Un article écrit par mustapha ounissi
مَنْ، يُصَالِحُ مَنْ ؟
في سابقة خطيرة يتقدم السّيد رئيس الجمهورية بمشروع أسماه مشروع المصالحة الاقتصادية و المالية إلى مجلس النوّاب للموافقة عليه ، خارقا بذلك دستور البلاد الذّي لا يزال حبره لم يجفّ بعد، و ضاربا عرض الحائط بأهداف الثورة في الحرّية و الكرامة و العدالة الإجتماعيّة . يعوّل الرّئيس في تمريره لهذا القانون الجائر و اللادستوري على الأغلبية للإتلاف الحاكم المتكوّن من حزب النّداء و النّهضة و الاتحاد الحر ّو أفاق تونس .
و هي لعمري بادرة خطيرة قد تؤدي بالبلاد إلى فوضي عارمة تضاف إلى الفوضى التي لا زلنا نعيشها حتّى الآن .
و الإلتجاء الصّوري إلى مجلس نوّاب الشّعب لتمرير مثل هذا القانون الجائر هو عبارة عن توريط لنّواب مجلس الشّعب في هذه الجريمة السياسية و الاجتماعيّة بامتياز .
و يُسعدنا نحن أبناء الشّعب من عمّال و فلاّحين و طلبة و بطّالة و رجال تعليم ..... أن نحذركم من مغبة الانخراط في تزكية مثل هذا المشروع أو طرحه للنقاش أصلا ، إن كنتم للبلاد ناصحين و للشعب منحازين و بالدستور عاملين .أيّها الساّدة المحترمين في مجلس نوّاب الشعب أن أعمتكم السّلطة و دفء الكراسي عن إدراك الحقيقة،فالشعب برموزه السياسية و النقابية و الفكرية و الدّينية و الثقافية و مختلف هيئاته و منظماته على استعداد تام لتذكيركم بدوركم الأصيل الذي من أجله انتخبكم الشّعب ، نفعل ذلك لله في سبيل الله لا نبتغي منكم جزاء و لا شكورا.
أيّها السّادة أن أردتم الإصلاح حقا و ردّ الحقوق المنهوبة إلى أصحابها فإن الطّريق إلى ذلك و خاصة في الوقت الرّاهن هو العمل الجادّ على تحقيق قدر من العدالة الاجتماعية. و العدالة ليست نصوصا في الهواء أو بيع كلام بكلام كما تعلمنا في المدارس من أدبيات البخل و البخلاء، و إنّما هي إرادة سياسية صادقة و خيارات اقتصادية و تنموية وطنية ذات أبعاد اجتماعية و إنسانية تستهدف تشغيل الشّباب و إعادة توزيع الثروة توزيعا عادلا بما يخدم التنمية الشاملة في البلاد من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها.
إن دوركم أيها السّادة ليس التستر المفضوح على الفاسدين و محاولة إيجاد الحلول لانقاذهم من تورطهم في سرقة أموال الشّعب . إن دوركم هو عكس ما ذهبتم إليه من اجتهاد خاطىء أن احسنا بكم الظّن،و ذلك لأن دوركم المنوط بعهدتكم أمام الله و الوطن هو الدّفاع عن المواطن و خاصة منه الضّعيف. إن مهمّتكم الأساسية هو البحث عن حلول لمشاكل المواطن من خلال ما تسنّونه من تشريعات لصالح الفيئات الضّعيفة و خاصة منهم الشّباب الّذي بدّد الفقر أحلامه في حياة كريمة و دمرّ الإرهاب وطنيته و إنسانيته عندما استغل أوضاعهم الاجتماعية الصّعبة و وظفهم تحت وطأة الحاجة وقودا في معارك مغلوطة لا شأن لتونس بها ، لا على المستوى الوطني و لا القومي و لا الإنساني.
