Articles les plus consultés

jeudi 13 mars 2014

الاستفتاء و تأجيل عمليّة الإصلاح !

إقبال ضعيف على استفتاء النهضة وتخوفات من سقوط رؤوس كبيرة

Mar 29, 2014
تونس -بوابة افريقيا الإخبارية
أكدت مصادر داخل  حركة النهضة أنّ نسبة الاقبال على الاستفتاء الذي ينظمه الحزب بخصوص مقترح تأجيل موعد عقد المؤتمر الاستثنائي لم تتجاوز عتبة 15% من القواعد المحلية والجهوية وذلك إلى حدود مساء اليوم السبت 29 مارس  وفق ما أورده موقع حقائق اونلاين ٠
وعزت ذات المصادر ضعف نسبة الاقبال على الاستفتاء إلى وجود حالة من التبّرم والامتعاض من أداء قيادة الحركة في علاقة بالمواقف الرسمية المتخذة إزاء القضايا السياسية المحورية المرتبطة بمستقبل البلاد.
ومن المنتظر أن تختم غدا الاحد فعاليات هذا الاستفتاء الداخلي حول تأجيل موعد المؤتمر الاستثنائي إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية المرتقبة عوضا عن الصائفة القادمة.
ووفرت حركة النهضة 300 مكتب اقتراع في مختلف المدن التونسية اضافة الى 27 مكتبا بالخارج على أن يتم التصويت إلكترونيا في حين ينتظر أن يتم الإعلان عن النتائج يوم الخميس 3 ابريل المقبل على ان يتم تخصيص يومي الاثنين والثلاثاء القادمين لتقديم الطعون أو رفض النتائج في المكاتب
يذكر انّ رئيس الحركة راشد الغنوشي كان قد صرّح بأنّ استفتاء أبناء الحزب يعكس ممارسة ديمقراطية وعملية ناجحة في كلّ الاحوال نافيا ما يراج حول وجود انشقاقات وانقسامات داخلية. كما أبرز أنّ هذا الحدث يمثّل جزءا من عملية تعبئة لقواعد النهضة التي شدّد على أنّها أكبر وأعرق حزب سياسي في البلاد .
من جهته قال الإعلامي والمحلل السياسي نورالدين المباركي أن الاستفتاء الداخلي الذي تنظمه حركة النهضة الحسم في تأجيل المؤتمر الاستثنائي من عدمه هو في الأصل استفتاء لترحيل الحسم في الخلافات الداخلية الى ما بعد الانتخابات المقبلة في تونس ٠
وأضاف الإعلامي انه في مؤتمر النهضة خلال يوليو 2012 تم الاتفاق على ترحيل النقاط الخلافية التي قد تفجر الحركة من الداخل الى مؤتمر استثنائي صائفة2014.
 وكانت ابرز النقاط الخلافية الحارقة مسألة تقييم المواجهة بين الحركة والنظام السابق في فترة تسعينات القرن الماضي وتحديد الأطراف التي دفعت الى المواجهة وتحميلها جزءا منمسؤولية ما تعرضت له الحركة من محاولات استئصال وسجن وتهجير قياداته او أعضائها وأنصارها٠
هذه النقطة الخلافية ، يضيف الإعلامي ، احتلت مساحة كبيرة من الجدل وكشفت وقتها أن التقدم في تفكيكها سيساهم في اضعاف الحركة و سقوط رؤوس قيادية منها٠
وأضاف الإعلامي أن هذا الاستفتاء الذي تروج النهضة انه تكريس للديمقراطية الداخلية هو في الأصل ينطبق عليه المثل القائل " مكره أخاك لا بطل

الاستفتاء الداخلي لحركة النهضة ... مُكره أخاك ..لا بطل




Samedi 29 Mars 2014
نورالدين المباركي

اذا أردنا تسمية الأشياء بمسمياتها ، نقول إن الاستفتاء الداخلي الذي تنظمه حركة النهضة للحسم في تأجيل المؤتمر الاستثنائي من عدمه ، هو في الأصل استفتاء لترحيل الحسم في الخلافات الداخلية الى ما بعد الانتخابات المقبلة في تونس .
في مؤتمر جويلية 2012 ، تم الاتفاق على أن النقاط الخلافية التي قد " تفجر الحركة من الداخل " يجب ترحيلها الى مؤتمر استثنائي ( صائفة 2014) ، لأن الحركة منشغلة بتوفير أرضية نجاح تجربتها في الحكم ، وان فتح الملفات الخلافية خاصة الحارقة من شأنه أن يُضعف وحدة الحركة في مواجهة تحديات الحكم .


ومن أبرز هذه النقاط الخلافية الحارقة ، مسألة تقييم المواجهة بين حركة النهضة و النظام السابق في فترة التسعينات ، وتحديد الأطراف التي دفعت الى المواجهة وتحميلها جزء من مسؤولية ما تعرضت له الحركة من محاولات استئصال و سجن و هجرة قياداتها و أعضائها و أنصارها.
تيار داخل النهضة مازال الى اليوم يعتقد أن تقييم مرحلة التسعينات ، لا يجب أن تمر دون تقييم ومحاسبة ، محاسبة كل من دفع في اتجاه المعركة غير المتكافئة بين النظام السابق و الحركة.



هذه النقطة الخلافية احتلت مساحة كبيرة من الجدل في مؤتمر جويلية 2012 ، وكشفت وقتها أن التقدم في تفكيكها سيُساهم في اضعاف الحركة و سقوط رؤوس قيادية بعضها يتحمل مسؤوليات حكومية في حكومة الترويكا ، هذا طبعا الى جانب بعض القضايا الخلافية مثل الفصل بين السياسي والدعوي ، اذ يعتقد شق من حركة النهضة أن الحركة انغمست في الشأن السياسي و أهملت احدى أهم ركائز الحركة الاسلامية أي الجانب الدعوي .

ربما كان في تقدير مؤتمر جويلية 2012 أن حكومة الترويكا التي مثلت حركة النهضة عمودها الفقري ستتقدم في انجاز المرحلة الانتقالية ، خاصة انجاز الانتخابات البرلمانية نهاية 2013 ، لكن أداء حكومتي الترويكا و متغيرات الواقع ، اسقطت هذا التقدير ، وتم ترحيل الانتخابات ( مبدئيا) نهاية 2014، مما حصر حركة النهضة في زاوية : من ناحية هي مطالبة بتطبيق أحد مقررات مؤتمر جويلية 2012 أي عقد مؤتمر استثنائي في صائفة 2014 ، ومن ناحية ثانية أسباب ترحيل الحسم في الخلافات الداخلية مازالت قائمة و العنوان هذه المرة استعدادات الحركة للانتخابات المقبلة.
لا يبدو أن المشاورات الداخلية التي تمت للتوافق حول الخروج من هذه الزاوية قد أفضت الى نتائج ملموسة ، والمسألة هنا لا تتعلق بقوة المبررات لتأجيل المؤتمر الاستثنائي أو عقده في موعده ، انما بشبه التساوي بين عدد أنصار كل مقترح ، مما دفع لخيار الاستفتاء لحسم الخلافات التي طرحت في مؤتمر 2012، يُضاف اليها الخلافات في تقييم تجربة الحكم ، وهي خلافات حقيقية .
حركة النهضة تسوق لهذا الاستفتاء انه تكريس للديمقراطية الداخلية ، وذهبت صحيفة " الفجر" الى اعتباره درس لكل الأحزاب العربية في الديمقراطية الداخلية ، لكنه في الأصل ينطبق عليه ذلك المثل " مُكره أخاك لا بطل".

      الاستفتاء وتأجيل عمليّة الاصلاح!
الاستفتاء في سياقه الرّاهن الّذي تريد بعض الأطراف المتنفذّة داخل قيادة حركة النّهضة  فرضه على المناضلين لا يعدو أن يكون مجرّد عمليّة لتأجيل  مهمّة التقويم و المساءلة و إعادة ترتيب البيت الدّاخلي. و هو إجراء   يذكرنا بتقاليد بالية كان يهرول إليها نظام الاستبداد لتكريس هيمنته على البلاد و العباد.  و هو في حقيقته استخفاف و ضحك على الذّقون لأنّ  نتائجه معلومة مُسبّقا و معلوم الطرف  المستفيد منها. وهو إجراء  و لئن بدا في ظاهره ديمقراطيّا و خاصّة بالنّسبة لمن لا يعرف هذه الحركة من الدّاخل ، إلاّ أنّه  في جوهره  إجراء استبدادي و إقصائي و التفاف على مكاسب حركة ضحّت أجيال كثيرة من أجل بناءها  و تأسيسها بكلّ ما هو غالي و نفيس ، و هذا ما يعرفه جيّدا المناضلون الصّادقون و العارفون و المواكبون لمسيرة هذه الحركة  الطّويلة التي تمتد لأكثر من ثلاثة عقود . و هو عمليّة مدروسة و حلقة أخرى من حلقات التأجيل الّذي لن ينتهي لعملية التقييم و التقويم و المساءلة و قول الحقيقة بحلوها و مرّها. و هو تمكين لقيادة فشلت في إدارة شؤون الحركة قبل الثورة لولا ألطاف الله   ، وفشلت في قيادة البلاد بعد الثورة ، فلم تتعامل مع السّلطة بمسؤولية و لم تقدّر حجم انتظارات المواطنين الذّين ثاروا من أجل الحرّية و الكرامة و العدالة الاجتماعيّة. فالاستفتاء بهذا المعنى سادتي الكرام ليس إجراء ديمقراطيّا لأن
الدّيمقراطيّة ، من شروطها الأساسية الشفافية و الصّدق و تحمّل المسؤوليّة و التجدّد و إتاحة الفرصة للآخرين و خاصة منهم الشّباب لتحمّل المسؤوليّة  و ردّ الاعتبار للمناضلين الصّادقين الّذين هُمشوا لا لشيء إلاّ لأنهم اختلفوا مع القيادة في أمور تُعدّ فرعية و جزئيّة في كيفيّة إدارة الصّراع مع نظام الاستبداد . و المقصود بالقيادة في هذا السّياق هي قيادة الحركة بالمهجر فيما قبل الثّورة.
قيادة سارت بنا من فشل إلى فشل و فوّتت على التونسيين موعدا مع التّاريخ و لكنها مع كلّ ذلك  تصور لنا في كلّ مرّة الفشل نصرا و السّذاجة حكمة ، و آخر هذه الانتصارات المزعومة كان التخلي عن الحكم و التنازل عند شروط  أباطرة الثّورة المضادة . و نحن نعلم علم اليقين أن هذا التنازل لم يكن اختيارا و إنّما كان تحت الضّغط و الاكراه ، و لو كان هذا التّمشي اختيارا استراتيجيا ، فلماذا لم يتم إثر اغتيال  شكري بلعيد لمّا اقترح السّيد حمادي الجبالي حكومة كفاءات وطنيّة مستقلة .
 الغريب في هذه القيادة أنّها رفعت شعارات الصّمود و المقاومة  و وصنفت شقّها المعتدل سياسيا بالإصلاحي  بل بالمتخاذل . و ها هو ذا الزّمان يدور دورته فتجد تلك القيادة الثّورية جدّا ، التّي أوصلها شعبنا إلى سدّة الحكم ، أمام إكراهات الواقع  محاصرة ، لا برامج لها و لا بدائل ، فتركب ما كان يطرحه شقّها المعتدل من حلول و معالجات ، ولكن دون وعي عميق و إيمان راسخ و أفق استراتيجي بعيد المدى . حلول عرجاء تبنتها قيادة حركتنا في الربع الأخير من زمن حكمها للبلاد نتيجة ضغوط و إملاءات  قوى خارجيّة و داخليّة مهينة . و هكذا أصبح، قانون تحصين الثورة بعد أن كان خطّا أحمر لا ينبغي تجاوزه ، خطّا رماديّا يحسن بنا التّخلي عنه ، و كذلك أصبح تيار أنصار الشريعة منظمّة ارهابية ، و كذلك الشّأن بالنسبة لتفعيل قانون الارهاب و القائمة تطول...
 و رغم خلافنا مع هذه القيادة في إدارة العديد من الملفات السّياسية ، إلاّ أنّنا فرحنا فرحا لا مزيد عليه يوم أن اختار الشعب التونسي هذه الحركة لقيادة البلاد في انتخابات23  أكتو2011  وساندناها إعلاميا و بذلنا لها النصح ، و هذا واجب  و دور كلّ مناضل ، و لكنّ  سكرة الحكم أعمت الكثير من إخواننا   فلم يصغوا لصوت العقل و لم يستمعوا  لنصح النّاصحين و لم يحترموا نضالات أنصارهم و محبيهم رصيدهم الحقيقي و الدّائم و اتخذوا منهم رهائن بحجة وحدة الصّف و التعاون على خدمة تونس و ارتموا في أحضان خصومهم التقليديين الّذين استقووا علينا بالخارج  و المال الفاسد و يتامى نظام بن علي .
لقد سلّمتكم الثورة أمانة قيادة البلاد ، فماذا فعلتم بهذه الثورة ، و ماذا أنجزتم  من أهدافها و مهامها ؟  ماذا تحقق من حرية و كرامة و عدالة اجتماعيّة و تنمية اقتصاديّة ؟
سلّمتكم الثورة قيادة البلاد، كما سلّمكم المناضلون و المؤسسون الأوائل قيادة هذه الحركة التّي أسسناها مع بعضنا بكل ما هو غالي و نفيس ، فرفقا بنا و لا تدفعوا بنا خارج هذا البيت المبارك( الاتجاه الإسلامي / حركة النّهضة ) الّذي بنيناه معا كما فعلتم مع الكثير من المناضلين السّابقين ، جزاكم الله خيرا . و ما نطالب به لأنفسنا نطالب به أيضا على مستوى آخر أوسع لشعبنا ، فلا تتخذوا من شعبنا رهينة لطموحاتكم السّياسيّة و الحزبيّة الضيّقة  باعتبار انتسابكم للمشروع الاسلامي الوسطي ، فقد ينتخبكم  مرّة ثانيّة ولكن ليس عن إيمان بما تطرحونه من برامج  و لا حبّا لكم  ولكن  ارتكابا لأخف الضررين ، و قطعا للطّريق عن العلمانيين و عملاء الخارج في بلادنا.
        فلا  تسيروا فينا سيرة من سبقكم من الظّالمين الذّين اغتصبوا إرادتنا ،لأنَّ استفتاءكم  لا يبشّر بخير و لا يعدو أن يكون مجرّد آلية لتكرار نفس التجارب السّابقة و تمكين نفس الرّموز من إدارة الحركة ، وهو الشجرة الملعونة التّي ستحجب عنّا رؤية الغابة  الجميلة ، ولا علاقة له بالدّيمقراطيّة و الشّفافية و حُسن النّوايا .
باريس 14 مارس 2014

مصطفى عبدالله ونيسي  

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire