أحزاب أمام الأمر الواقع:القبول ببرنامج نداء تونس.. للمشاركة في الحكومة

من المنتظر ان يكون مقياس تشريك الاحزاب في الحكومة القادمة وفق معيار اساسي وهام وهو مدى تناغم برنامج الحزب المشارك مع برنامج الحزب الاغلبي نداء تونس، ما قد يقصي بعض الاحزاب من المشاركة في هذه الحكومة..
تونس ـ الشروق:
خصص حبيب الصيد لقاءاته ومشاوراته السابقة مع مختلف الاطراف السياسية للنظر في مقترحاتها حول برنامج عمل حكومته في الفترة القادمة. فيما لم يقع التشاور الى حد الآن حول الاسماء التي يقترحها كل طرف، رغم أنه وقع خلال الفترة الماضية تداول عديد الاسماء لتولي الحقائب الوزارية دون ان يثبت بشكل رسمي حقيقة تلك التسريبات. لكن بالتوازي مع ذلك، ووفق ما صرحت به القيادية في حزب آفاق تونس ريم محجوب فان رئيس الحكومة المكلف حبيب الصيد بصدد تلقي ما يعرف بـ«السيرة الذاتية» (cv) لعديد الاسماء للنظر فيها.
مقياس
وفق مصادر مطلعة من المنتظر ان يبدأ حبيب الصيد في الحسم في مسالة الاسماء خلال الاسبوع القادم. لكن ذلك سيكون وفق مقاييس عديدة أهمها رؤية كل حزب للبرنامج الحكومي ليحدد من خلاله امكانية تشريكه في الحكومة. فنداء تونس متمسك بجانب كبير من برنامجه الانتخابي الذي اعلن عنه خلال حملة الانتخابات التشريعية وهو البرنامج نفسه تقريبا الذي اقتبس منه رئيسه الاسبق الباجي قائد السبسي برنامجه الذي ترشح به للانتخابات الرئاسية. ويرى شق بارز من نداء تونس ان برنامج حزبهم هو الافضل والاقرب لقيادة المرحلة القادمة ويرفضون ادخال تغييرات كبيرة عليه خصوصا على نقاطه الجوهرية.
وهذا من بين الاسباب التي قد تكون عجلت باستبعاد خيار «حكومة وحدة وطنية» التي كثر عنها الحديث في الفترة الماضية، لتعوضعها حكومة ائتلافية. فحكومة وحدة وطنية ستجعل من كل حزب مشارك التمسك ببرنامجه وهو ما لا يريده نداء تونس، كما يعتبر الخبراء ان تعدد البرامج واختلافها لا يتماشى وطبيعة المرحلة القادمة التي تستوجب التعجيل بتنفيذ برنامج تنموي وسياسي واحد عملي وواضح لا يقبل التجاذب والتفاوض خصوصا في المجال الاقتصادي وذلك للتعجيل بانقاذ البلاد من الوضعية الصعبة التي تمر بها.
برامج
ترى احزاب اخرى ان برنامج نداء تونس ليس مثاليا وانه يحتوي بعض الهنات ولا بد بالتالي من تعديله ببعض النقاط من برامجها. وهذا من بين الاسباب التي قد تجعل من حظوظ بعض الاحزاب للمشاركة في الحكومة القادمة ضئيلة لان برنامجها لا يتفق مع برنامج الحزب الاغلبي نداء تونس في بعض النقاط، وذلك مهما كانت قيمة وكفاءة الاسماء التي سترشحها. وكان القيادي بالجبهة الشعبية والأمين العام لحزب التيار الشعبي زهير حمدي قد ذكر امس في تصريح لاذاعة «شمس آف آم» ، أن الجبهة لا ترى نفسها في حكومة الحبيب الصيد لان برنامج عملها بعيد عن تصورات الجبهة. ومن جهة اخرى اعتبر حمدي ان برنامج الجبهة لا يتماشى ايضا مع برنامج احزاب اخرى التي قد تشارك في الحكومة.
حظوظ
بالاضافة الى الجبهة الشعبية يعتبر المختصون ان برنامج نداء تونس قد لا يتماشى بدوره مع برامج احزاب اخرى تطمح للمشاركة في الحكومة على غرار النهضة. وهو ما دفع بالبعض الى استبعاد فرضية تشريك النهضة في هذه الحكومة لهذا السبب. وبالنسبة لآفاق تونس والوطني الحر، فيبدو ان برنامجيهما هما الاقرب لبرنامج نداء تونس لذلك من المنتظر ان يأخذهما حبيب الصيد بعين الاعتبار لتشريكهما في الحكومة. والامر نفسه بالنسبة لاحزاب اخرى لها تمثيلية في البرلمان كحزب المبادرة الذي يطمح رئيسه كمال مرجان في حقيبة وزارية مثلما هو الحال بالنسبة لرئيس حزب الحركة الوطنية التوهامي العبدولي.
فاضل الطياشي
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire