صراع الأجنحة داخل حزب نداء تونس
تحسبهم جمـــــــــــيــــــعا و قلوبهم شتّى !
تونس ـ «الشروق»:
يعتبر نداء تونس من الاحزاب التي ادخلت نمطا جديدا في تشكيل الاحزاب في بلادنا حيث خرج عن السياق المألوف وتكون من تيارات متناقضة فكريا لا يجمعها الا الانخراط في المبادرة التي اطلقها المؤسس الاستاذ الباجي قائد السبسي، وتلك المكونات هي اليساريون والنقابيون والدساترة ومستقلون منقسمون كذلك الى يمينيين ويساريين.
تغير محاور الصراع
وبالرغم من التناقضات الفكرية الكبيرة بين مكونات نداء تونس الا ان الصراع بينها كروافد لم يدم طويلا حيث حسمت المسألة فيما بينها اثر الانتهاء من اعداد القائمات الانتخابية للانتخابات التشريعية السابقة والتي سبقها كذلك توسيع المجلس الوطني للحزب ليضم عددا من الطاقات الجديدة المنتمية لاحد المكونات.
اليوم يعيش الحزب على وقع صراع مختلف انطلق مع انتهاء الانتخابات التشريعية وفوز الحزب بالاغلبية وبرئاسة الجمهورية كذلك واستقالة مؤسسه قبل انتقاله الى قصر قرطاج، وتحول الصراع الى صراع بين أجنحة في الحزب يقود كل منها قيادي او اكثر من اجل فرض رؤيته لسياسة الحزب او لتشكيل الحكومة ولكيفية ادارة مرحلة ما قبل المؤتمر.
ومن ابرز الاجنحة التي ظهرت في المرحلة الاخيرة نذكر الجناح المدافع عن تعهدات رئيس الحزب السابق وينقسم الى قسمين قسم معه في قصر قرطاج ويقوده كل من رضا بالحاج المدير التنفيذي السابق لنداء تونس ومحسن مرزوق مدير حملة الانتخابات الرئاسية وهما يحاولان الحفاظ على الحزب حسب التصور الذي وضعه مؤسسه بالتنسيق معه طبعا.
والقسم الثاني في هذا الجناح يمثله في الحكومة الناطق الرسمي باسم الحزب الاستاذ لزهر العكرمي وفي البرلمان الاستاذ محمد الناصر وفي الحزب الاستاذ لزهر القروي الشابي وكل يحاول من مكانه لا تنفيذ تعهدات الباجي قائد السبسي فقط وانما تواصل النهج الجامع والتوافقي والمعتدل الذي وضعه للحزب.
ومن جهة اخرى نجد جناحا آخر يعتبر ان نداء تونس جاء كبديل للترويكا عبر الصندوق وانه لابد من الحفاظ على صفة البديل لذلك خاض معركة تشكيل الحكومة بعيدا عن تشريك حركة النهضة حتى النهاية وبالرغم من فشله في تلك المعركة الا انه يواصل محاولاته للحفاظ على صورة البديل السياسي وهنا نذكر وزير الخارجية والامين العام لحزب نداء تونس الاستاذ الطيب البكوش الذي حتى وبعد مشاركة النهضة في الحكومة عاد مرة اخرى ليطالب بعدم انتخابها في البلديات لكي لا يحل البرلمان.
المؤتمر سيكون حاسما
ويساند البكوش في هذا التيار بشكل غير متماسك كل من النائبين خميس قسيلة والنائب عبد العزيز القطي لكن بعد انتهاء كل معركة يعودون الى نقطة البداية بحثا عن ملف جديد للمحور الذي يمثلونه داخل الحزب.
الجناح الثالث في الحزب لا يمكن ان يمثل جناحا باتم معنى الكلمة فهو مجموعة ممن يحاولون بطريقتهم الحفاظ على التعامل الديمقراطي داخل الحزب وعلى احترام الهياكل الموجودة فيه ومعركتهم قانونية بالاساس فهم مختصون في القانون ويمكن ان نلقبهم بحراس احترام القانون داخل الحزب وهم الاساتذة عبد الستار المسعودي وتوفيق بوعشبة بالاساس.
ومن جهة اخرى هناك جناح لم يخرج بعد عن صراع الروافد كما لم ينخرط في صراع الاجنحة وهو الجناح الدستوري الذي يلتقي في كثير من الاحيان مع الجناح الذي يمثله حافظ قائد السبسي في الدفاع عن حظوظ الدساترة في الحزب وعن حقهم في تولى مناصب حكومية وقيادية في الحزب.