إن المصالحة و خاصة منها الاقتصادية و المالية لا يمكن ان تتّم على حساب حريتنا و كرامتنا و سيادتنا الوطنيّة أو على حساب لقمة عيشنا.
أخفي عليكم سادتي الكرام، و أنتم نوّاب للشّعب، أن المتصالح مع الفاسدين فاسد مثلهم. ؟
أخفي عليكم أنّ المتصالح مع المستبدين و الجلاّدين مستبدّ و جلاد ّّّمثلهم.؟
أخفي عليكم أن المتحالف مع الشّيطان هو شيطان مثله و أن صام و صلى و زعم انه من النبلاء و القدّاس؟
أخفي عليكم و أنتم أمناء على القانون و التّشريعات التي ستحمي ظهورنا من الفساد، أنّ ما بني على باطل و أكل حقوق النّاس هو باطل شرعا و عقلا و أخلاقا؟
أيها السّادة المتخاذلون إلا من رحم ربّي لا أحد ينكر أن ثورة سلمية رائعة قد مرت بديارنا ذات يوم مبارك من سنة 2011 ، و كانت ثورة خاطفة و من دون تأطير يُذكر لتأمينها من الآنحراف و الاختراق، فالتففتم عليها من حيث تشعرون أو لا تشعرون و افرغتموها من رسالتها و انحرفتم باهدافها النّبيلة و سهلتم عودة الثورة المضادّة إلى سدّة الحكم بسبب حماقاتكم المتكرّرة . و استقراء لما حدث و استشرافا للمستقبل ننبهكم لخطورة الدور الخياني الّذي انتم بصدد القيام به إن أنتم انخرطتم في مشروع كهذا ، لأن الثورة هذه المرّة أن انتم أصررتم على غيّكم في حقّ شعبكم ستكون جذرية ،و سيكون لقوى المقاومة الوطنية حضور واضح فيها حتى لا تنحرف عن أهدافها أو يتلاعب بها الفاسدون من جديد.
إن الثورة التونسية في ثوبها الجديد لن تنطفأ شعلتها حتى تحقق اهدافها كاملة في الحرّية و الكرامة و العدالة الاجتماعية أحبّ من أحبّ و كره من كره.
فأنقذوا أنفسكم من خيانة بانت واضحة في الأفق في حقّ الشّعب و البلاد .
إن المتخاذلين من نواّب مجلس الشعب ، المتحمسون لتمرير هذا النّوع من المشاريع المشبوهة يكونوا قد خانوا من انتخبهم أوّلا و خانو ا بلادهم ثانيا و نحن ننبّههم من سوء عاقبة ما يقومون به من خيانات في حق هذا الوطن العزيز.
و لا يفوتني أخيرا أن استشني من هؤلاء المتآمرين على مصلحة الفقراء أولئك الأبطال من نواّب شعبنا الوطنيين المخلصين لبلادهم الصّامدين في وجه هذه الإتلاف اليميني اللّيبرالي من الأحزاب الحاكمة المتآمرة على تدجين الشّعب و جعله أمام أمر واقع بائس يثبط العزائم و يزرع اليأس و لا يشجّع على العمل و الإبداع و خدمة الصّالح العام . إلى هؤلاء جميعا و إلى أولئك الصّامدين في جمعيات المجتمع المدني و إلى المناضلين الأحرار في الأحزاب التي لا تزال بوصلتها معدّلة على المصلحة الوطنية ، و قليل ما هم ، أوجه خالص التّحيات و الإحترام تقديرا لما يقومون به من جهد في الدّفاع المستميت عن حقّ المواطن في الكرامة و الحرية و التّنمية. إلى هؤلاء أيضا نعبّر عن مساندتنا اللامشروطة لهم في معركتهم السّياسيّة مع رموز الثورة المضادّة و كلّ من ارتضى لنفسه الإصطفاف وراءهم حقيقة أو تكتيكا و تكتكة .
باريس في 12سبتمبر 2015
الأستاذ مصطفي عبدالله الونيسي / باريس
في سابقة خطيرة يتقدم السّيد رئيس الجمهورية بمشروع أسماه مشروع المصالحة الاقتصادية و المالية إلى مجلس النوّاب للموافقة عليه ، خارقا بذلك دستور البلاد الذّي لا يزال حبره لم يجفّ بعد، و ضاربا عرض الحائط بأهداف الثورة في الحرّية و الكرامة و العدالة الإجتماعيّة . يعوّل الرّئيس في تمريره لهذا القانون الجائر و اللادستوري على الأغلبية للإتلاف الحاكم المتكوّن من حزب النّداء و النّهضة و الاتحاد الحر ّو أفاق تونس .
و هي لعمري بادرة خطيرة قد تؤدي بالبلاد إلى فوضي عارمة تضاف إلى الفوضى التي لا زلنا نعيشها حتّى الآن .
و الإلتجاء الصّوري إلى مجلس نوّاب الشّعب لتمرير مثل هذا القانون الجائر هو عبارة عن توريط لنّواب مجلس الشّعب في هذه الجريمة السياسية و الاجتماعيّة بامتياز .
و يُسعدنا نحن أبناء الشّعب من عمّال و فلاّحين و طلبة و بطّالة و رجال تعليم ..... أن نحذركم من مغبة الانخراط في تزكية مثل هذا المشروع أو طرحه للنقاش أصلا ، إن كنتم للبلاد ناصحين و للشعب منحازين و بالدستور عاملين .أيّها الساّدة المحترمين في مجلس نوّاب الشعب أن أعمتكم السّلطة و دفء الكراسي عن إدراك الحقيقة،فالشعب برموزه السياسية و النقابية و الفكرية و الدّينية و الثقافية و مختلف هيئاته و منظماته على استعداد تام لتذكيركم بدوركم الأصيل الذي من أجله انتخبكم الشّعب ، نفعل ذلك لله في سبيل الله لا نبتغي منكم جزاء و لا شكورا.
أيّها السّادة أن أردتم الإصلاح حقا و ردّ الحقوق المنهوبة إلى أصحابها فإن الطّريق إلى ذلك و خاصة في الوقت الرّاهن هو العمل الجادّ على تحقيق قدر من العدالة الاجتماعية. و العدالة ليست نصوصا في الهواء أو بيع كلام بكلام كما تعلمنا في المدارس من أدبيات البخل و البخلاء، و إنّما هي إرادة سياسية صادقة و خيارات اقتصادية و تنموية وطنية ذات أبعاد اجتماعية و إنسانية تستهدف تشغيل الشّباب و إعادة توزيع الثروة توزيعا عادلا بما يخدم التنمية الشاملة في البلاد من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها.
إن دوركم أيها السّادة ليس التستر المفضوح على الفاسدين و محاولة إيجاد الحلول لانقاذهم من تورطهم في سرقة أموال الشّعب . إن دوركم هو عكس ما ذهبتم إليه من اجتهاد خاطىء أن احسنا بكم الظّن،و ذلك لأن دوركم المنوط بعهدتكم أمام الله و الوطن هو الدّفاع عن المواطن و خاصة منه الضّعيف. إن مهمّتكم الأساسية هو البحث عن حلول لمشاكل المواطن من خلال ما تسنّونه من تشريعات لصالح الفيئات الضّعيفة و خاصة منهم الشّباب الّذي بدّد الفقر أحلامه في حياة كريمة و دمرّ الإرهاب وطنيته و إنسانيته عندما استغل أوضاعهم الاجتماعية الصّعبة و وظفهم تحت وطأة الحاجة وقودا في معارك مغلوطة لا شأن لتونس بها ، لا على المستوى الوطني و لا القومي و لا الإنساني.
إن المصالحة و خاصة منها الاقتصادية و المالية لا يمكن ان تتّم على حساب حريتنا و كرامتنا و سيادتنا الوطنيّة أو على حساب لقمة عيشنا.
أخفي عليكم سادتي الكرام، و أنتم نوّاب للشّعب، أن المتصالح مع الفاسدين فاسد مثلهم. ؟
أخفي عليكم أنّ المتصالح مع المستبدين و الجلاّدين مستبدّ و جلاد ّّّمثلهم.؟
أخفي عليكم أن المتحالف مع الشّيطان هو شيطان مثله و أن صام و صلى و زعم انه من النبلاء و القدّاس؟
أخفي عليكم و أنتم أمناء على القانون و التّشريعات التي ستحمي ظهورنا من الفساد، أنّ ما بني على باطل و أكل حقوق النّاس هو باطل شرعا و عقلا و أخلاقا؟
أيها السّادة المتخاذلون إلا من رحم ربّي لا أحد ينكر أن ثورة سلمية رائعة قد مرت بديارنا ذات يوم مبارك من سنة 2011 ، و كانت ثورة خاطفة و من دون تأطير يُذكر لتأمينها من الآنحراف و الاختراق، فالتففتم عليها من حيث تشعرون أو لا تشعرون و افرغتموها من رسالتها و انحرفتم باهدافها النّبيلة و سهلتم عودة الثورة المضادّة إلى سدّة الحكم بسبب حماقاتكم المتكرّرة . و استقراء لما حدث و استشرافا للمستقبل ننبهكم لخطورة الدور الخياني الّذي انتم بصدد القيام به إن أنتم انخرطتم في مشروع كهذا ، لأن الثورة هذه المرّة أن انتم أصررتم على غيّكم في حقّ شعبكم ستكون جذرية ،و سيكون لقوى المقاومة الوطنية حضور واضح فيها حتى لا تنحرف عن أهدافها أو يتلاعب بها الفاسدون من جديد.
إن الثورة التونسية في ثوبها الجديد لن تنطفأ شعلتها حتى تحقق اهدافها كاملة في الحرّية و الكرامة و العدالة الاجتماعية أحبّ من أحبّ و كره من كره.
فأنقذوا أنفسكم من خيانة بانت واضحة في الأفق في حقّ الشّعب و البلاد .
إن المتخاذلين من نواّب مجلس الشعب ، المتحمسون لتمرير هذا النّوع من المشاريع المشبوهة يكونوا قد خانوا من انتخبهم أوّلا و خانو ا بلادهم ثانيا و نحن ننبّههم من سوء عاقبة ما يقومون به من خيانات في حق هذا الوطن العزيز.
و لا يفوتني أخيرا أن استشني من هؤلاء المتآمرين على مصلحة الفقراء أولئك الأبطال من نواّب شعبنا الوطنيين المخلصين لبلادهم الصّامدين في وجه هذه الإتلاف اليميني اللّيبرالي من الأحزاب الحاكمة المتآمرة على تدجين الشّعب و جعله أمام أمر واقع بائس يثبط العزائم و يزرع اليأس و لا يشجّع على العمل و الإبداع و خدمة الصّالح العام . إلى هؤلاء جميعا و إلى أولئك الصّامدين في جمعيات المجتمع المدني و إلى المناضلين الأحرار في الأحزاب التي لا تزال بوصلتها معدّلة على المصلحة الوطنية ، و قليل ما هم ، أوجه خالص التّحيات و الإحترام تقديرا لما يقومون به من جهد في الدّفاع المستميت عن حقّ المواطن في الكرامة و الحرية و التّنمية. إلى هؤلاء أيضا نعبّر عن مساندتنا اللامشروطة لهم في معركتهم السّياسيّة مع رموز الثورة المضادّة و كلّ من ارتضى لنفسه الإصطفاف وراءهم حقيقة أو تكتيكا و تكتكة .
باريس في 12سبتمبر 2015
الأستاذ مصطفي عبدالله الونيسي / باريس
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire