبب في إتلافها قانونيا، فمنذ 14 جانفي 2011 عملت الجمعية على استصدار بيان وضحت فيه رؤيتها وخلال الثورة وأمام ما تم من إحراق للوثائق وإتلاف على خلاف الصيغ القانونية لطمس الحقائق طالبت الحكومة المؤقتة آنذك , باستصدار مرسوم رئاسي للحراسة القضائية على الملفات.. وقد راسلت الجمعية الأرشيف الوطني وأبلغت عن الانتهاكات دون جدوى وقد طالبت مرارا الحكومة بتحمل مسؤولياتها وكذلك المديرة العامة للأرشيف الوطني بالتنحي نظرا لتقاعسها وتسترها عن جلب أرشيفات التجمع والبوليس السياسي ووكالة الاتصال الخارجي.. باعتبارها وزيرة سابقة في نظام المخلوع.. كما طالبت التدخل العاجل من رئيس المجلس الأعلى للأرشيف بالإذن للجهات القضائية المختصة بفتح تحقيقات في مختلف التجاوزات والانتهاكات التي تعرضت لها الوثائق العمومية بعديد الهياكل الراجعة بالنظر للدولة على غرار وثائق المجلس الدستوري ووكالة الاتصال الخارجي ومؤسسة التلفزة والديـوانة والبوليس السياسي..
ورغم ذلك لم تلتفت الحكومة إلى هذه "الاستغاثة" وأتلفت وثائق حساسة وطمست الحقيقة إلى الأبد.. وكل ما سبق ذكره يعزّز فرضية أن جزءا هاما من الإدارة والمتورّط في فساد النظام السابق استغل حالة الوهن التي كانت عليها الدولة قبل انتخابات المجلس التأسيسي لطمس كل ملفات التورّط.
 منية العرفاوي
       
لعبة كراسي.. إسهال حزبي.. صحافة مجاري.. وتعويضات..للثورة غنائم.. ومتمعشون
 تعني الغنيمة لغة "الفوز بشيء دون مشقة"، وأثبتت تجارب العالم سعي العديد إلى التمعش من الثورات، وتونس بدورها إحدى هذه الدول التي تنطبق عليها نفس التجربة فقد باتت البلاد بمختلف مؤسساتها وأركانها بمثابة كعكة المرطبات التي يتسابق العديد نحو الحصول على قطعة منها. فماهي حصيلة غنائم ثورة 14 جانفي بعد مرور عامين على اندلاعها؟ ومن هي الأطراف المتمعشة من هذه الثورة؟
 لعلّ الأحزاب التجمعية الموجودة اليوم على الساحة السياسية هي المتمعش الأول من الثورة التونسية ولم تتنازل عن "حقها" في البروز، فبعد أن تمّ حلّ حزب التجمع الدستوري الديمقراطي في شهر مارس 2011، أصبحنا اليوم أمام عدد من الأحزاب التجمعية التي عادت من الشباك. كما أصبحنا أمام إسهال حزبي ولم يفوّت بعضها فرصة التمعش من انتخابات 23 أكتوبر، فالقانون الانتخابي يلزم الأحزاب التي لم تحصل على 3% من الأصوات بإعادة القسط الثاني من الدعم والذي صرفته الدولة قبل نهاية الحملة الانتخابية بعشرة أيام.
 لكنّ عديد الأحزاب لم ترجع إلى اليوم القسط الثاني من الدعم واستثمرته في مشاريع تجارية، لتصبح بذلك الانتخابات «مصدر» تمويل مشاريع تجارية بالنسبة إلى البعض من الوصوليين المتمعشين الذين لا يقدرون حتى على فهم واقع البلاد السياسي.
 لكن هذه الطفرة الحزبية ذات «الهالة» الكاذبة لم تكن الغنيمة الوحيدة لثورة 14 جانفي، بل تعتبر التعددية النقابية كذلك إحدى غنائم الثورة. صحيح أن التعددية تصنف ضمن أهم مكاسب الثورة وهي مظهر إيجابي من مظاهر الديمقراطية الحقيقية، لكننا لا نتحدّث هنا عن النقابات الفاعلة والتي جلبت مكاسب حقيقية لمنخرطيها وإنما نتحدث عن نقابات لا تحمل من العمل النقابي سوى الاسم والتي تتحرك وفقا لأجندة لا تخدم منخرطيها وإنما تخدم مصالح سياسية أو شخصية ضيقة وتهدف أحيانا أخرى إلى ضرب وحدة الصف النقابي.
"إعلام" لـتبييض أموال وسياسيين
 باتت حرية الإعلام ميزة القطاع الأساسية والتي اعتبرها العديد من متتبعي الشأن الوطني مكسب الثورة الوحيد، لكن المشكل يكمن في وجود البعض من السياسيين ورجال الأعمال الذين استكثروا هذه النعمة على الراغبين في خدمة القطاع والنهوض به ووظفوا أموالهم في بعث وسائل إعلامية لا تمتّ للإعلام بصلة وإنما تسعى إلى التأسيس لصحافة صفراء أو ما تسمى كذلك بصحافة المجاري، فقد تمعش بعض أصحاب رؤوس الأموال من مكسب حرية الإعلام واعتبروه غنيمة يسعون من خلالها إلى تبييض تاريخهم.
 المناصب الحكومية باتت هي الأخرى منذ انتخابات 23 أكتوبر غنيمة يسعى السياسيون خاصة من أحزاب الترويكا إلى اقتسامها أو الاستحواذ عليها بمفردهم، فكل حزب يرى في نفسه الأجدر لتسيير البلاد، وقد تسببت المحاصصة الحزبية والترضيات السياسية في ارتفاع عدد المقاعد الوزارية أو ما يسمى كذلك بـ"المقاعد ذات رتبة وزير" دون أن يكون لها أي جدوى، والحكومة نفسها أقرت بذلك منذ أن أعلنت عن إجراء تحوير وزاري منذ شهر جويلية الماضي، وإلى اليوم لم يقع الحسم في هذا التحوير بسبب عدم رغبة معظم الوزراء في مغادرة كراسيهم الوزارية بسبب الغرور والعظمة الزائفة ورفض الاعتراف بفشلهم.
1300 متمعشا من «جراح» الثورة
 صرح وزير الصحة عبد اللطيف المكي منتصف أفريل الماضي بالكشف عن شبكة لمروجي شهادات طبية مزورة تتضمن تواريخ سابقة يتم تسليمها الى جرحى مزعومين أصيبوا إبان أحداث الثورة، وقد صرحّ المكي بتمتع 1300 شخص بامتيازات الجرحى "بفضل" حصولهم على شهائد طبية مزورة، ليتبين بذلك عدم تفويت بعض المواطنين والأطباء كذلك لفرصة التمعش من الثورة، ناهيك عن سعي البعض إلى التمعش من تعويضات العفو التشريعي العام.
البوعزيزي جلب غنيمة لزملائه
 كلنا يعلم أنّ الثورة قامت على شعار «شغل، حرية، كرامة وطنية», ومن الطبيعي أن يطالب المواطن بحقه في حياة كريمة، لكن بتنا اليوم نجد أنفسنا أمام اعتصامات واحتجاجات متكررة منها ما هو مبالغ فيه أحيانا، وهو ما يجرنا إلى الحديث عن بعض المعتصمين أو المحتجين الذين لا يفوتون فرصة التمعش من وفاة محمد البوعزيزي. فقد امتنع عدد من التجار عن دفع الضرائب والالتزام بالتسعيرة المحددة قانونا وسط رفض قاطع للتعامل مع أعوان التراتيب بتعلة أنّ الثورة قامت على إثر ضرب عون تراتيب لشاب تونسي، فبتنا نجد أنفسنا أمام باعة "ثائرين" وأعوان خائفين.
 من حقّ كل مواطن تونسي عيش حياة كريمة ومن حقه الاحتجاج للمطالبة بحقه، لكن لا للتمعش والعيش دون بذل أي مجهود.. من حقّ أيّ حزب أن يطمح إلى تسيير شؤون الدولة وأن يكون الحزب الحاكم في البلاد، لكن لا للمحاصصة الحزبية والتهافت على الكراسي دون تقديم أي نتيجة عملية ناجعة.. من حقّ كل مواطن أن ينعم بالتعددية النقابية الفاعلة لكن لا للتعددية الزائفة والساعية لضرب وحدة الصف النقابي.. كل هذه "الحقوق" وغيرها باتت اليوم وللأسف غنائم لثورة لم تتحقق أهدافها بعد.. ليبقى مصير البلاد مجهولا في ظل بقاء المتمعشين.
 خولة السليتي

mercredi 9 octobre 2013

La vie politique en Tunisie





أصبح اللاعب السياسي الأول:الاتّحـــــاد... الحكيـــمُ والحكــمُ...
09 أكتوبر 2013 | 09:15
مثّل الاتحاد العام التونسي للشغل، خلال جولات الحوار التي سبقت الامضاء يوم السبت الفارط على خارطة الطريق، الحلقة الرئيسية التي مكّنت الفرقاء من التحاور والتقارب... الاتحاد. وكما كان دأبه دوما، لم يتأخّر لحظة في المشاركة مرّة أخرى، لصنع قارب النّجاة... للبلاد.
بقلم فاطمة بن عبد الله الكرّاي
تونس ـ الشروق :
الاتحاد العام التونسي للشغل، هذا الهيكل النقابي الذي مازال يثير الجدل والتساؤل، عن سرّ صموده وبقائه، عمودا فقريا للحراك الوطني ـ السياسي، سوف يحيي يوم 20 جانفي القادم الذكرى الـ 68 لميلاده... اليوم، وانطلاقا من هذا الدور الذي أنيط بعهدته، من أجل اخراج البلاد من عنق الزجاجة، يجدّد الاتحاد العام التونسي للشغل، مصافحة مع التاريخ الوطني للبلاد، عندما عزم على لعب دور سياسي، غيّرت مبادرته من خلال هذا الدور، كامل المشهد السياسي، معطيات ومتطلبات.
انطلقت كلمة الأمين العام حسين العباسي، يوم السبت في افتتاح مؤتمر الحوار الوطني، ببيت شعر للمتنبي: «على قدر أهل العزم تأتي العزائم»... وكان الايحاء من هذه الكلمات، أن الاطراف السياسية التي انخرطت في هذا الحوار من أجل انقاذ تونس، واخراجها من عنق الزجاجة، هي من أطراف من «أهل العزم» ومن «أهل الكرام» كما يقتضيه ويقوله عجز هذا البيت...
لمدّة تقارب الستين يوما، بدا الاتحاد العام التونسي للشغل، كما العمود الفقري للبلاد... وللوطن... فهو الذي «يسوس» وفق نظام داخلي لم يتغير جوهر نصفه منذ بعث الشهيد فرحات حشاد و«رفاقه»، هذا الهيكل النقابي سنة 1946، يسوس قرابة الـ 50 ألف مسؤول نقابي، وهو الذي يتمتّع بتسعة آلاف هيكل نقابي، ويحتكم على ميزانية قد يصل قوامها الـ 12 مليارا (مليم) سنويا...
والحقيقة، لم ير التونسيون، بعد الأزمات المتتالية التي مرّت بها البلاد، بعد انتخاب المجلس الوطني التأسيسي في 23 أكتوبر 2011، وتبوّؤ «الترويكا» المكوّنة من أحزاب المؤتمر والنهضة والتكتّل، لم ير أحد منا أمرا لافتا، أو غير مرغوب، عندما تقدّم الاتحاد العام التونسي للشغل، نحو البلاد والوطن، وتحمّل مصيره بكل شجاعة وحكمة...
هذه الجولة الجديدة للحوار الوطني، جاءت على خلفية جلسات وحوارات ماراطونية، تحمّل فيها الاتحاد وزر النقد والانتقاد... وتحمّل خلالها الاتحاد، اتهامات، كان بالامكان، لو لم تتحلّ القيادة بالحكمة، لعصفت تلك النعوت والهجومات على المركزية النقابية، بكامل الحوار الوطني وهو في المهد...
سؤال أساسي رافق هذا الاداء الصادر عن الاتحاد العام التونسي للشغل، في هذه المرحلة بالذات، ويهم السؤال مدى انخراط الاتحاد في الشأن العام، طوال تاريخه المتواصل منذ عهد الاستعمار المباشر الى عهدي بورقيبة وبن علي وصولا الى تونس ما بعد الثورة...
فإذا كان السؤال المركزي يتمحور حول ماهية هذا الانخراط ومتى؟ فإن جردا بسيطا للمحطّات الوطنية التي كان فيها الاتحاد حكما وحكيما... ونازعا لفتيل أزمة سياسية بالبلاد، يمكن أن يؤكّد مقدّمة مفادها أن المركزية النقابية، التي ولدت هيكلا وطنيا اجتماعيا مناضلا عهد الاستعمار، مثّل الى جانب القوى السياسية المنتظمة ضمن أحزاب سياسية وتيارات فكرية تقدمية، أساس الحراك الوطني باتجاه الاستقلال... إذ ما كان «يُسمح» به للنقابي لم يكن يسمح به عهد الاستعمار للسياسي.
وهنا تنبئنا صفحات التاريخ، بأن النضال الوطني الحقوقي، لدى كبرى الهيئات الدولية نقابية كانت (السيزل) أو أممية (الأمم المتحدة بكل منظماتها ذات الصلة) تقاسمه الزعماء السياسيون من بورقيبة وصالح بن يوسف مع الزعماء النقابيين، فرحات حشاد ومحمود المسعدي وأحمد بن صالح...
من ذلك أن التعريف بالقضية التونسية كان بالتداول بين أيدي زعماء النقابة وزعماء السياسة...
وما إن حلّت سنة 1956، واتفاقية 20 مارس للاستقلال، حتى كانت للاتحاد العام التونسي للشغل وثيقته الاقتصادية والاجتماعية، والتي نبعت من الميدان، ميدان انتشار الاتحاد على كامل تراب الجمهورية، مما حدا ببورقيبة «الزعيم» وبورقية الرئيس في ما بعد، الى اعتماد الوثيقة، خيارا رسميا لمؤتمر الحزب الحر الدستوري سنة 1955 بصفاقس، فقد كان الاتحاد مستعدا للاستقلال الداخلي، وحزب الدستور لم يكن جاهزا بعد..
في بداية الستينات، لم يكن خيار الاشتراكية والتعاضد، قد أضفي على الحزب الحاكم، هكذا بلا أسس، بل إن زعماء الاتحاد العام التونسي للشغل كانوا وراء هذا التوجّه.. فتواصلت المسيرة، لبناء الدولة الوطنية، وكان الاتحاد دوما، يلعب دورا أساسيا في بسط وتبنّي الخيارات السياسية الوطنية.
الاتحاد العام التونسي للشغل، حمل على كتفيه وفي كل محطة وطنية، وزر الخروج من الأزمة، ووزر النهوض بالبلاد.. حتى أن فترة السبعينات وما وصلت إليه من احتقان في 26 جانفي 1978، كانت في نظر الملاحظين، هي المحطة المزدوجة للوصول وللانطلاق في آن واحد، كما الشأن يوم السبت المنقضي 5 أكتوبر الجاري، كيف؟
ما من شكّ أن مؤسّستي البنك العالمي وصندوق النقد الدولي، قد عرفتا فترة السبعينات من القرن الماضي، نفضا لكل غبار علق بالمؤسسات الرأسمالية والامبريالية، من حيث أن فترة الستينات التي تميّزت بالتحرّر الوطني في عديد البلدان، واكتساح نمط الانتاج الموجّه (ذي بعد اشتراكي) كافة البلدان الخارجة من الاستعمار المباشر لتوّها.
هنا، بدأت سنوات السبعين تراكم لمطالب أخرى، هي أقرب للفردانية L›individualisme، وبالتالي فقد لاحت الى جانب تقويض المناويل الليبرالية للتنمية، مطالب بحرية الكلمة وحقوق الانسان..ونتذكر أن الاتحاد العام التونسي للشغل الذي وصل الى محطة اللاعودة، في جداله الاجتماعي مع حكومة نويرة (الانفتاحية) ركب بسرعة قطار حرية الكلمة والاعلام وحقوق الانسان، من خلال «حربوشة» محمد قلبي رحمه اللّه، ومن خلال إيوائه لمناضلي الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان الى حدود الاعتراف بها هيكلا مستقلا..
لم يكن الاتحاد غائبا عهد بن علي ولكنه لم يكن حاضرا في مستوى التزام القيادة المركزية بالحراك..
فإضافة الى استقبال بعض هياكل الاتحاد ووجوه من المكتب التنفيذي بعض الفعاليات حول العراق وفلسطين، فإن الشأن الوطني بقي في مراوحة من الاتحاد.. حتى جاءت أحداث الحوض المنجمي في 2008 وبدأ الفرز للخنادق التي يتموقع فيها الاتحاد على أساس قيادات وأسماء وليس الهيكل برمّته.. ونذكر جميعا أنه كلما تأزمت الأمور يستدعي بن علي الأمين العام للاتحاد (السحباني ثم جراد) فيقف «حمار الشيخ في العقبة» ذلك ان المركزية النقابية ملزمة في اتخاذ قراراتها بنظام داخلي وهيئة إدارية.. تماما كما وقع في الحوار الوطني الحالي..
هذا دون ان نُغفل كيف رفض الاتحاد الانخراط في الانتخابات النيابية والرئاسية عهد بن علي، ورفض كذلك الانخراط على عكس المنظمات الوطنية الأخرى في منظومة مجلس المستشارين (الغرفة الثانية) التي أوجدها نظام بن علي سنة 2005.
الاتحاد العام التونسي للشغل، مارس دور الحكيم والحكم في ما أرادت له بعض الأطراف ان يكون الخصم والحكم حتى تكون عملية إفشال الحوار الوطني، مستندة إلى أسس نقدية سليمة.
الاتحاد لم يمنح هؤلاء فرصة الانقضاض على الزلات... فكان ان اتخذ القرار الصعب في أوج الغضب الشعبي والحزبي والحقوقي والمدني، على إثر اغتيال الشهيد محمد البراهمي، بأن أقرّ مبادرة لا تستجيب لمطالب الأغلبية في الشارع وفي المشهد السياسي، حين تملّك الغضب الجميع وقرّروا: «ارحل» للحكومة والتأسيسي..
كان قرارا صعبا، رأى فيه المعارضون لحكومة «الترويكا» خذلانا لهم حين أقرّت مبادرة الاتحاد الابقاء على التأسيسي.
فقد كان لزوما تهدئة الأجواء وعدم الدفع بالبلاد نحو المجهول..
الاتحاد الحكم والحكيم، بالتأكيد أنه لا يمكن ان يرضي جميع الأطراف.. لكن الثابت انه يرضي الوطن.. ويرضي نسق التاريخ..
فالحكمة تقتضي الصبر ودور الحَكم يتطلب الكثير من الشجاعة ورباطة الجأش.


أحوار وطني أم انقلاب فاضح !؟
لقد شاهدت البارحة برنامج ( شكرا على الحضور ) في القناة الوطنية الأولى ، و هالني ما سمعت و ما رأيت و خاصة من طرف خميس قسيلة القيادي في حزب نداء تونس و التّجمعي سابقا عندما يقول أن الحوار الوطني ليس شيئا آخر غير خارطة الطريق المقترحة من الرّباعيّة الرّاعيّة للحوار . وعند استماعي للسّيد خميس كسيلة و هو يعرّف لنا مفهوم الحوار الوطني تبيّن لي أنّ تعريفه و تعريف جماعته للحوار ليس هو تعريفنا و لا فهمنا للحوار. فتعريف السيد خميس و جماعته للحوار الوطني بدا لي بكلّ بساطة تعريفا شاذّا و مشوّها بكلّ المقاييس . فالحوار بالنسبة إليه هو خارطة الطريق المزعومة ، فهي بالنّسبة إليه كلّ لا يتجزأ، و لمن أراد أن ينخرط في هذا الحوار فعليه أن يعمل بهذه الخارطة ككلّ أو يتركها ككلّ( بلا زيادة و لا نقصان ) حسب تعبيره. كلام خطير يصدر عن رجل يدّعي أنّه ديمقراطي و حداثي. كلام يستبطن فرض واقع جديد لا صلة له بالشّرعيّة و الإرادة الشّعبية الّتي أفرزتها انتخابات 23 أكتوبر 2011. و ما استنتجه من هذا الكلام ، من دون لفّ أو دوران، أنّ خارطة الطريق هي الآلية الّتي تفتقت عنها عبقرية أركان الثّورة المضّادة و من لفّ لفهم لفرض انقلاب ناعم على الإرادة الشّعبية لا يكلّف مهندسيه خسائر و لا تضحيات ( في الأرواح و العتاد) !
إنّ الإمضاء على ما يسّمى بخارطة الطريق، وليس الحوار الوطني، هو انسحاب من ساحة المعركة و خيانة للشّعب و التفاف على الثّورة .
إن بلادنا الغالية تونس لا تستحق أن ندفع بها إلى المجهول ، و أنّ ثورة 14 جانفي 2011 رائدة ثورات الرّبيع العربي هي أكبر و أشرف و أكرم من هذا المصير البائس الذّي تريد قوى الثّورة المضادة أن تصنعه و تفرضه علينا بأساليب استبدادية غدت معروفة لا صلة لها بالدّيمقراطيّة و الشّرعيّة و دولة القانون و المؤسسات و نحن متفرّجون و مفعول بنا دون أن نحرّك ساكنا.
نحن قوم مسالمون و لا نريد اصطناع المعارك الوهميّة التّي يكون الرّابح فيها خاسرا مسبّقا، و لكن إذا ما فُرضت علينا معارك و خاصة منها تلك الّتي تستهدف كرامتنا و عزّتنا فإنّنا نفضل ألف مرة الموت و نحن واقفون صامدون نذود عن المبادئ و القيم العالية و ندافع عن العزّة و الكرامة من الموت و نحن مستسلمون خانعون لا نحرّك ساكنا .
واختم قولي متوجها إلى السّيد خميس قسيلة و أمثاله : ( الحمدلله أنّ كلّ يوم يمرّ تنكشف فيه نواياكم الخبيثة أكثر ، و لتعلموا أنّ خارطة الطريق ليست قرآنا ( و عليكم أن تبّلوها جيّدا و تشربوا ماءها )، وأنّ الرّباعيّة المزعومة ليست معصومة )، و لا هي في حقيقة الأمر راعية للحوار الوطني بل هي راعية للحمير اللاّوطني كما نطق بذلك السّيد عبدالسّتار موسى واحد من أكبر أزلام النّظام السّابق.
مصطفى عبدالله و نيسي/ باريس