ويمثل هذا الجناح فوزي اللومي الذي يمثل كذلك جناحا ماليا داخل نداء تونس، وبين كل هذه الاجنحة نجد المدير التنفيذي الحالي للحزب بوجمعة الرميلي نقطة الارتكاز داخل الحزب الذي يحاول دائما من موقعه التخفيف من وقع الصراع وايصال الجميع الى نقطة توافق وربما تجلى ذلك في معركة «الاعتذار» الاخيرة.
اذن فنداء تونس قد انتقل من صراع الروافد بسلام لكنه دخل في مرحلة ليست غريبة عن الساحة التونسية وهي مرحلة صراع الاجنحة داخل الحزب، هي حالة صحية وتعبر عن التنوع الذي يعيشه الحزب ويمكن ان نقول من خلال متابعتنا للأحداث انها لن تقسمه وانما ستكون عنصرا من عناصر تطوره خاصة وانه تجاوز المحطات الصعبة وسيتفرغ غدا بعد انتخاب مكتبه السياسي الى اعداد مؤتمره الاول الذي سيكون نقطة مفصلية في تاريخ الحزب فهو اول اختبار داخلي حقيقي يمر به وسيكون مناسبة للتعرف على القوة الحقيقية لتلك الاجنحة
يعتبر نداء تونس من الاحزاب التي ادخلت نمطا جديدا في تشكيل الاحزاب في بلادنا حيث خرج عن السياق المألوف وتكون من تيارات متناقضة فكريا لا يجمعها الا الانخراط في المبادرة التي اطلقها المؤسس الاستاذ الباجي قائد السبسي، وتلك المكونات هي اليساريون والنقابيون والدساترة ومستقلون منقسمون كذلك الى يمينيين ويساريين.
تغير محاور الصراع
وبالرغم من التناقضات الفكرية الكبيرة بين مكونات نداء تونس الا ان الصراع بينها كروافد لم يدم طويلا حيث حسمت المسألة فيما بينها اثر الانتهاء من اعداد القائمات الانتخابية للانتخابات التشريعية السابقة والتي سبقها كذلك توسيع المجلس الوطني للحزب ليضم عددا من الطاقات الجديدة المنتمية لاحد المكونات.
اليوم يعيش الحزب على وقع صراع مختلف انطلق مع انتهاء الانتخابات التشريعية وفوز الحزب بالاغلبية وبرئاسة الجمهورية كذلك واستقالة مؤسسه قبل انتقاله الى قصر قرطاج، وتحول الصراع الى صراع بين أجنحة في الحزب يقود كل منها قيادي او اكثر من اجل فرض رؤيته لسياسة الحزب او لتشكيل الحكومة ولكيفية ادارة مرحلة ما قبل المؤتمر.
ومن ابرز الاجنحة التي ظهرت في المرحلة الاخيرة نذكر الجناح المدافع عن تعهدات رئيس الحزب السابق وينقسم الى قسمين قسم معه في قصر قرطاج ويقوده كل من رضا بالحاج المدير التنفيذي السابق لنداء تونس ومحسن مرزوق مدير حملة الانتخابات الرئاسية وهما يحاولان الحفاظ على الحزب حسب التصور الذي وضعه مؤسسه بالتنسيق معه طبعا.
والقسم الثاني في هذا الجناح يمثله في الحكومة الناطق الرسمي باسم الحزب الاستاذ لزهر العكرمي وفي البرلمان الاستاذ محمد الناصر وفي الحزب الاستاذ لزهر القروي الشابي وكل يحاول من مكانه لا تنفيذ تعهدات الباجي قائد السبسي فقط وانما تواصل النهج الجامع والتوافقي والمعتدل الذي وضعه للحزب.
ومن جهة اخرى نجد جناحا آخر يعتبر ان نداء تونس جاء كبديل للترويكا عبر الصندوق وانه لابد من الحفاظ على صفة البديل لذلك خاض معركة تشكيل الحكومة بعيدا عن تشريك حركة النهضة حتى النهاية وبالرغم من فشله في تلك المعركة الا انه يواصل محاولاته للحفاظ على صورة البديل السياسي وهنا نذكر وزير الخارجية والامين العام لحزب نداء تونس الاستاذ الطيب البكوش الذي حتى وبعد مشاركة النهضة في الحكومة عاد مرة اخرى ليطالب بعدم انتخابها في البلديات لكي لا يحل البرلمان.
المؤتمر سيكون حاسما
ويساند البكوش في هذا التيار بشكل غير متماسك كل من النائبين خميس قسيلة والنائب عبد العزيز القطي لكن بعد انتهاء كل معركة يعودون الى نقطة البداية بحثا عن ملف جديد للمحور الذي يمثلونه داخل الحزب.
الجناح الثالث في الحزب لا يمكن ان يمثل جناحا باتم معنى الكلمة فهو مجموعة ممن يحاولون بطريقتهم الحفاظ على التعامل الديمقراطي داخل الحزب وعلى احترام الهياكل الموجودة فيه ومعركتهم قانونية بالاساس فهم مختصون في القانون ويمكن ان نلقبهم بحراس احترام القانون داخل الحزب وهم الاساتذة عبد الستار المسعودي وتوفيق بوعشبة بالاساس.
ومن جهة اخرى هناك جناح لم يخرج بعد عن صراع الروافد كما لم ينخرط في صراع الاجنحة وهو الجناح الدستوري الذي يلتقي في كثير من الاحيان مع الجناح الذي يمثله حافظ قائد السبسي في الدفاع عن حظوظ الدساترة في الحزب وعن حقهم في تولى مناصب حكومية وقيادية في الحزب.
ويمثل هذا الجناح فوزي اللومي الذي يمثل كذلك جناحا ماليا داخل نداء تونس، وبين كل هذه الاجنحة نجد المدير التنفيذي الحالي للحزب بوجمعة الرميلي نقطة الارتكاز داخل الحزب الذي يحاول دائما من موقعه التخفيف من وقع الصراع وايصال الجميع الى نقطة توافق وربما تجلى ذلك في معركة «الاعتذار» الاخيرة.
اذن فنداء تونس قد انتقل من صراع الروافد بسلام لكنه دخل في مرحلة ليست غريبة عن الساحة التونسية وهي مرحلة صراع الاجنحة داخل الحزب، هي حالة صحية وتعبر عن التنوع الذي يعيشه الحزب ويمكن ان نقول من خلال متابعتنا للأحداث انها لن تقسمه وانما ستكون عنصرا من عناصر تطوره خاصة وانه تجاوز المحطات الصعبة وسيتفرغ غدا بعد انتخاب مكتبه السياسي الى اعداد مؤتمره الاول الذي سيكون نقطة مفصلية في تاريخ الحزب فهو اول اختبار داخلي حقيقي يمر به وسيكون مناسبة للتعرف على القوة الحقيقية لتلك الاجنحة
التنسيقيات
الجهوية ترفضُ
«المكتب السياسي»
اصدر 21 منسقا جهويا لحزب نداء تونس بتاريخ 23 فيفري الجاري بيانا عبّروا فيه عن رفضهم للطريقة التي سيتمّ بها انتخاب المكتب السياسي للحزب وقالوا إنّهم لا يرون الظرف مناسبا لمثل هذا الإجراء وطالبوا فيه بضرورة أن تكون تنسيقيات الحزب ممثلة في المكتب السياسي اذا ما تمّ إقرار تشكيله.
والممضون على نص البيان هم منسقو جهات مدنين وتوزر وزغوان وصفاقس 1 والكاف والقصرين وجندوبة وقابس وقبلي وسوسة والمنستير وسيدي بوزيد وقفصة ونابل وبنزرت وباجة وسليانة والمهدية والمنزه وبن عروس 1.
وقال المنسقون الجهويون في بيانهم إنّ المؤتمر الوطني الديمقراطي للحزب هو الحل الأمثل ونبّهوا الى خطورة المرحلة التي يمرّ بها الحزب ومن تداعيات إقصائهم او تهميشهم.
الجهوية ترفضُ
«المكتب السياسي»
اصدر 21 منسقا جهويا لحزب نداء تونس بتاريخ 23 فيفري الجاري بيانا عبّروا فيه عن رفضهم للطريقة التي سيتمّ بها انتخاب المكتب السياسي للحزب وقالوا إنّهم لا يرون الظرف مناسبا لمثل هذا الإجراء وطالبوا فيه بضرورة أن تكون تنسيقيات الحزب ممثلة في المكتب السياسي اذا ما تمّ إقرار تشكيله.
والممضون على نص البيان هم منسقو جهات مدنين وتوزر وزغوان وصفاقس 1 والكاف والقصرين وجندوبة وقابس وقبلي وسوسة والمنستير وسيدي بوزيد وقفصة ونابل وبنزرت وباجة وسليانة والمهدية والمنزه وبن عروس 1.
وقال المنسقون الجهويون في بيانهم إنّ المؤتمر الوطني الديمقراطي للحزب هو الحل الأمثل ونبّهوا الى خطورة المرحلة التي يمرّ بها الحزب ومن تداعيات إقصائهم او تهميشهم.
أبرز الأجنحة داخل النداء
على الرغم من صعوبة فهم حقيقة وخفايا ما يجري داخل نداء تونس من صراعات وتجاذبات وآراء مختلفة ومتباينة فإنّ العديد من المعطيات والمؤشرات تذهب الى تأكيد وجود الأجنحة التالية:
1 ـ جناح حافظ قائد السبسي الذي اصبح يعوّل كثيرا على الرافد الدستوري والتجمعي ويلقى هذا الجناح صدى له في الكتلة البرلمانيّة وفي التنسيقيات الجهوية والمحلية ويعمل هذا الجناح على استقطاب القيادي المعروف محسن مرزوق واستعادة لاحقة لمحمد الغرياني في سياق التحضير للمؤتمر.
2 ـ جناح الطيب البكوش الذي يبحث الان عن التموقع فوق كلّ الروافد والتعويل على دعم جزء من الهيئة التأسيسية ويسعى جاهدا لاستمالة الرافد النقابي والتحضير افتراضيا لمرحلة ما بعد فشل حكومة الصيد.
3 ـ جناح رضا بلحاج (مدير الديوان الرئاسي): وهو مدعوم من فريق المستشارين بقصر قرطاج وهو جناح يساري لا يرى مجالا لأي تقارب أو تلاق مع النهضة ويبحث عن استفراد اليسار بالسلطة والحزب في آن واحد.
4 ـ جناح محمد الناصر والأزهر القروي الشابي وهو الجناح القريب من توجهات رئيس الحزب السابق الباجي قائد السبسي وقد انسجمت معه عناصر اخرى فاعلة خاصة في البرلمان مثل خالد شوكات والأزهر العكرمي وهو جناح يعمل على تواصل الحزب بنفس المنطلقات وتجميع الروافد المختلفة دون اقصاء او استثناء لاحد.
5 ـ الجناح التنفيذي ويقوده أساسا بوجمعة الرميلي المدير التنفيذي الحالي للحزب مدعوما من عدد من رجال الاعمال ومن ابرزهم فوزي اللومي والمنتمين سابقا لحزب المسار وحركة التجديد والحزب الشيوعي التونسي.
1 ـ جناح حافظ قائد السبسي الذي اصبح يعوّل كثيرا على الرافد الدستوري والتجمعي ويلقى هذا الجناح صدى له في الكتلة البرلمانيّة وفي التنسيقيات الجهوية والمحلية ويعمل هذا الجناح على استقطاب القيادي المعروف محسن مرزوق واستعادة لاحقة لمحمد الغرياني في سياق التحضير للمؤتمر.
2 ـ جناح الطيب البكوش الذي يبحث الان عن التموقع فوق كلّ الروافد والتعويل على دعم جزء من الهيئة التأسيسية ويسعى جاهدا لاستمالة الرافد النقابي والتحضير افتراضيا لمرحلة ما بعد فشل حكومة الصيد.
3 ـ جناح رضا بلحاج (مدير الديوان الرئاسي): وهو مدعوم من فريق المستشارين بقصر قرطاج وهو جناح يساري لا يرى مجالا لأي تقارب أو تلاق مع النهضة ويبحث عن استفراد اليسار بالسلطة والحزب في آن واحد.
4 ـ جناح محمد الناصر والأزهر القروي الشابي وهو الجناح القريب من توجهات رئيس الحزب السابق الباجي قائد السبسي وقد انسجمت معه عناصر اخرى فاعلة خاصة في البرلمان مثل خالد شوكات والأزهر العكرمي وهو جناح يعمل على تواصل الحزب بنفس المنطلقات وتجميع الروافد المختلفة دون اقصاء او استثناء لاحد.
5 ـ الجناح التنفيذي ويقوده أساسا بوجمعة الرميلي المدير التنفيذي الحالي للحزب مدعوما من عدد من رجال الاعمال ومن ابرزهم فوزي اللومي والمنتمين سابقا لحزب المسار وحركة التجديد والحزب الشيوعي التونسي.
اعداد عبد الرؤوف بالي
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire