Articles les plus consultés

mercredi 16 juillet 2014





                                    هذا الوفاق من جنس  ذاك الإستفتاء




بالأمس القريب طلعت حركة النهضة على مناضليها و أنصارها بفكرة الاستفتاء لتأجيل موعد عقد مؤتمرها العام.
و آلية الاستفتاء هذه ، ولئن كان ظاهرها إجراء ديمقراطيّا ، ولكنّها ، نظرا للسّياق السياسي و التنظيمي الّذي تنزلت فيه، كانت أداة إضافية لتأجيل عمليّة الإصلاح و إعادة ترتيب البيت النهضاوي بما يخدم أهداف الثورة و يستجيب لمطالب الشّعب المشروعة في الشّغل و الكرامة و العدالة الاجتماعية.
و في كلّ الأحوال حتّى و إن كانت قراءتنا لهذا الحدث سلبية و لا تنم في تقديرنا عن سلوك ديمقراطي ، ولكن يبقى هذا الاستفتاء شأنا حزبيّا داخليّا يهم حركة النهضة و منخرطيها . أمّا مبادرة مجلس الشورى الأخير باقتراح رئيس توافقي ، فهي شأن وطنيّ أكبر من الأحزاب و لا يحتمل المناورات و الصفقات الحزبية الضّيقة لما يحمله في طيّاته من احتقار و استخفاف بالإرادة الشّعبية . فهذه مبادرة سيئة الإخراج ، فضلا عن غموضها و عدم واقعيتها ، تستهدف إرادة الشّعب و سيادته و حريته في اختيار من يحكمه. فهذا الوفاق الّذي تتحدثون عنه ، كيف يتم ، و من هم المعنيون به، و من هم غير المعنيين به ؟ . عجبا كيف تستبدلون الّذي هو خير بالّذي هو أدني يا سادة؟ 
أتستبدلون وفاق أحزاب فاشلة عجزت عن تحقيق الحد الأدنى من أهداف ثورة 14 جانفي 2011 في الحريّة و الكرامة و العدالة الاجتماعية بإرادة الشّعب الّذي قد ائتمنكم ذات يوم 23 أكتوبر2011 على ثورته و أشواقه في الحرية. 
عليكم أن تدركوا يا سادة أن شعب تونس مثقف و على درجة عالية من الذّكاء و أن حيلكم و مناوراتكم لن تنطلي عليه مهما لبستم عليه الأمور ، و أنّ إرادة أحزابكم مجتمعة لا يمكن أن تزلزل إرادة شعبنا التائق إلى الحريّة و الدّيمقراطية قيدَ أُنملة ، فخير لكم أن تلزموا حدود دكاكينكم الحزبية ولا تتجاوزوها إلى التصرف فيما لا تملكون و إلاّ فشعبنا العظيم سيكنسكم إلى مزبلة التاريخ ، وإرادة شعبنا لا نرضى عنها بديلا ، مهما كان .
فلا تيئس يا شعبي يا شامخا كالجبل
و لا تحزن يا بلدي يا رائعا كالقمر 
ليلة 17رمضان 
مصطفي عبدالله ونيسي / باريس

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire